بعد مرور نصف من الزمن وتوالي المجالس المنتخبة ووضع برامج عمل من طرف رؤساء الجماعات الترابية، وكذا تبذير الملايير من السنتيمات في مهرجانات، و في البذخ والتطبيل وتزمير بساحة أزلو، بخنيفرة الفيحاء حاضرة زيان الحمراء حيث يشق نهر أم الربيع المدينة الصامدة جوهرة الأطلس المتوسط في شموخ، نهر لا زال يئن تحت تلطيخ وتلويث واضح، نفايات على كل جنباته، مبعثرة هنا وهناك، تصرف عقليات لم تتشبع بثقافة المحافظة على البيئة وحماية النهر الدائم الجريان. ينضاف إلى هذا تدبير غير معقلن للنفايات والمحافظة على البيئة والبحث عن أساليب لسرقة المال العام من خزائن الدولة، فالمجالس المنتخبة لم تضع يوما نصب أعينها المحافظة على بيئة خنيفرة، بل وتخصص ميزانيات كبيرة للرياضة و "الشطيح والرديح"، في حين نجدها لا تخصص بضعة دريهمات للنهوض بالشأن البيئي بالإقليم. ليصبح نهر أم الربيع المطية لبلوغ المال العام، والاغتناء الفاحش من ميزانية الدولة تحت حجة حماية النهر والنهوض بالشأن البيئي، في غياب تام للتنزيل الفعلي لفكرة الحكامة الجيدة التي تجعل مبدأ لها الشفافية المحاسبة و تحكيم القانون و استحضار النظرة الاستراتيجية والمساءلة.