لعل من أهم ما تمتاز به عمالة إقليمخنيفرة لكونها تعتبر أكبر خزان للمياه العذبة بالمغرب بالإضافة إلى توفرها على أكبر مساحات غابات الأرز بالعالم، إلى جانب أصناف أخرى من الغابات، علاوة عن تنوع بيولوجي وجيولوجي متنوع وفريد، يجعلها ممتلكة لكل المؤهلات التي يجب أن تستغل لصالحها كنقطة قوة، وأيضا كقوة اقتراحية بواسطتها يمكن أن ننتزع مجموعة من الحقوق. إضافة إلى ذلك يجب على المسؤولين المرتبطين بالمجال البيئي أن يفاوضوا بالدلائل والقرائن، وذلك بإنجاز أفلام وثائقية بالصوت والصورة تثبت أن خنيفرة تتوفر على هذه المؤهلات، عوض الاكتفاء بالطرق التقليدية التي تعتمد فقط على الكلام والبهرحة. لقد أصبحت مشكلة المياه في السنوات الأخيرة إحدى المعضلات المهمة الكبرى في العالم، وبدأ الباحثون يتحدثون عن هذه الثروة، كأحد الموارد الطبيعية التي لا يمكن للاقتصاد الوطني أن يتطور بدونها. وتتركز أغلب الثروات المائية العذبة الجوفية والسطحية بالمغرب بإقليمخنيفرة ، وهي عبارة عن فرشات مائية وأحواض باطنية وبحيرات تكونت عبر الأزمنة الجيولوجية قديما، وتتغذى من التساقطات المطرية والثلجية عن طريق التسرب. وعلى الرغم من توفر الاطلس المتوسط على ثروة مائية هائلة لا يستفيد سكان المنطقة منها إلا بشكل محدود, مما يستدعي تسطير آليات جديدة لتحقيق وإرساء علاقات التلاحم والتآزر وأشكال التضامن تأخذ بعين الاعتبار تحسين ظروف عيش ساكنة المناطق الجبلية والنهوض بمؤهلاتها الاقتصادية والثقافية والبيئية. إنها الثروات المائية المهدورة بالأطلس المتوسط، والتي لا زالت لم يسلك بشأنها الأسلوب اللائق من أجل الحفاظ عليها من التلوث والاستغلال المفرط، عن طريق التحسيس بأهميتها، وتسطير سياسة تروم تثمينها والحفاظ عليها من الاندثار. تصوير، توضيب، تعليق وإخراج: عزالدين كايز. تقديم: رباب بن الطالب