أفادت مصادر مطلعة أن عامل إقليمخنيفرة بعد توصله بخبر انقطاع أكثر من ثلاثين تلميذا عن الدراسة منذ شهر تقريبا بمنطقة أجدير الجبلية، أعطى أوامره الصارمة لحل هذا المشكل بصفة نهائية، وأكد في اجتماع بعمالة الإقليم ضم ممثلين عن أولياء التلاميذ المتضررين، وبعض الفاعلين الجمعويين، إلى جانب ممثل عن وزارة التربية الوطنية والجماعة القروية لأكلمام أزكزا، أنه لا يمكن أن يبقى التلاميذ بدون دراسة، الأمر الذي جعله يطالب الجهات المعنية بالعمل على إيجاد الحلول الناجعة لكي يرجع التلاميذ لفصول الدراسة في أقرب وقت ممكن. وأكدت ذات المصادر أنه تقرر توفير النقل المدرسي للتلاميذ في أفق بناء مدرسة جماعاتية بأجدير مستقبلا ليحل المشكل بصفة نهائية. يذكر أن تلاميذ مدرسة فرعية أجدير أكلمام نميعمي بجماعة أكلمام أزكزا انقطعوا عن الدراسة دون أن تطأ أقدامهم فصول الدرس منذ شهر تقريبا، مما يهدد حياتهم بالهدر المدرسي، الأمر الذي جعل أولياء التلاميذ يعيشون في حالة نفسية سيئة حيال ما وقع لأبنائهم من ظلم ممنهج بدعوى أن مدرستهم ملك جماعي . وأفاد أحد الآباء المتضررين أنه بسبب تنقيل التلاميذ من مدرستهم القديمة نحو قسمين حديثى البناء لا يتوفران على المرافق الحيوية كالماء والكهرباء والمرافق الصحية، تأزمت وضعيتهم خصوصا أن القسمين الجديدين يبعدان عن المدرسة القديمة مسافة ثلاثة كيلومترات إضافية، في وقت كان التلاميذ يقطعون أربع كيلومترات للوصول لمدرستهم التي فتحت أيوابها منذ أكثر من ثماني سنوات، زادتهم المسافة الجديدة والتي تصل إلى أربعة عشر كيلومترا ذهابا وايابا معاناة جمة، في منطقة معروفة بقساوة طبيعتها وتعرف أكبر التساقطات الثلجية بالمغرب. بعض من التلاميذ المهددين بالهدر المدرسي وأمام هذه الوضعية المتأزمة التي اعتبرها سكان منطقة أجدير بالجائرة, بحيث لم يكن أحد يتوقع أن ينقطع هؤلاء التلاميذ في عمر الزهور عن الدراسة بسبب قرار رئيس المجلس القروي لجماعة أكلمام أزكزا، وهو بالمناسبة (رجل تعليم), وهو القرار القاضي بإغلاق المدرسة ومنع الدراسة بها بدعوى أنها ملك جماعي. وحسب تصريحات السكان فإن الرئيس يرد إجبار التلاميذ لقطع مسافة طويلة في اليوم, يعجز حتى الكبار عن تحملها في ظروف طبيعية قاسية (زوابع ثلجية، طريق وعر) هو استهداف لحرمانهم من الحق في التعلم، حيث سيتوقفون ملزمين طيلة فصل الشتاء كلما انتصب في وجههم حاجز طبيعي كالفيضانات التي تسببها عمليات ذوبان الثلوج أو غزارة الأمطار، ويتظافر البعد والإرهاق والجوع وسوء التغذية والوسط غير المشجع في تعقيد مهمة التمدرس بهذه المنطقة الجبلية، وهذا ما ترتب عنه استنكار كبير لدى آباء وأولياء التلاميذ بمنطقة أجدير الجبلية، مما لحق أبناءهم من ابتذال وعذاب التنقل. وحسب تصريحات السكان تبين بشكل قاطع أن السبب الرئيسي في الانقطاع عن الدراسة، هو تعنت الرئيس واصراره على عدم التراجع عن قراره، الشيء الذي جعل أزيد من ثلاثين تلميذا يقاطعون هذه السنة الدراسة، رغم مناشدات السكان المتكررة التي أطلقوها خلال عدد من الوقفات الاحتجاجية من أجل التدخل العاجل لإعادة الأمور إلى نصابها لإنقاذ التلاميذ من الانقطاع بشكل نهائي. وتجدر الإشارة الى أن الدخول المدرسي الحالي بالجماعة يعرف تعثرا واضحا على جميع المستويات، مما يتطلب تدخلا فوريا عاجلا. وعلاقة بالموضوع حاول السكان بشكل حبي ثني الرئيس للتراجع عن قراره بدعوى أن المدرسة المستغنى عنها هي في الحقيقة في ملكيتهم مادامت حسب قوله ملكا جماعيا، إلا أن رد الرئيس كان صارما، وغلب عليه حسب ذات المصادر طابع النظرة المحدودة وتجاهل الحقائق وعدم إثارتها والتفاعل معها كما ينبغي، فبدل الانكباب على مواجهة العوائق والتحديات والبحث عن سبل إنقاذ أكثر من ثلاثين تلميذا من الهدر المدرسي وفق استراتيجية معقلنة، وقع حسب نفس المصادر ما لم يكن في الحسبان. وفي نفس السياق طالب أولياء التلاميذ المنقطعين عن الدراسة من المسؤولين وضع حد لخلق بعض المشاريع التي لا تراعي مصالح الساكنة القروية، ودعوا إلى إشراك الساكنة في وضع مختلف المشاريع التي ستستفيد منها المنطقة. وفي ظل استمرار تجاهل الجهات المسؤولة لإنقاذ فلذات أكبادهم من الهدر المدرسي، وبالرغم من الاحتجاجات المتتالية والمنظمة طيلة شهر تقريبا كثف السكان من احتجاجاتهم إلى أن تدخل عامل الإقليم الذي أعطى أوامره الصارمة لحل هذا المشكل، عسى أن ترفع هذه الأوامر عن السكان ما تبقى من الضيق والحرج.