كتبها الاستاذ عبدالقادر الهلالي تنويه: منتهى الاتقان أن الانسان اذا بدأ عملا لا يقوم منه إلا اذا كان العمل قد تم على الوجه المطلوب ما استطاع الى ذلك سبيلا، قد يكون أحسن عمل كان، لا يهم اذا كانت القيامة ستكون بعده. فلسفة الاخلاق هذه لها اسم آخر يشتق من الفعل: أَحْسَنَ [2]، كتبتها من قبل في مقالة جمعت فيها ما استطعت من الآيات الاحسانية !!! منتهى الاحسان هو الكمال (الاتقان) 1- في مقالة : هو حوار غيابي اذن، الحوار هو وجود الآخر وإلا سميناه حوارا غيابيا ، كما نقول عن الحكم حيث لا يحضر المتهم ليسمع منطوق الحكم ، نقول عنه : حكم غيابي. المقالة تتحدث عن الآخر في حالة غياب، حوار من طرف واحد، تغييب الآخر، هل يمكن أن نتصور ذلك؟ الفكرة المقابلة لهذا الحوار الذي نتمثله كنموذج متطرف، هي صورة قصوى لها بصورة مطلقة، نشترط فيها أن يحضر هذا الغائب، ونزيد في الشروط: حضور المعني بالموضوع لا يكفي، نطلب حضورا فعليا: المشاركة. لا توجد منزلة بين المنزلتين. الحوار الغيابي يقابله التواصل، اما أن يكون هناك تواصل وإما أن لا يكون الآخر موجودا . اذا كان هناك طرف وهناك طرف ثان، لا يمكن أن لا يكون تواصل، بعبارة أخرى: أنا لا أتواصل اذن لا يوجد غيري، هذه العبارة يعادلها عبارة لها نفس المعنى: أنا لا أوجد. اذا حضرتَ أنت مثلا في النقاش، أتحدث هنا بالتحديد عن النقاش في موضوع المقالة، أنت اذن تشارك بما عندك من أفكار، قد تكون متفقة مع ما أراه أنا أو مختلفة معه، الاختلاف هو مبدأ وجود الآخر، والاتفاق أمر عارض . لا يمكن أن أكون انسانا حقيقيا اذا كنت لا أختلف مع(عن) الآخرين. 2- لماذا نختلف، لأن كل موجود ينزع الى الكمال، حيث لا يوجد كائن كامل، كل الكائنات ستختلف مع بعضها، وتتفق فقط في الغاية: الكمال، ولتحقيق الكمال يجب تصفية العمل من شوائب النقص: من حسنة الى حسنة. أ بحث عن فلسفة أخلاق اسمها يشتق من الفعل: أَحْسَنَ. من صفات هذا الفعل أنه لا ينقطع (نقول أنه عمل حي، لا يوجد عمل ميت)، صفة الميت نطلقها على من انقطع عمله. اذا مات بن آدم انقطع عمله، يمكن أن نقرأها بالمقلوب: لا ينقطع العمل إلا بالموت(القيامة الصغرى)، أما القيامة الكبرى، اذا قامت القيامة...فلأغرسها الآن .منتهى الاحسان هو الكمال (الاتقان) أغرسها 3- أغرسها: -أولا: الحلقة الاولى من المقالة الحالية: www.khouribga-online.com/pub-opinions/8628-القيامة-الآن.html فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا ... ------ الحلقة 2------- ...وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ يمكن أن نلخص هذه الحلقة : كل السيئات تسجل سيئة تتبعها سيئة عكس الحسنات فهي لا تحسب إلا حسنة واحدة، يجب أن نختار في سلة الحسنات الحسنة الأجود، ولذلك كانت هذه مهمة الملائكة فقط. هذه الحلقة يمكن أن نعطيها هذا العنوان: حساب الملائكة. -خاتمة: أحب العمل الحسن وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ غرسوا...ونغرس 4- الخيط الرابط هنا هو الانطلاق من نموذج أو صورة أكررُها دائما ولا أَمَلُّ، قصة أهل الكهف نموّذجا...كأننا نتخيل عبرها توقيعا بالخيال من خلال سياق الكتابة... [3] الاسطورة عندما تُؤَسِّسُ لواقع آخَرَ. الأسطورة، النموذج أو الصورة التي تتكرر،نَشْرَحُهاَ بشكل أفضل، وكأنها طريقة اقتصادية للاتصال، هذا إذا كنا فعلا (نؤسس ل)... الاتصال، نسميها اذن الاسطورة المؤسِّسَة [4] (للاتصال أو ل(غير الاتصال)، اذا كان لهذه الكلمة (غير الاتصال [5]) من مدلول: الاقتصاد في الصورة(الدلالات) يسمح أن نستثمر أحسن في المدلول(المعنى)، الصورة بمعان لا تنتهي، نسميها ابداعا، النص الابداعي هو نص محدود بالحروف،نكتب النص مرة واحدة ونقرأه كل مرة قراءة أخرى. المبدع يكتب نصا مقفلا بالحروف والكلمات، لكنه مفتوح على قراءات غير محدودة (نظريا لا تنتهي). ينتهي النص عندما يحصل الاشباع، القراءة الابداعية لا تُشْبِعُ لأنها لا تسد الحاجة(الشهية للقراءة) بقدر ما تفتحها من غير نهاية. أتخيل حرية الاعتقاد في الفكر الحر كما أعتقد حرية الفكر في الخيال. ليس هناك اقتصاد خيالي (أو خيال اقتصادي). فلسفة (في حالة) 5- أنا فيلسوف (في حالة)، كما شَرَحْتُ لكم الفلسفةَ (كَحالَةٍ)... انسانية [6]، وأطنبتُ في الحالة التي سميتُها بصيغة المؤنث: الحالة النسوية و عندما تحدثْتُ مهنيا وقفتُ عند حالة العبودية التي يظن الجميع اننا انتهينا منها مند قرون: العمل قد يصبح حالة من حالات العبودية، اذا لم تَتَشَبَّعْ علاقة العمل بقيمة الحرية، هنا عبودية بشكل آخر. كلها حالات، علاقات وَقِيَم، حرية الانسان تكون دائما في الميزان، الحرية توجد في صلب الوعي الانساني. عندما ينتج العمل علاقات تنفي الحرية يصبح العمل شكلا جديدا من اشكال العبودية، أَبْعَدُ أن يوصف هذا العمل بوصف الاتقان. 6- أومن أن الحسن ليس له مقابل وأن الحسنات لا تمحوها السيئات كما أن السيئات لا تمحوها الحسنات... السيئات تزيد على بعضها حتى تفيض من كثرة السوء أما الحسنات فتنقص من بعضها حتى لا تبقى في سلة الحسنات إلا حسنة واحدة: الأحسن كل السيئات تسجل سيئة تتبعها سيئة، أما الحسنات فلا تحسب إلا حسنة واحدة التي هي أحسن الحسنات. كما نقول أحسن الحسنات نقول ايضا أسوء السيئات، في الحالتين لا نقيم العمل نفسه، نقول انه عمل متقن أو عمل جيد، نقصد أن من قام به قدمه على الوجه المطلوب، ان خيرا وان شرا. الحقد مثلا من السيئات الأكثر جودة (السيئة تكون أجود حين تكون أسوء). كل السيئات تسجل سيئة تتبعها سيئة عكس الحسنات فهي لا تحسب إلا حسنة واحدة، يجب أن نختار في سلة الحسنات الحسنة الأجود، ولذلك كانت هذه مهمة الملائكة فقط. المحاسبة التي يراقبها الملائكة 7- من قال: أفضل العوالم هو هذه الدنيا، كان يعني أن (العالم الآخر) أَقَلُّهَا سوءًا؟ "الأحسن عدو الحسن" من قال ذلك، كان يفكر بحساب الشياطين ونسي أن الذين يسجلون الحسنات هم ملائكة لهم مقياس للجودة" لا يخطأ . هناك عقلية المحاسبة المالية التي تشتغل بمنطق الاقتصاد(تدبير الكائنات النادرة) أما حساب الملائكة، هذا حساب مثالي: الخير(النفع الذي لا ينتهي، النفع بلا حساب). ماذا ينفع الحساب اذا لم ينته الحساب؟ ينتهي حساب الحسنات (الاحسن) في الدنيا و يبقى حساب السيئات (الأَقَلُّ سوءًا) لأنه بامتياز حساب الآخرة. يتبع.......... هوامش: [1] بدأت الحرب البيلوبونيسية La guerre du Péloponnèse (431 ق.م.- 403 ق.م.) بسبب التوسعات الاستعمارية والتجارية لأثينا على حساب كورنث حليفة إسبرطة ، حلف أثينا كان يتكون من: أثينا – يوبويا – الجزر الكيكلادية – المدن الأيونية ، بالإضافة لأكارنايا وثيساليا. أما حلفاء إسبرطة فكانوا: أغلب البيلوبونيسوس – بويوتيا – مقدونيا – فوكيس. بينما بقيت مدن مثل إبيروس وأيتوليا وكريت كذلك أرغوس وأخايا (الوحيدتان في البيلوبونيسوس) على الحياد، ولم تكن الحرب البيلوبونيزية الأولى (460 ق.م.) وكانت بين أثينا والمدن البيلوبونيسية وانضمت إسبرطة بعد 5 أعوام. [2] -هو-حوار-غيابي-اذن؟ [3] تعليق قارئ متتبع (لم يكشف عن هويته) هكذا يصف نفسه كما نشر على موقع الكسير بتاريخ 17/02/ 2014