كان في بوجنيبة فتية يلعبون ويحلمون بالخبز والحب والحرية. يبنوا أعشاشا ككل عصافير الوطن يحلمون بالمال والعيش والذرية. رموا القمح المسموم على عيونهم. فاصطادوهم مثل حمام البرية. يا بوجنيبة: لا تحزني فما كان أبناؤك جناة ولا زناة ولا بائعو الأفيون ولا دعاة للبربرية. كانوا يحلمون بالعيش وبعض من الكرامة والحرية فاقتادوهم مثل قطاع الطرق ومثل الحرامية والتهمة تخريب الأملاك وقطع الأسلاك وتكوين عصابة إجرامية.... من خرب البلاد والعباد 90سنة من لوث الماء والهواء وانتزع الأراضي الزراعية من أنهك الصدور بالسعال وأرسلها إلى القبور من دفع الناس لركوب الأمواج وأهوال البحور. من كسر ضجيج قطاراته نومنا العميق في الليالي الباردة من لون أسناننا بالاصفرار وحرمنا من الابتسامات الجميلة البريئة...... بوجنيبة استعادت شبابها في سنتها التسعين في سماء المدن قمر صيفي واحد وفي سماء بوجنيبة اثنا عشر كوكبا الشجر والحجر والبشر في بوجنيبة ينادي بالحرية بوجنيبة رممت جراحاتها ألغت خلافاتها وسارت على هدي أبنائها هم فتية امنوا بالحياة والكرامة والحرية والجماهير والعصافير من ورائهم، أليست هذه هي قوة الشخصية؟