الإصلاحات والخطوات الجريئة التي لجا إليها عامل الإقليم لتنمية المنطقة، جلبت عليه موجة من الغضب من طرف لوبيات كانت تستفيد من عهد "السيبة"، وهي تعتمد على الريع و يمتزج فيها السياسي بالاقتصادي، وتلتجئ إلى كل أساليب الافتراء والدعاية علها تنال من كل مسؤول يتشبث بالقانون ويطمح إلى النهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمواطن عبر نهج أسلوب الحكامة والنزاهة وتكافؤ الفرص، ومقاربة النوع في التعيينات لضمان سير فعال للجهاز الإداري. ومن الطبيعي أن يعيش كل من له رغبة في إصلاح الأوضاع معاناة حقيقية، نتيجة خلخلته لجمود عاشه الإقليم وكان يستفيد من هذا الجمود عدد من الانتفاعيين الذين لا يؤمنون إلا بعقيدة الريع و"التخلويض" وهكذا وفي غياب أية أدلة لتوريط عامل الإقليم في مجال تسييره وتدبيره للأمور سخر هؤلاء مجموعة من العناصر لمحاولة تلطيخ سمعة المسؤول الأول بالإقليم، بكتابة على الحائط تتهمه بعلاقة غرامية مع مسؤولة بالديوان، هذه الأخيرة التي كان تعيينها سببا في صد الأبواب أمام العناصر الانتهازية والانتفاعية، وأثبتت قدرتها في الإدارة والتعامل بحنكة في المجال مما نتج عنه وضع صحي ساهم في منح الوقت اللازم لتدبير الملفات الكبرى والاستعجالية التي تهم ساكنة الإقليم. إن من يرغب في الانتقاد لابد أن يكون مسؤولا ومعروفا، يبني انتقاداته على طريقة تدبير ملفات يبين الخلل فيها، هذا النوع من المنتقدين يمكن أن نسانده ونقف إلى جانبه، لأنه بالفعل يرغب في إصلاح الأوضاع، أما من يلتجأ إلى أساليب الدجل والافتراء ومحاولة تلطيخ سمعة الناس بدون حجة أو دليل عبر محاولة الغوص في خصوصياتهم التي يحميها القانون والأعراف والمواثيق الدولية، وإلصاق التهم بها، هذا النوع يمارس نوعا من "الإرهاب " لأنه يساهم في تشتيت اسر بكاملها ويعرض مصير الناس للخطر، هذا النوع خطير جدا، وقد عانى منه الرسول صلى الله عليه وسلم وعائشة أم المؤمنين، ونزلت فيه الآية الكريمة " يأيها الناس إذا أتاكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ''. هذا النوع من البشر معيق حقيقي لأي إصلاح، جراد يخرب كل ما هو اخضر؛ فالمرأة المغربية التي أعطاها جلالة الملك والدستور المغربي ومعظم القوى السياسية في البلاد مكانة مرموقة، وأثبتت أنها تستحق هذه المكانة سواء كفاعلة سياسية أو إدارية أو في مجال الاقتصادي أو الاجتماعي أو العسكري أو في الأمن الوطني...، لابد لها من حماية خاصة حتى لا تصبح عرضة للدعايات من طرف الانتفاعيين التي تبخس قدراتها وتقدمها للرأي العام على أنها مجرد شيء مسلوب الإرادة يسهل استغلاله والتلاعب به.