نداء باسم كل أمهات العالم : رسالة أم المعتقل السياسي لدى جبهة البوليساريو بلوح احمد حموا. لن أيأس من انتظارك يا بني. لن أمل من ترديد أطلقوا سراح ابني ، أفرجوا عن فلذة كبدي ، أريحوا أمهات المختفين لذى جبهة البوليساريو. ابني الذي أحببته منذ مجيئه إلى الدنيا سأظل أحبه حتى آخر لحظة في حياتي. بنيّ الحبيب، أكتب لك رسالة كل يوم و أضعها تحت وسادتك التي تنتظر عودتك كما ينتظر صدري أن يضمك واليوم يكرمونك و يكرمون إخوانك في سجون الذل والعار على التراب الجزائري و أنا أضم قميصك و أبكي داعيةً لكم جميعاً بالحرية. أنجبتك لكي يَعمر الوطن و لكي يزيد الأبطال واحداً، ألم المخاض لم ينته بعد يا حبيبي، فانا لا أزال أتألم حتى أراك تخرج من السجن و تنعم بحريتك، أحياناً يا بني أرى طيفك يدخل المنزل و أرى البطولة و الكرامة هالة من ضوء حولك و أراك تقبل يدي طالباً الرضا و رائحة الوطن تفيض من قميصك، يأتي يوم و يرحل آخر و أنا لا أزال انتظرك عبر رسائلي هذه، نسيت طعم الفرح ، فأنت الفرح. و يذبحني رؤية طفل في حضن أمه، يذكرني بأنني أم حرموها ابنها و سرقوا من جسدها الروح و طلبوا منها أن تعيش مع الشوق القاتل ?بن يعلم الله متى يعود لحضنها. منذ إعتقلوك يا حبيبي و قلبي مشتعل غاضب ثائر ألعن البرد لأن لي إبناً يرجف برداً في سجن قديم، و ألعن الشمس لأنها تزيد من حرارة سجن إبني الذي تملؤه الرطوبة. أسأل ضمير الإنسانية أن يصحو من غفوته و يأتي ليكسر قضبان السجون و يعيدك إلي مرفوع الرأس حاملاً بيدك راية وطنك المغربي عاليا. أرجوك يا بني إن وافتني المنية قبل عودتك إلي فلا تحزن و لا تدمع، أُطلب من أخواتك أن يزغردن في جنازتي، فانا أم أسير قابع في السجن يكتب حكاية تحرير كافة سجناء ومحتجزي تندوف و يوقع عليها " البطل" و يكفيني فخراً أنني أم الأسير بلوح احمد حموا. أبناؤك وبناتك يا بني فخورون بك ومشتاقون لك ، لسان حالهم يقول رغم المعاناة ، رغم الأسى نحن فخورين بك وعلى دربك سائرين ، ونعدك أننا لن نستسلم حتى يرفع عنك الظلم وعن جميع ساكنة تندوف. بني ، سر على درب أختك سويلمة احمد حموا التي اغتالتها أجهزة القمع في مخيمات تندوف سنة 1994 لأنها تجرأت هي أيضا على قول كلمة "لا" في وجه الظلم ، وهي الآن مرتاحة في قبرها لأنها تركتك وأبناءها تكملون ما بدأته وتمشون على دربها لفك واحدة من اكبر مآسي هذا القرن ، وهي احتجاز أهالينا في تندوف . فبإسمي وباسمي بناتك وأبنائك أقول لك سر على درب العزة والكرامة ، وأكمل طريقك يا بني ولا تنسى أبدا أنني علمتك أننا لا نستسلم ننتصر أو نموت. للجزائر تايمز / الغالية منت علي ولد عبيدي أم المعتقل السياسي بلوح احمد حموا والشهيدة سويلمة احمد حموا