كلمة الميلودي المخارق الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل في مؤتمر الاتحاد التقدمي لنساء المغرب باسم الله الرحمن الرحيم الأخوات ممثلات الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين الأخوات ممثلات الاتحاد العام التونسي للشغل الأخت ممثلة الاتحاد الدولي للنقابات بالمنطقة العربية الأخت ممثلة المنظمة النقابية الفرنسية القوات العمالية الأخت ممثلة النقابات الأمريكية من مركز التضامن الدولي الأمريكي الأخت ممثلة مؤسسة فريديريك إيبيرت عن الحركة النقابية الألمانية الأخت ممثلة منظمة العمل الدولية الأخوات رئيسات و مسؤولات الجمعيات النسائية و المجتمع المدني الأخوات ممثلات الحركات النقابية المغربية أخواتي المؤتمرات إنه لمن دواعي سروري أن أشارك أخواتي مناضلات الاتحاد المغربي للشغل عرس انبعاث الاتحاد التقدمي لنساء المغرب، و أن أتقدم أمامهن بكلمة أعتبرها جسرا للتواصل و ربطا لماض مجيد بحاضر و مستقبل واعد، تواصل لم ينقطع يوما بين قيادة الاتحاد المغربي للشغل و مناضلاته في كل الجهات و القطاعات و الجامعات والمنظمات الموازية، و في كل المراحل و الحقب الزمنية التي عاشتها منظمتنا العتيدة التي كانت فيها المرأة العاملة حاضرة بكل قوة وفعالية. فإن هذا المؤتمر أخواتي مناضلات الاتحاد المغربي للشغل الذي أتقدم لكن بالتهاني على مستواه التنظيمي و أخص بالذكر أخواتي في اللجنة التحضيرية اللواتي بذلن مجهودات كبيرة لإنجاحه، يأتي على بعد يومين من ذكرى عزيزة علينا جميعا، إنها الذكرى 59 لتأسيس الاتحاد المغربي للشغل يوم 20 مارس 1955، كما ينعقد هذا المؤتمر في شهر اليوم العالمي للمرأة، 8 مارس بكل ما يحمله من رمزية ودلالات، ويسبق بحوالي شهر ذكرى تأسيس الاتحاد النقابي لنساء المغرب يوم 22 أبريل 2014 الذي نفتخر به ونعتز برصيده التاريخي وبأدواره الطلائعية في الحركة النقابية و في تأطير المرأة العاملة. إن انبعاث الاتحاد التقدمي لنساء المغرب يدخل في إطار الدينامية التنظيمية التي يعرفها الاتحاد المغربي للشغل، فقد شهد الاتحاد خلال الشهور القليلة الماضية مؤتمرات ناجحة للعديد من الجامعات الوطنية و القطاعات المهنية و الاتحادات المحلية و الجهوية، و كانت النساء طبعا متواجدات ضمنها بقوة و فعالية، و بينكن من شاركت في المؤتمر الوطني الناجح لشبيبتنا العاملة التي نفتخر بها و نعتز بالأدوار الطلائعية التي تلعبها اليوم داخل الاتحاد المغربي للشغل. إن اعتزازنا بانبعاث تنظيمنا النسائي لم يأت من فراغ فالاتحاد المغربي للشغل كان سباقا إلى إشراك النساء في كله هياكله إطاراته القيادية. بعد سنوات قليلة من استقلال المغرب و بالضبط يوم 22 أبريل 1962 سيُمكٌن الاتحاد المغربي للشغل مناضلاته من تأسيس تنظيم خاص بهن يتمثل في الاتحاد التقدمي لنساء المغرب. ومن يعرف الشأن الاجتماعي المغربي خلال تلك الفترة يدرك قيمة هذه الخطوة ويقدر جرأتها، بل، و تقدميتها خلال ذلكم التاريخ. لقد كان الاتحاد المغربي للشغل دائما سباقا إلى الخطوات الجريئة و المتقدمة، وهذا اختياره الذي كانت الأيام دائما تثبت صحته وتؤكد صوابه. كما كان على الدوام مؤمنا بقضايا المرأة، ومناصرا لها في كل المواقع و المواقف و المحافل. فالاتحاد المغربي للشغل إيمانا منه بعدالة قضية المرأة، و انطلاقا من قناعاته الراسخة في كونها لا تقل شأنا ولا كفاءة عن أخيها الرجل كان دائما يوليها المكانة الطليعية اللائقة بها. فالمرأة كانت متواجدة في أول لجنة إدارية للاتحاد المغربي للشغل، تخيلن أخواتي ذلك خلال سنة 1957. وكنا أول منظمة ترشح امرأة لعضوية البرلمان، وذلك قبل ظهور فكرة اللائحة الوطنية للنساء، ولم يكن ترشيحا شكليا أو للاستهلاك الإعلامي، بل مكنها من ولوج البرلمان. وكنا كذلك المنظمة النقابية الوحيدة التي انتدبت امرأتين من مناضلاتها في المجلس الاقتصادي و الاجتماعي والبيئي كمؤسسة دستورية. إضافة إلى عضوات في المجالس الإدارية لعدد من المؤسسات العمومية و الاجتماعية الوطنية كالصندوق الوطنية للضمان الاجتماعي والوكالة الوطني للتأمين الصحي ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل وغير ذلك من مناصب المسؤولية. كما كانت المرأة دائما حاضرة في الوفود النقابية للاتحاد المغربي للشغل خلال المفاوضات مع الحكومات أو خلال جلسات الحوار مع مختلف الوزارات، وذلك بهدف قيامها بطرح القضايا النسائية و الدفاع عن الملفات المرتبطة بها. والاتحاد المغربي للشغل وفاء منه لمبادئه و قناعته بالدور الطلائعي للمرأة العاملة ظل على الدوام متشبثا بتمثيلها له في كل المحافل و الملتقيات الدولية التي يحضرها، فقد كانت كل وفوده تضم أعدادا مهمة من النساء بل كثيرا ما تشكلت وفود الاتحاد منهن فقط. نساء من خيرة مناضلاته اللواتي يتمتعن بالتكوين والمؤهلات العالية و يتصفن بالجدية و النزاهة. ولتأكيد قناعتنا المبدئية و انسجاما مع هويتنا و مبادئنا فقد رشح الاتحاد المغربي للشغل إحدى مناضلاته لعضوية مجلس إدارة منظمة العمل الدولية في دورة يونيو المقبل بجنيف، وهي هيئة من هيئات الأممالمتحدة. أخواتي المؤتمرات ينعقد هذا المؤتمر في سياق خاص و استثنائي بالنسبة للطبقة العاملة المغربية بصفة عامة و المرأة العاملة على الخصوص، التي لازالت أمامنا أشواط كثيرة من النضال من أجل تحقيق مطالبها المشروعة و العادلة. خاصة في هذه الفترة التي تعرف تراجعات عن حقوقها ومكتسباتها. إن الحكومة الحالية و بلغة الواقع مواقفها معادية للمرأة، خاصة إذا ما استحضرنا تعاملها المثير للجدل مع الملفات الاجتماعية و على سبيل المثال، فكيف نتصور عاملة أو موظفة أفنت زهرة شبابها في العمل، و بدل أن تراعي الحكومة خصوصية ازدواجية اشتغالها في مقر العمل وفي البيت، هاهي اليوم تحاول تمديد سنوات استغلالها برفع سن التقاعد إلى 65 سنة. لقد تصدى الاتحاد المغربي للشغل لهذا المشروع الحكومي التراجعي، وسنبقى أخواتي متصدين له مناضلين ضده بكل ما أوتينا من قوة. إن هذه الحكومة أخواتي لا تجد في قاموسها سوى لغة الإجهاز على المكتسبات وضرب الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية للطبقة العاملة، فمن ضرب للقدرة الشرائية و تجميد الأجور إلى الهجوم على الحقوق النقابية والإجراءات القمعية التي كان للمرأة العاملة نصيبها مثل أخيها الرجل، بل كان حظها أوفر و أكبر في التسريحات الجماعية التي يقدم عليها أرباب العمل بمباركة السلطات العمومية. أمام الهجوم الحكومي المعادي للطبقة العاملة و الأوضاع الاجتماعية السيئة ولتجاوز الجمود الذي فرضته الحكومة فيما يخص المفاوضات الجماعية حاول الاتحاد المغربي للشغل إرجاع الحكومة و رئيسها إلى جادة الصواب بتوجيه مذكرة من أجل مفاوضات حقيقية، وأمام سياسة اللامبالاة و التسويف و المماطلة، وبعدما استنفذنا كل وسائل إقناع الحكومة هاهو الاتحاد المغربي للشغل يتحمل مسؤوليته مع باقي مكونات الحركة النقابية. و يسرني أن أزف إليكن في هذا العرس النضالي قرارا اتخذته المركزيات النقابية أمس الجمعة، فبعد تداولها للأوضاع اتخذت قرار تنظيم مسيرة وطنية بمدينة الدارالبيضاء يوم الأحد 6 أبريل 2014 تشارك فيها الطبقة العاملة و جميع مكونات الشعب المغربي احتجاجا على المواقف الحكومية المعادية للطبقة العاملة المغربية و المطالبة بالاستجابة لمطالبها. و لي اليقين بأن المرأة ستقوم بأدوار طلائعية لإنجاح هذه المسيرة النضالية لما عهدناه فيها من التزام ووفاء. و بهذه المناسبة أوجه الدعوة لأخواتي المؤتمرات من كل الاتحادات و كل القطاعات التعبئة القصوى للحضور المكثف لإنجاح هذه المسيرة. أخواتي المؤتمرات أتمنى لأشغال هذا المؤتمر كامل النجاح، و لي اليقين أن بوادره تظهر من خلال هذا الحضور المتميز للمناضلات من كل المدن و الجهات و القطاعات المهنية، و في مقدمتهن أخواتنا مناضلات الاتحاد المغربي للشغل القادمات من الأقاليم الصحراوية العزيزة علينا. و بهذه المناسبة فالاتحاد المغربي للشغل يجدد تشبثه بالوحدة الترابية و بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية و المناطق المحتلة. كما أجدد الترحاب بأخواتناممثلات الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين اللواتي قطعن الحدود والمعابر ونقط التفتيش الإسرائيلية ليشاركن مناضلات الاتحاد المغربي للشغل عرسهن النضالي هذا، و أجدد التعبير عن الموقف الثابت للاتحاد المغربي للشغل في مناصرة القضية الفلسطينية و التضامن مع الشعب الفلسطيني. عاشت المرأة المغربية عاشت المرأة العاملة عاش الاتحاد المغربي للشغل الدارالبيضاء في: 22 مارس 2014