المشروع كان قد بدأ منذ سنوات، وقد تم اختيار منطقة أيت عفي قرب سيدي عمر كفضاء لمطرح الأزبال حيث يتوفر على جميع المعايير، أرضية صلبة ولا تسمح بتسرب المواد السامة نحو خيوط المياه، البعد عن الساكنة ونهر أم الربيع .. إلا أن الساكنة المحلية منعت طرح الأزبال بهذا الفضاء، وكانت الحيطي قد بدأت المشروع وتمت دراسته بمبلغ مليارين ونصف تقريبا، وكان لابد من إتمامه بأي وجه، وفي عهد رئيس مجموعة الجماعات الحالي تم تحريك ملف المشروع، والذي سوف يدفن الأزبال ويقوم بتصفيتها ووضع آليات جد متطورة لذلك، حتى يتم إنتاج مادة البيوكاز التي توازي مادة البيوتان بعد تخمير الأزبال ودفنها. وشركة ميكومار بالبيضاء هي التي سوف تتكفل باقتناء الآلات بعد صفقة بالملايير من الدراهم. وقد تم انتقاء مطرح خنيفرة كبديل لمطرح سيدي عمر، غير أن هذا المطرح لا يتوفر على المعايير الخاصة بذلك، كونه قريب جدا من الساكنة المحلية التي تعاني من أعراض صحية ونفسية وحساسيات، كذلك قربه من نهر أم الربيع والفرشة المائية التي سوف تتضرر بدفن النفايات وتسريب مواد سامة لقتل كل حياة بالنهر الأخضر، ناهيك من تسممات واضطرابات بالبنية الإيكولوجية بالمنطقة التي قد تتضرر بها مناطق أخرى يشقها النهر، وكذا عدم نجاعة مثل هذه المشاريع بمناطق أخرى (أكادير نموذجا). كما أن إنتاج غاز البيوتان من تخمير الأزبال، يتطلب دفن القنوات بطريقة جد متطورة، وتقنيات عالية ذات جودة كبيرة وخبراء متخصصين في ذلك، الذي هو مشروع دولة مما سيتسبب في اختناق الساكنة المجاورة للمطرح، في حالة انشقاق قناة من القنوات. هكذا يضرب المتشبثون بالمشروع الجانب البيئي والإيكولوجي وكذا صحة وسلامة المواطنين في العمق، ويسعون وراء أهداف ربحية ومادية محضة، وهكذا يتم وضع مشاريع لا تحترم المعايير الإيكولوجية والبيئية، ولا تتوخى إشراك الساكنة والمواطنين في بلورتها، وبالتالي فهي مشاريع فاشلة نظرا لأحادية اتخاذ القرار. يجري كل هذا والمجتمع المدني العامل في المجال البيئي والإيكولوجي ما زال يترقب.