ملف هذا الأسبوع نعرج به استجابة الموقع لنداء واستغاثة ساكنة حي المسيرة السفلى بخنيفرة حوالي 40 مسكنا ممنوع رسميا من الاستفادة من شبكة الكهرباء لأكثر من ثلاثين سنة ، المقبل على الحي لا يحتاج كثيرا من التدقيق ليكتشف خروقات قانونية واضحة، تزويد مواطنين بشبكة الكهرباء وحرمان آخرين رغم أن قاسمهم المشترك واحد، حي شعبي ونواته الأولى عشوائية وأغلب دوره بُنيت تحت أسلاك كهرباء التيار المرتفع الذي يخترق الحي. ساكنة تمكنت من الاستفادة بطرقها الخاصة ومواطنون من درجات أخرى تطاول عليهم البنيان والسياسات والنسيان يجترون آلامهم مع الطاقة والشموع وغيرها من الوسائل التقليدية في حي ارتبطت نشأته وتسميته بحدث المسيرة الخضراء سبعينيات القرن الماضي. هؤلاء المواطنين طرقوا كل الأبواب، أثثوا ولسنوات قاعات وتجمعات الاستقطاب الانتخابي ملأوا كل الصناديق المتعاقبة علهم يظفرون بمصباح إنارة أو حظ في ميزان المساواة الاجتماعية، ولم ينالوا غير الوعود الزائفة. سكان الحي المعنيون يشهدون أن ملفهم لم يجد الحل على مستوى المجالس المحلية سواء بالبلدية أو العمالة، ملفهم علمت به الحكومات السابقة وحتى حكومة بنكيران ولا جواب مقنع لاستفسارهم . نساء الحي ورجاله يتساءلون إلى متى سيبقى الحي محط أطماع وتلاعب المنتخبين؟ ملفاتهم سلموها بأمانة لكل الوزراء الذين زاروا مدينة خنيفرة مؤخرا وأملهم أن يستفيدوا كغيرهم من الكهرباء خصوصا وأن حي المسيرة الآن أصبح وسط المدينة والبنيان تجاوزه في كل الاتجاهات. حي المسيرة السفلى يشكل لحد الساعة مجالا منسيا لم تشمله مخططات إعادة الهيكلة أو إعادة الإسكان في أفق الحد من محنة الساكنة مع الكهرباء، ففتح ملف الحي في ردهات المكاتب والمجالس المعنية بالمجال وبشكل مسؤول سيطرح القضية بكل تفاصيلها. السؤال المستبعد هو من المسؤول على تمكين مواطنين من الكهرباء وإقصاء آخرين في نفس الحي و بنفس الحيثيات؟ استمرار عيش الساكنة هناك يعني مزيدا من المتاجرة بمعاناتها أيام الانتخابات والدعايات لها. هل بالإمكان إعادة إسكان هذه الشريحة من المجتمع أو إيجاد بذيل لأسلاك كهربائية عمرت طويلا في ذلك الحي وحرمت أجيالا من الكهرباء؟. من أبرز شكايات المواطنين التي نقلتها عدسة موقع خنيفرة أونلاين أحد الشيوخ يقول " "منذ 1975 وأنا ساكن هنا بلا كهرباء"، تضيف إحدى النساء من ذوي الاحتياجات الخاصة معاقة وعلى كرسي متنقل: "أزاول مهنة الخياطة لأعيل نفسي وأسرتي والكهرباء أكبر إشكال"، تضيف إحدى المتمدرسات: "الوزير براسو كالينا من حقكوم تأخذو الضوء"، في حين يقول الذين طرقوا كل الأبواب لحد الساعة: "العامل مبغاش ايساعدنا".