بقلم : ذ . مصطفى منيغ يجهز الذباب، على ممرات الضالة من الكلاب ، المهرولة لاهثة خلف أهون الأسباب، لافتراس من كانوا صبايا الحي بأخبث أسلوب لا يرضاه حتى أعداء المخلقين بحسن الآداب، والبيوت مهدمة مكسرة الأبواب، لا حارس يحميها عاد ولا يطويها بالاهتمام أحد الأحباب، كارثة وبعدها مصائب المصائب بلا عد أو حصر أو حساب، يتقيأ حولها حتى من كان شكله إنسان وعاداته من مخلفات الذئاب . يندفع رئيس الحشرات ،الضارة المؤذية في سرب فوضوي السمات، همجي المقاصد والأهداف البعيدات كالدانيات، جائع ككل مرة أحاط به خدام الشر يفرغون لحضرته شرايين المقتولات، غدرا في غياب بعولهن مذبوحات، بعد الفتك بشرفهن والعبث بعرضهن وهن مكشوفات ، مرمية أشلاؤهن بين الطرقات . ينطلق مبيد البشر، القوي بسوء النظر، الملطخ بمملوء الأحشاء والغي من جفنيه مستطار، كأنه المحروق بالنار، المسودّ بغضب الكفار، المانحين لوجودهم ما يستحقون عليه العار، بمنطوق حكماء تلك الديار، المُبعدين ظرفيا عن الانتباه لما يجري أو التخفيف عن حيرتهم بالبحث عن جواب شافي لما يجول في دواخلهم من استفسار يتولد عنه استفسار، ولا أحد يتكلم داخل الدائرة حتى مع نفسه بالأحرى أن يتطاول لسانه لحد الجهر. يتأهب المخرِّب الإرهابي، غير راحم لأمٍّ أو أبِ، مسلطٌ أظافره المسمومة على كل شريف بنضاله المبارك الأبي، مُنخرطٌ صحبة أفاعي جنوبلبنان ، ومرتزقة ذاك الحزب الحاضن مَنْ كانوا لتجارب الراغبين في التوسع الجائر، المعدّ بمثابة عدوان (على البعيدين عن موطنهم الأصلي كالجيران) أشرس فئران ، مُطَوَّقٌ بحماية أضخم قبعات العسكر المغروسة صدورهم بأوسمة ونياشين تُبَاع في ساحات مقتنيات الغرائب، المنتقاة كعجائب ، تَسْخَرُ من عهد أباطرة المجد "الكرطوني" المتبخر تبخر "الفوتكا" بين قنوات الماء الحار في بلد الأوربي. أحدهم مِنْ نفس السلالة، يُعيب على المملكة العربية السعودية، مدها المجاهدين السوريين بالسلاح للدفاع عن أنفسهم في ساحة وغى، فُُرِِِضَت عليهم ولم يختارونها ، مانحًًا الحق المطلق لبلده روسيا بفعل ذلك، معللا اعتراف حكام الكرملين بنظام "بشار المنشار ممثل الشر حيث انتشر"، وكأن السوريين جميعهم نعاج ، مَنْ نطق معارضا لنصرة مبادئه ، مدافعا عن إنسانيته، محافظا على بقاء كيانه كدولة عريقة وأمة أصيلة، يُذبح بالكلاشنكوف ، وغير ذلك مجانب للصواب . شكرا للمملكة السعودية بموقف ملكها الشجاع وشعبها البطل ومزيدا من العطاء السخي القائم على العدل المنادي به الاسلام ، روح الانسان ،المُطهِّر الابدان غدا، حينما يُسأل كل حاكم مسلم عبر المعمور، عما قدمه للقضية الأكثر استحقاقا للمساعدة والغوث والإعانة المتكاملة مضموناً كمًا وكيفًا ، وما النداء المرفوع من طرف الملك عبد الله لفائدة انقاد الطفولة السورية سوى معلمة مضيئة تُحَمِّسُ مَنْ أثقلت أمولهم ابناك ومصارف أوربا بعد أمريكا وتنصحهم بخشية الله الحي القيوم ذي الجلال والإكرام، والتوجه بنفس العزم وبقدر كافي من الإرادة ونقاء الضمير، فاليوم يوم مُعَاشٌ والغد حسرة وألم وندم لمن غش، والتربية على المربي ، لو كانت مصر مرتاحة من مرض أصابها لا تستحقه أصلا، لاختلف الوضع وفكر الشرق بأعلاه كأسفله ألف مرة قبل الإقبال عما حدث ولا زال من استعراض لقوائم ممشوقة عنفا وشقاء وقلة حياء، ولاختبأ كل في جحر حدوده ، وبخاصة ذاك الشيعي الأكثر شيعة من الشيعة، من بالليرة يقتني "البيعة" ليتبوأ الطليعة في لبنان المسالمة الراغبة في استرجاع مكانتها كجنيف العرب لولى عميل إيران، الذي لم يكفيه ما صنعه بالسورين ليفكر في مد مكره لأرض الكنانة ،لكن هيهات، فتلك أرض كل حبة رمل فيها أشرف من الآلاف مثله ، وكل انحناءة ريح لتقبيل أديمها الطاهر إنما مهيأة تلقائيا أيضا لتنظيف جزيئاتها ممن جاء على شاكلة المتظاهرين بالتقوى وهو أوسخ من الوسخ مهما عن التعفن والروث والقاذورات انسلخ (يتبع......)