لم تستسغ عشرات الأسر بجماعة أكلمام، إقليمخنيفرة، وكذا أوساط واسعة من الرأي العام المحلي، وجمعيات الأمهات والآباء على الصعيد الإقليمي، إقدام رئيس الجماعة على تفعيل قراره القاضي بإغلاق مدرسة عمومية في وجه 33 تلميذا وتلميذة ينحدرون من قبائل أيت خويا، أيت امعي، أيت بومزيل، وأيت بومزوغ، وذلك بحجة أن البناية من أملاك الجماعة، حيث كانت مفاجأة الكثيرين كبيرة، وفق مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، أمام قيام رئيس الجماعة بتحريض السلطات المحلية على تجنيد أعوانها وعناصر من القوات المساعدة لأجل تفعيل قرار الإفراغ، مع وضع شاحنة الجماعة رهن إشارة هذه الغاية على حساب تشتيت تلاميذ قرى المنطقة وحرمانهم من الدراسة. وقد حج العشرات من آباء تلاميذ المدرسة المستهدفة لعين المكان من أجل الوقوف في وجه قرار الإغلاق، ما أجبر بعض أعوان الجماعة على الاستعانة بالسلطات المحلية التي أوفدت عناصر القوات المساعدة التي لم تفلح في ثني الساكنة عن موقفها المستنكر لعملية الإغلاق الجائر، ليتم الاتصال بقائد المنطقة الذي انتقل لعين المكان محاولا ترهيب المحتجين بأساليب من الاستفزاز العنيف أمام مرأى من رجال الدرك، قبل استسلام المحتجين للأمر الواقع، حيث انسحبوا تاركين القائد وأعوانه يفرغون البناية من لوازمها وتجهيزاتها ومعداتها لنقلها صوب مكان بعيد في ملكية التربية الوطنية، وقد لوح أغلبهم بمنع أبنائهم من التمدرس إلى حين إيجاد حل للمشكل. وصلة بالموضوع، أفادت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن البناية المذكورة كان قد تم تفويتها لجماعة أكلمام من طرف المجلس الإقليمي في إطار تعميم التمدرس وتحسينه بالوسط القروي وتنميته وضمان استمراره من باب تجنب ظاهرة الهدر المدرسي، غير أنه لم يكن متوقعا أن يتحرك رئيس الجماعة، يوم الاثنين 10 أكتوبر 2016، من أجل إفراغ المدرسة المشار إليها، مع سبق إصرار وترصد دام لمدة طويلة عاشت المدرسة فيها من دون استقرار ولا ماء ولا كهرباء، وكان رئيس الجماعة سيقوم بالعملية قبل أشهر قليلة إلا أن تحضيراته الانتخابية أجبرته على تأخير القرار إلى ما بعد الانتهاء من حملة الاستحقاقات التي منحت حزبه المقعد الثالث ضمن الفائزين إقليميا. والأدهى، يقول عدد من السكان ل «الاتحاد الاشتراكي»، أن قرى المنطقة ساهمت كثيرا في التصويت على حزب الرئيس، ولم يتوقعوا مطلقا أن يشكرهم ب «هدية» قرار إغلاق المدرسة في وجه أبنائهم الذين سيضطرون من الآن إلى التفكير في قطع المسافات الطويلة، ومن أكثر التعاليق القوية التي أثارها الرأي العام كانت حول خلفيات عملية استهداف المدرسة في هذا الوقت بالذات، وفي مناسبة وازنة هي ذكرى خطاب أجدير، وعلى أبواب انطلاق «مهرجان أجدير» الذي سيتحمل تبعات ملف المدرسة المذكورة وتشريد تلامذتها بمنطقة تحتاج لتنمية حقيقية وخدمات وبنى تحتية ومشاريع سياحية. وارتباطا بالموضوع، تفيد مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن المدرسة المستهدفة كانت قد فتحت أبوابها عام 2007 في وجه تلاميذ المنطقة بعد أن كانت عبارة عن بناية مهجورة، وتم ترميمها في إطار خدمات جمعية دعم مدرسة النجاح، ليبدأ طرح ملف إمكانية إحداث مدرسة جماعاتية لإيواء المتمدرسين المنحدرين من القرى النائية، حيث تمكنت المديرية الإقليمية للتربية الوطنية من إقناع الجهات المسؤولة بتخصيص مساحة أرضية لهذا المشروع، إلا أن رئيس جماعة أكلمام فاجأ الجميع بتملصه من وعوده والتزاماته بخصوص موضوع المساحة الأرضية، موهما الجميع بالعمل على إحداث المدرسة الجماعاتية بمنطقة آسول، الوعد الذي ظل خارج التغطية إلى حدود الساعة. وفي ذات السياق، لم يعثر المتتبعون للموضوع على أدنى مبرر لقرار إغلاق مدرسة أكلمام بأجدير، علما بأن مجموعة من البنايات المهجورة بذات الموقع تم تفويتها في ظروف عادية، إذا لم تكن غامضة بالنسبة لبعضها، في حين ارتفعت وتيرة تساؤلات الرأي العام بخصوص موقف المديرية الإقليمية للتربية الوطنية من هذا الملف الذي أصبح قضية رأي عام بامتياز لعلاقته بتلاميذ وتلميذات سيضطرون إما لمغادرة الدراسة أو إلى قطع المسافات الطويلة بين الغابات والتضاريس الوعرة، كما بين تلال الثلوج في الأيام الماطرة والباردة، وينتظر أن يعرف ملف النازلة تداعيات وتبعات سلبية قد يصل صداها إلى مراكز القرار في حال استمرار الوضع على حاله. وفي هذا الصدد، تسلمت «الاتحاد الاشتراكي» نسخة من عريضة استنكارية مذيلة بتوقيعات آباء وأولياء تلاميذ المنطقة، يحذرون فيها من مغبة انقطاع أبنائهم عن متابعة الدراسة للأسباب المتجلية أساسا في بعد الموقع الذي تم اختياره لهم، وطالبوا مختلف الجهات المسؤولة، بينها عامل إقليمخنيفرة والمدير الإقليمي للتربية الوطنية، بالتدخل العاجل لإعادة النظر في قرار رئيس جماعة أكلمام من أجل ضمان استمرار تمدرس أبنائهم وبناتهم.