بقلم محمد سليماني قال الخبر للتحقيق: أنا أسبق منك ظهورا، وأهم منك حضورا. أنا الذي يتراكض الناس كل يوم خلفي، بحثا في دواخلي، يفككون شفراتي وألغازي. أنا ستة أشياء ما لم أحضر يتيه الناس في فهمي. لا يعرفون وجهة ولا يعلمون مسلكا. أجابه التحقيق مستهزئا: صه أيها القزم، أنا أكبر منك جسما وقوة. أنا أخطر منك فتكا وضربا. أنا من يبحث في المكنونات، ويفتش في المدسوسات، ويبرز العجائب ويكشف الغرائب. أنسيت.. أنسيت أنني أنا من دمر حياة الوزراء وأسقط رئيس أعظم دولة نهاية الستين؟ تدخل الاستطلاع غاضبا .. يا أيها الأجناس، أنا الريبورتاج الذي لا تحلو المجالس إلا بي. أنا الذي يجتمع في الوصف والحكي. أنا الذي بي يعبر الكتاب عن آمالهم وآلامهم. أنا الذي يستطيع من خلالي حملة الأقلام إبراز مواطن القبح والجمال. سمعهم العمود فجاء مسرعا. أنا الرأي السديد الذي يغير موازين القوى. أنا من قطع العلاقات بين الدول، أنا من أوقف الصحف عندما أزعجت الرؤساء والحكومات. أنا من ينير طريق صناع القرار، وينبه الغافلين التائهين في الظلام. أسكتتهم الافتتاحية بالزغاريد. أيها الأجناس الأحبة، أراكم نسيتم قوتي وشغبي. ألست أنا أولى بالحديث. أنا التي لا يراكم القراء، حتى يدلفون نحوي، يفككونني ويقتحمون خلوتي، يفتضون بكارتي ليروا توجهاتي. أنا التي أوجههم حيث أشاء، أقول لهم بتبصر وحنكة هذا هو الطريق، وذاك هو السبيل... تعانق الجميع بعدما اكتشفوا أن كل واحد يكمل الآخر.. تلكم هي بعض أجناس الصحافة.