بقلم مصطفى منيغ مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية يمام دمشق، حلق صوب الجنوب ولن يعود حتى يرحل عنها ذاك الأحمق، من نثر في سمائها سموم الموت الأزرق، مَنْ استنشقها اختنق، فرقد وما أفاق، كما حصل للعديد من الخلق، دون ارتكابهم ذنبا أو حكم عليهم قاضي بالحق، بل انتقام مجرم رأى كيانه اهتز بصراخ على باب نظامه دق، مستعدون أصحابه على الاستشهاد أو ملامسة حلمهم وقد تحقق . فرنسا اليوم كالولايات المتحدة البارحة تُحَضِّرُ نفسها لإسكات مدافع "بشار" بما إن علم هذا الأخير حجمه ونوعيته اختار( بالرد) الانتحار، أو القبول بالاندحار، وليس أمامه مسلك آخر. تمنينا لو كانت السعودية تتزعم العرب ولو مرة واحدة في عمر آل سعود، وتقف موقفا عسكريا يخرجها من الدفع وراء الستائر ليأخذ الغرب مهما استقر كدولة أو بضع دول مكانها في ذلك، إذ ثمة أمور لا يمكن الحصول عليها بالدفع المادي ولكن بالتواجد المباشر ، فما معنى أن تقتني هذه الدولة بعشرات المليارات من الدولارات أحدث الأسلحة وأجودها آداءا وتركنها في ثكنات يتعالاها الغبار حتى تلاحق عمرها الافتراضي وتذهب فعاليتها سدى ؟؟؟، أما كان الجيش الحر أولى بها وهو يخوض معركة غير متكافئة مع نظام شرس تمده روسياوإيران فوق ما يحتاجه من سلاح نوعي وكأن الأسد يحارب دولة جد متقدمة وليس جيشا مكونا من مناضلين أحرار أهم سلاح يتوفرون عليه إرادتهم العالية وإيمانهم الراسخ أن النصر من عند الله الحي القيوم ذي الجلال والإكرام . نعلم أن القضية من أساسها قائمة على الصراع المتخذ شكل الحلزون بين إيران والسعودية ، فكان على هذه الأخيرة أن تتصرف تصرف الواثق بأنها اللحظة الحاسمة بين البقاء مرفوعة الرأس معززة كريمة شريفة أو الخروج خروج لا نقبل به لاحترامنا لها . كان على حكام السعودية التفكير الجدي بما يحوم حولهم (قبل بلدهم) من مخاطر جسيمة ، ما يقع في سوريا جزء بسيط منها ، ويساهموا قبل فوات الأوان . العالم تفرج على ما آلت إليه مكانة السعودية في الاجتماع الأخير لوزراء خارجية العرب في إطار جامعة الدول العربية ، كان على الدولة السعودية أن تنتبه لما هي واجدة نفسها اليوم فيه من انتكاسة ستعود عليها هذه المرة بما لم تكن تتوقعه إن استمرت في تجاهلها مثل المستجدات ، كان عليها أن تعيد الإصغاء والجيد لما فاه به وزير خارجية مصر المؤقتة إبان المؤتمر الصحفي الذي عقده ووزير خارجية البحرين على خلفية انتهاء هذا المؤتمر الذي لم يترك صدى يُذكر إلا تكريس فشل المنظمة المذكورة في مواجهة مثل الإحداث دفاعا عن العرب أمة ورؤساء (يتبع في الجزء الثاني)