إن الباحث في تاريخ منطقة مولاي بوعزة لا بد أن يقف بين ثنايا الواقع المؤرخ في السطور ورواية الأسطورة المحفوظة في الصدور. والانصهار الحاصل بين الواقع والأسطورة يجعل من المنطقة حالة خاصة تتناغم فيها الروايات بين ما هو مادي مرئي وما هو سردي متخيل. فاستقرار الولي الصالح أبي يعزى في منطقة تاغيا كما يروي أهلها لم يكن بالصدفة فقد اجتمعت في المنطقة كل المقومات التي من شأنها أن تقربه إلى ربه من تأمل في خلقه وتعبد وتيه في ملكوته، والجالس مع شيوخ المنطقة وعارفيها يكتشف أن لشيخنا العالم كرامات لم تتوفر إلا فيه، ولعل أولى الكرامات أنه لما كان يعمل خادما لدى الولي الصالح مولاي بوشعيب كان كلما دخل عليه هذا الأخير يجده يتعبد والرحى تطحن القمح لوحدها وهو ما رفع منزلته لدى سيده ولما انتشر خبر كرامات مولاي بوعزة بين قبائل منطقة الجديدة وأزمور قلدوه منصب الشريف الفاضل. ومن بين كرامات مولاي بوعزة حسب الروايات أنه كان يمتلك في شبابه أثان (أنثى الحمار) يستعملها في تنقلاته ويستعين بها في حمل متاعه وأنه لما قرر مغادرة سيده امتطى أثانه وانتقل للعيش في مكان عال اسمه ثاغيا قرب جبل ايروجان بإقليم خنيفرة حيث ظل يتعبد زاهدا فتحولت الأثان إلى بغلة وأصبحت معينه الأساسي في جلب الماء من أسفل الجبل. هذه بعض من ثنايا تاريخ المنطقة وواليها وجمال الأسطورة التليد الذي ما فتئت المنطقة و سكانها يفتخرون به ويتغنون على إيقاعاته كلما حل موسم الولي الصالح أبي يعزى.