الكائن الفريد جدا: 1- حين نرجع الى المثال، النموذج، القدوة...المثال يحمل مجموعة من القيم التي تورث عن طريق التربية ، التربية هي محاكاة المثال الأخلاقي، سيرة العظماء والممتازين ننقلها للناشئة كنموذج يحتدى. أليس الانسان هو ذلك الكائن الفريد ،العنصر المتفرد، من الإلكترون إلى الكائنات المعقدة: تماوج من الوحدات الكونية التي تتماها لتشكل الطيف الكوني أو لوحة العالم. البقاء للأصلح (داروين)، البقاء للأجنس(من الجنوسة)، منطق التطور هو الانتقاء، الانتخاب. الذي ينجح في الامتحان ليمثل النوع و الذي يصلح ان يبقى على الارض، فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض: التناص بين الأصل الديني والأصل العلمي للقيم. الأحسن هو الأبقى، 2- النموذج الإرشادي (بارادايم الارتقاء): الارتقاء لا يشتغل على الجرعات النافعة لأن قيمة العلاج بالدواء أقل فائدة من العلاج الابيقراطي ، درء المفاسد مقدم على جلب المصالح قاعدة شرعية معروفة، الطبيعة قد تلجأ إلى الارتقاء الجراحي: بتر العضو المريض الذي هو في نفس الوقت زرع من غير جراحة لعضو مستتر (ضامر) ، يظهر وينمو ليعوض العضو المبتور أو العاطل عن أداء دوره. الطبيعة أبيقراطية بامتياز، خطة الارتقاء الطبيعية، خطة أمنية بالدرجة الأولى: الخطة الطبيعية الأولى للبقاء : البقاء للأحسن أو القادر على التحسن(الارتقاء)، الأساس هو الوقاية، تجنب ماهو ضار، ما ينفعك هو ما يكون ضرره أقل من غيره ، الوقاية قبل العلاج. الطبيعة لا تعرف الراحة و السكينة، إنها حالة طوارئ دائمة . الطارئ هو العدو الأول، لكنه ليس عدوا يأتي من الخارج، هو فساد كان متلفعا في عباءة يلبسها الكائن والظواهر لا توجد إلا ليختفي بين تضاعيفها ما لم يكن ظاهرا. الإضافة استثناء و ليست عادة طبيعية . يتم تحقيق الكمال عندما لا يبقى ما يمكن إزالته، وليس عندما لا يبقى ما يمكن إضافته (سانت دو ايكسوبري) نحن نسعى لأن نتجنب الألم أكثر من سعينا لأن نجد السعادة. (فرويد) الأحسن هو ميزان الحسنات المحاسبة التي لا يراقبها إلا الملائكة 3- أومن أن الحسن ليس له مقابل وأن الحسنات لا تمحوها السيئات كما أن السيئات لا تمحوها الحسنات... السيئات تزيد على بعضها حتى تفيض من كثرة السوء أما الحسنات فتنقص من بعضها حتى لا تبقى في سلة الحسنات إلا حسنة واحدة : الأحسن كل السيئات تسجل سيئة تتبعها سيئة، أما الحسنات فلا تحسب إلا حسنة واحدة التي هي أحسن الحسنات. الحقد من السيئات الأكثر جودة ( السيئة تكون أجود حين تكون أسوء)،كل السيئات تسجل سيئة تتبعها سيئة عكس الحسنات فهي لا تحسب إلا حسنة واحدة، يجب أن نختار في سلة الحسنات الحسنة الأجود، ولذلك كانت هذه مهمة الملائكة فقط. الذي قال:"الأحسن عدو الحسن" كان يفكر بحساب الشياطين ونسي أن الذين يسجلون الحسنات هم ملائكة لهم مقياس للجودة" لا يخطأ . خاتمة ولا علاقة (فريد لا تعني نادر) 1- الفرادة و ماذا بعد؟ الفرادة هي كذلك من ناحية الكيف، الفرادة تستوي على مستوى هندسي: الشكل، أما الندرة فهي تجري على مستوى الكم، الثقل، الكتلة أو المضمون، مسالة حسابية(احصائية)، لا أقل ولا أكثر