على غرار الطريقة التي تم بها تسيير مهرجان أجدير إيزوران تم تنظيم نشاط بيئي بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بخنيفرة، لقاء يخص الأيام الدولية الثامنة للطيور المائية والمناطق الرطبة، المنظم من طرف مجموعة من الشركاء، هم جامعة مولاي إسماعيل والمدرسة العليا للتكنولوجيا بخنيفرة، مجموعة جماعات الأطلس، المجلس الإقليمي بخنيفرة والجماعة الحضرية بخنيفرة .. لقاء يكتسي صبغة دولية تم فيه تغييب الساكنة المحلية والجمعيات البيئية الفاعلة بالإقليم والإعلام المحلي ومصلحة المياه والغابات ومحاربة التصحر بخنيفرة، حيث اقتصر على استدعاء السلطات المحلية وعامل الإقليم الذي من المفروض أن يتساءل عن غياب الفاعلين الأساسيين في هذا الملتقى الدولي الذي يخص المناطق الرطبة، الذي اختير له شعار كبير "المناطق الرطبة أمام التغيرات المناخية، أي رهانات وأي توجهات ؟". لقاء كان من المفترض أن تحضره فعاليات عاملة في المجال البيئي والإيكولوجي، وذوو الاختصاص المحليون، لا سيما أن الرهانات والتوجيهات تخص الساكنة المحلية المجاورة والمجتمع المدني. اللقاء حضره عامل الإقليم ومحاضرون جامعيون دوليون وأساتذة من العيار الثقيل حول المناطق الرطبة وبخنيفرة، لكن مع الإقصاء يطرح أكثر من تساؤل لماذا اللقاء؟ فإذا كان يهدف إلى التوعية والتحسيس والإخبار، فإنه من المفروض أن يستهدف الساكنة والفاعلين المحليين، من أجل توصيل المعلومة بأهمية المناطق الرطبة وكيفية الحفاظ عليها ومنهجية العمل من أجل بلوغ هذه الأهداف. وأما الكيفية، فتحيلنا أوتوماتيكيا على الآليات وهنا مربط الفرس، فالآليات تتطلب الإمكانيات المادية واللوجيستية التي يتم التعتيم عليها، وتقتصر المعلومة على ذوي الشأن والقائمين على التسيير والتنظيم، وهذا يذكرنا بتنظيم مهرجان أجدير إيزوران الذي خصصت له ميزانية ضخمة لا زال الرأي العام المحلي يتساءل عن حجم الإمكانيات المادية التي رصدت له، دون القيام بشيء يذكر يحفظ للمنطقة ماء الوجه، وينهض بالموروث الثقافي وتراث المجال الخنيفري، لا سيما وأن الشعار جاء تثمينا للتراث، فتم الاقتصار على ندوة وتقديم أطباق الشواء بفضاء أجدير، وخلق النعرات بين الفاعلين المحليين، وتعبيد الطريق أمام المسؤولين عن مثل هذه اللقاءات من أجل بلوغ مخازن الدولة ومساعدات المنظمات الدولية للمزيد من نهب ما تبقى من خيرات بهذه المناطق وضخها بصناديق مجهولة، في غياب تام للمحاسبة والمساءلة خاصة وأن الملتقيات الضخمة تمر تحت الرعاية السامية لملك البلاد. لقد كان من المفروض أن يتم إشعار الرأي العام المحلي والوطني بتنظيم مثل هذه الملتقيات وباعتماد الشفافية والمحاسبة، وحكم القانون، دون تعتيم أو حجب للمعلومة. الملتقى المنظم على مدى يومي الجمعة 19 ماي، والسبت 20 ماي، سوف يتم خلاله، عرض الاستراتيجية الوطنية 2015-2030 للمحافظة على المناطق الرطبة، وتقديم عرض حول: "كيف يتم التأثير على المناطق الغابوية بالمغرب بفعل التغيرات المناخية؟ وكيف سيتم تحيين برنامج المحافظة على أنواع الطيور بالفضاءات المحمية؟ وستقوم الجهات المنظمة بتنظيم رحلة لبحيرة أكلمام أزيزا، وأكلمام ن ميعمي وفضاء أجدير. التغييب التام للساكنة المحلية وفعاليات المجتمع المدني بخنيفرة وكذا مصلحة المياه والغابات التي من المفروض أن تكون شريكا رئيسيا بالملتقى، يذكر بالنظرة الأحادية والإقصاء والتهميش والتعتيم وانعدام الشفافية والحكامة الجيدة، والهيمنة على خيرات وعقارات محلية دون الأخذ بعين الاعتبار المطالب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في شموليتها، من طرف القائمين على تسيير الشأن العام دائما. ترى إلى متى سيتعامل المخزن بهذا الأسلوب الإقصائي للساكنة والفعاليات المدنية الخنيفرية من المشاريع والمخططات التي ثبت فشلها منذ سنين، حيث برهنت النتائج أن عدم إشراك المواطنين في بلورة المشاريع والإنجازات بخنيفرة من التصور حتى الإنجاز، هو السبب الوجيه في إفشال جميع المخططات التنموية بالإقليم.