منذ أن دخل فارس زيان في نفق النتائج السلبية بعد الدورات الأولى التي أبان فيها الفريق عن مستوى طيب، تناسلت التأويلات والتحليلات لينتهي الأمر بالتخلي على المدرب حسن الركراكي، في خطوة كثيرا ما تقدم عليها الأندية المغربية في مثل هذه الأوضاع حيث يكون المدرب كبش الفداء الذي تتم التضحية به دائما ليس لمنطق كروي ما وإنما نزولا عند ضغط الفكر الشعبوي الذي يؤمن بأن المدرب كالعتبة يمكن لتغييرها أن يجلب الحظ ويحسن الحال والمآل، قلت ليس لمنطق كروي لأن الفكر الاحترافي لا يمكن أن يسلّم بإقالة مدرب قاد الفريق خلال ست مباربات فقط ولم يشرف على استعداداته قبل بداية الموسم ولا على الانتدابات خلال مرحلة الانتقالات الصيفية، يقول الكثيرون إن النتائج كانت أحسن مع المدرب السابق ، صحيح إن الادريسي قاد الفريق إلى تحقيق انتصارات مهمة في القسم الثاني مكنته من الصعود التاريخي لكن أجواء القسم الاول تختلف كثيرا أما التعادلان والانتصار الذي بدأ بها الفريق الموسم فيمكن بقليل من الحكمة أن نستنتج أنها نتاج حماس البداية وذلك ما قرأه هشام الإدريسي بذكائه هاربا بسمعته التي عمل عليها طيلة السنة ولم يكن مستعدا لتكرار نفس الخطإ الذي وقع فيه سابقا رفقة النادي المكناسي حين صعد معه وبقي حتى تراجعت نتائجه وتراجعت معها أسهم المدرب في السوق الوطنية، أسال رحيل الادريسي الكثير من المداد، وتحدثت الصحافة المحلية عن كون المدرب يستصغر الفريق ولاعبيه، لكن لا أحد وقف وقفة تأمل بعيدا عن العواطف ليتساءل هل يملك الفريق فعلا لاعبين قادرين على مسايرة أجواء القسم الاول؟ سؤال يمكن ببساطة الإجابة عنه بالعودة إلى القيمة المالية للاعب مثل باكاري كوني لاعب الوداد متصدر البطولة حاليا، لنتأكد أن فريقنا يدبر أموره وفق ما تسمح به الامكانيات المادية، أو هكذا ما يروج له على الأقل، المشكل إذن ليس في الربان وإنما في الخصاص المهول في خطوط الفريق. لنتوقف هنا لحظة لنجيب عن السؤال التالي: هل فعلا شباب أطلس خنيفرة فضاء مفتوح لأبناء الإقليم؟ في معرض الإجابة عن هذا السؤال استحضر أنه في غمرة الاحتفالات بصعود الفريق إلى قسم الأضواء رصدت أعين فريق حسنية أكادير مهاجما لم يتجاوز ربيعه العشرين على بعد ثلاثين كيلومترا من خنيفرة، لتخطفه في سرعة البرق، في وقت ربما إن سألت مسؤولي شباب خنيفرة عن بلدة اسمها أجلموس قد لاتجد عندهم جوابا حتى عن موقها بالنسبة لمدينة خنيفرة، أجلموس التي تتوفرعلى إحدى أحسن الفرق في القسم الشرفي خلال السنوات لم يكلف مسؤولو فريق الإقليم الأول أنفسهم عناء زيارتها لربما كان حارسها القدير ذي القوة البدنية والارتماءات الانتحارية على الأراضي الترابية (ك.ط) حلا لأزمة حراسة المرمى التي يتخبط فيها الفريق كلما غاب الركاب، وربما كان المدافع الواعد (إ.ب) أحد القطع التي تسد الخصاص الدفاعي للفريق الزياني، علما أن التاريخ يسجل أن شباب أطلس خنيفرة سبق أن استقدم لاعبين من أجلموس لعبوا في صفوفه ردحا من الزمن. تحدثت عن أجلموس لا تعصبا لكنني واثق تماما أن ما يتوفر في أجلموس من طاقات واعدة لا تعدمه غيره من القرى النائية المحيطة بخنيفرة من القباب، تيغسالين، واومانة، بومية، وغيرها، لكن ما أرمي إليه وما أراه عين الصواب هو أن تكون للفريق عيون تقنية تكلف نفسها عناء البحث عن المواهب في الإقليم، وتجريبها لربما وجد في النهر ما لا يوجد في البحر، ولو تم مسح من هذا النوع الذي ذكرته لمختلف المناطق ولم يتم إيجاد قطع تطعم الفريق لقلنا آنذاك الغالب الله هذا كل ما لدينا، لكن والحال أن الفريق لا تفتح أبوابه إلا بطرق ما يجعلنا نطرح السؤال: هل هناك فعلا رغبة صادقة في الرقي بالكرة الزيانية أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مطية يمتطيها يعقوب لقضاء حاجة في نفسه؟