يعتبر الأطلس من المناطق التي لها تاريخ عريق في مجال تربية الخيول والاهتمام بالفروسية، إذ يعود ظهور الفرس في هذه المنطقة إلى أكثر من أربعة آلاف سنة، وبذلك فإن الحصان الأمازيغي ظل رمزا تقليديا لكل أهالي المناطق الجبلية التي تشبثت بحضارتها وروح تقاليدها وبطولاتها في ميدان الفروسية والحروب، التي لعب فيها الحصان الأمازيغي دورا كبيرا إلى جانب عناصر المقاومة الأشاوس الصناديد. ويتميز هذا الحصان بالرزانة والهدوء والتحكم في النفس بشكل قوي، وهي ميزات تثير رغبة المهتمين بالخيول في مختلف الدول الأوروبية والعالم لجلبه إلى حضائرهم، لأن هذا النوع من الخيول يصلح بامتياز للرياضة والتدرب على الفروسية نظرا لسرعة انسجامه مع راكبه، لذلك يعتبر الحصان البربري من أقوى الأحصنة فهو قوي وشجاع ومتوازن، وعلاوة على ذلك فهو سريع وقادر على التحمل، ويعد موضع إعجاب وتقدير عند معجبي الفروسية وركوب الخيل، كما أن هذا الحصان الأمازيغي له قدرة خارقة على المشي لمسافات طويلة، والسرعة المدهشة ومن صفاته البساطة، التحمل، الرشاقة، المهارة، الصبر. وإلى جانب ما أشرنا إليه آنفا، فإن ذكاء الحصان الأمازيغي وصفاته يجعلانه مميزا في جميع الألعاب الرياضية كالسباقات والفروسية، كما أنه مقاوم لعدة عوامل نفسية كالقلق والبؤس، علاوة عن مقاومته الكبيرة للعطش، وذلك ما جعله الحصان الأفضل في الصحاري والمناطق الجافة. وأمام هذه الخصائص النادرة التي تتميز بها الخيول الأمازيغية التي يعتاد مشاهدتها في النشاطات الثقافية مثل الأعياد الوطنية والتاريخية، وتستخدم في السياحة والفروسية لتلميع صورة المغرب ثقافيا، فإنه بات لزاما تحسين نسل هذه السلالة، وتتبع نموها من خلال التشخيص وتحديد وقت التزاوج والتلقيح الاصطناعي، وتتبع عملية الحمل عوض الاهتمام بالخيول الإنجليزية وغيرها على حساب خيولنا الأمازيغية الأصيلة.