بعد "فتاة المصنع" عرض نادي سينما جمعية أغورا للإبداع فيلمه الثاني "وول.ي Wall.e" مساء يوم السبت الثامن من شهر أبريل على الساعة الخامسة مساءً. وقد حظي الفيلم بتركيز واهتمام كبير من طرف الحضور وتفاعلهم الذي يدل على مدى استيعابهم للفكرة. ودقة وصول رسالته. الفيلم الذي أعجب به الكبار وأحبه الصغار يجمع بين المغامرة والخيال العلمي ممتزجا بالرومانسية والكوميديا، كما يميل في موضوعه أكثر لما هو أقرب من العزلة و نزعة الاستهلاك دون إنتاج أو دور فعال. أنتج الفيلم سنة 2008، فاز بجائزة الأوسكار سنة 2009، وفي نفس سنة إنتاجه حصل على جائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم رسوم متحركة وجائزة نقاد السينما في لوس أنجلوس. تدور قصته حول روبوت صمم لتنظيف الأرض التي كانت مهجورة ومليئة بالنفايات وذلك سنة 2805، أي في المستقبل البعيد، ويحمل الفيلم بين أحداثه رسالة للإنسان المهمل، إذ مع كمية النفايات والتلوث الذي بدأ يغزو الأرض فإن ذلك سيجعله كوكبا غير صالح للحياة. هذا إلى جانب الغزو التكنولوجي الذي جعل من البشر مستهلكا خاملا غير قادر على الاهتمام بنفسه معتمداً على الآلة في كل شيء، مما قتل فيه الإنسانية والأحاسيس ولم يعد يعرفها. لا يرى شيئا سوى الحاسوب فتصير هذه الأحاسيس من نصيب الروبوت وولي الذي طور نفسه من مرور الوقت واستطاع اكتساب المشاعر الإنسانية. الفيلم وول.ي. يعتمد في إيصال رسالته على الجسد أكثر من الكلام، إذ لا يحتوي سوى على كمية قليلة من الحوار، الأمر الذي جعل المتفرجين أكثر تركيزا على الحركات والملامح مما منحهم فرصة الانسجام والعيش مع أحداث الفيلم، وجعلهم أكثر تركيزا مع موضوعه، الذي تعمد نادي السينما اختياره بدقة كبيرة قصد التحسيس بأهمية الاهتمام بالأرض ونظافتها إلى جانب الرسالة الثانية المتمثلة في عدم الاستسلام للغزو التكنولوجي، والتركيز على العلاقات الإنسانية أكثر من التعامل مع الآلة التي تسير في طريق السيطرة على البشر، والسعي في نشر التوعية عن طريق السينما بشكل محبب وسلس.