بقلم سعيد صفصافي مسكين صاحبنا رجل نخب هواء، بمجرد ما سلطت عليه بعض الأضواء، بفعل خرجاته الإعلامية الجوفاء، بات يعتقد عن سابق إصرار وغباء، أنه زعيم الزعماء وكبير النقابيين والساسة على حد سواء ومن خيرة أبناء البلد العظماء، بإمكانه نقذ ومواجهة من يشاء ومتى شاء. ولكنه متى خرج أزبد وأرغد وأساء. وآخر قفزاته كانت أيضا في الهواء، ففي إحدى خطبه الجوفاء، أمام تجمع من بعض العمال وكثير من الغرباء، في إهانة فادحة لعيد الكادحين والأجراء، ذكر أن وزيرا في الحكومة التي يشارك فيها حزبه بستة من الوزراء، ولج البرلمان سكرانا يتمايل في خيلاء، وردد أمام الجمع الذي حشده من كل بقاع الخلاء، الله أكبر ولله الأرض والسماء، وزير ثمل يدنس القباء. ومن على علم بما بات يعانيه الرجل إثر فقدانه لعلب انتخابية سوداء، من قبيل مؤسسة التعاون الوطني الوردية المعطاء، سيفك حتما لغز الهديان والجفاء وسر تضرعه إلى الله في ساحة النصر دون حياء، وهو يلعب دور الفقيه خادم الشريعة الغراء، بعد أن سبق له أن ادعى أنه سليل الأنبياء، وتقمص دور الجغرافي وتطاول على الأرض والسماء. فكان اتهامه لوزير بالسكر يضر بسمعة حزبه المشارك في الحكومة أكثر من مضرته لكبير الوزراء. ولهذيان الرجل مليون مبرر، فغير بعيد عن مكان خطبته بساحة النصر الفيحاء، ومباشرة بعد تعيين عدلاوي على رأس المؤسسة المعطاء، كانت صوره التي طالما زينت منسقية التعاون الوطني برباط الخير والعطاء، قد أزيلت من المكاتب ومن كل الفضاء. وهو ما يفسر أيضا اتهامه للحكومة بالمحسوبية في التعيين بالمناصب العلياء، وإغداقها بالمال العام على الجمعيات التابعة دون حساب وبكل سخاء. غريب أمر الرجل، يستبلد الجميع ويخالهم أغبياء، ولا دراية لهم بالسياسة كالرعاة الرحل في الصحراء، ولا علم لهم بخفايا صندوقه الانتخابي ولا بأسرار البتراء. والحال أن الجميع بمن فيهم الساسة البلداء، يحفظون عن ظهر قلب التاريخ الوردي وكل أسرار البناء.