جمعية الأنصارللثقافة بخنيفرة تدشن موسمها الثقافي بالاحتفاء بالحكمة تحت شعار " الفن والجمال والإنسان " نظمت جمعية الأنصار للثقافة بخنيفرة يوم السبت 6 دجنبر 2014 ، بقاعة الندوات بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بخنيفرة أمسية ثقافية باذخة ، فبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم من طرف المقرئ مراد العمري، تناول رئيس جمعية الأنصار للثقافة السيد عبد العزيز ملوكي الكلمة منوها بالحضور الكريم والصحافة الوطنية ، والإلكترونية ، ونادي الإعلام والتواصل بالثانوية الإعدادية فاطمة الزهراء بخنيفرة. و بخصوص أهمية شعار الأمسية " الفن والجمال والانسان " ، فقد أشار إلى انفتاح الجمعية على قضايا الحقل الفلسفي في علاقته بالشعر والقصة ، والتشكيل ، والصورة الفتوغرافية ، والموسيقى، معتبرا أن كل هذه الأجناس هي تعبير حقيقي، وتمثل واضح لشعار عرض فكري واضح المعالم، لكنه لن يكتمل دون التفاتة وتكريم الجمعية لثلاثة وجوه كل في مجال اختصاصه تكريسا لثقافة الاعتراف ضدا على ثقافة الجحود والنسيان، فاستحضار الإنسان سيكون المكون الأساسي للاحتفاء والاعتراف. وفي ختام كلمته قدم الرئيس تعازي الجمعية لأسر ضحايا الفيضانات التي عرفتها المناطق الجنوبية للمملكة طالبا من الحضور الوقوف لقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الوطن . بعد ذلك قدم الأستاذ عبد الإله حبيبي ، عرضا قيما اعتبر درسا افتتاحيا احتفاء باليوم العالمي للفلسفة حول " الفن والجمال والإنسان" ، أشار فيه إلى انتقال الاحتفال بهذا اليوم إلى الإطار الجمعوي لما فيه من دلالة على الانتصار لقيم العقل والمسؤولية والحرية . بحيث فتح العارض مسارات حول الفن والجمال والإنسان، وطرح إشكالات وأسئلة مقترحا بعض المقاربات لجعل القاعة تنخرط في التفكير ، ويكون لها مسارها الخاص بها . باعتبار الفلسفة خطابا جماهيريا قابلا للفهم، ويتم تمثله بطريقة تختلف عما تصبو إليه المؤسسة ، التي تعتبره رهانا بيداغوجيا يدخل ضمن التربية على القيم . كما أشار العارض بخصوص تحديد المفاهيم إلى الصعوبة التي تعترض الدارس نظرا لارتباطها بثقافات وحضارات تنتهي إلى إشكالات ومعضلات لا تقبل الحل لكون الفلسفة تعالج جميع الأسئلة، ولكن لا تحلها . وقد تناول السيد المحاضر مفاهيم من قبل الجمال ، والحرية ، والفن ، مقدما مواقف العديد من الفلاسفة وتحديداتهم المعاصرة لمفهوم الجمال الطبيعي، وما تقدمه متعة التأمل، وما تخلقه من تحول جذري في الكيان ، للكشف عن الجانب الانفعالي من خلال الإشارة إلى مفهومي المفارقة ، والمحايثة ، مقدما العديد من الأمثلة حول المقدس والمدنس ، وعالم الداخل في مواجهة عوالم الخارج ، كمدخل لمناقشة عالم الإنسان والتساؤل حول ماهيته، .مشيرا أنه " اذا كان الجمال يقودنا إلى العالم الجواني والداخلي ، فإن معنى الإنسان يدعونا للتحررمن كل الرؤى المادية للإنسان، فلا يمكن استحضار الإنسان في بعده المادي فقط ، وبالتالي يجب إعادة النظر في مفهوم الإنسان ، لكون هذا الأخير يبحث عن مصير خارج المصير الدنيوي، باعتباره الكائن الوحيد الذي يعرف نهايته. فهذا الكائن الميتافيزيقي يتصل بالطبيعة ويفصل عنها ، وهو الكائن الوحيد الذي يستحضر الجمال وينتجه ، وهو الكائن الوحيد الذي يدخل عالم التعالي والمفارقة " . وفي نهاية عرضه قدم الأستاذ عبد الإله حبيبي مقطعا دالا على مفهومي الرغبة والجمال انطلاقا من متن أسطوري . بعد ذلك فتح باب المناقشة وطرح الأسئلة من قبل الحاضرين لتعقبه ردود قيمة من طرف السيد العارض . كما كان للحضور الكريم موعدا مع برنامج متنوع استؤنف. بقراءات شعرية حيث تناوب على المنصة كل من : الزجال توفيق الأبيض الحمري الذي قرأ قصيدتي " خوفي عليك" و" تخيل " ، والشاعرة نعيمة قصباوي بقصيدة " ربيع الخريف " ؛ وشاعر الضفة الأخرى قاسم لوباي بقصيدة " طرق وصوت ". وفي استراحة موسيقية شنف الفنان الصاعد صلاح الدين هناش أسماع الحاضرين بمقاطع غنائية جميلة رفقة الفرقة الموسيقية للعازف إدريس دلال، كما شاركت الطفلة ندى أحانو في هذه الفقرة الموسيقية بتقاسيم رقيقة على البيانو . وتم الانتقال إلى فقرة القراءات القصصية التي افتتحها القاص محمد الزلماطي بقصة " أصابع الإثم " ، كما قرأت القاصة الواعدة صفاء ملوكي قصة " بين الأسود والأسود " ، ليختم القاص حميد ركاطة فقرة القراءات القصصية بقصة " الماريشال" . وأبى الفنان نور الدين فرح ؛ رفقة العازف المتميز تاج الدين العابد ، إلا أن يطرب الحضور الكريم بقطعة من ألبومه الأخير " نور" ومقطعا من التراث العربي الكلاسيكي " رباعيات الخيام " للسيدة أم كلثوم ، ليتم الانتقال إلى فقرة تكريم مجموعة من الفعاليات المحلية ، كالأستاذ مصطفى تودي الذي ألقى في حقه الأستاذ حوسى آزارو شهادة مؤثرة ، والأستاذ عبدالرحمان موكان الذي ألقى الأستاذ امحمد أمحزون شهادة باذخة في حقه ، وقد تناول الكلمة الأستاذ عبد الإله حبيبي ليكشف عن ذكرياته مع أستاذه ودوره في تحقيق نقلة نوعية في مساره الدراسي ، وكذلك الأستاذ محمد كرسيت الذي القى الأستاذ علي يعبوب شهادة جميلة وصادقة في حقه . وقد قدمت جمعية الأنصار للثقافة .للمحتفى بهم تذكارات خاصة بالمناسبة تحمل شعار الجمعية ، كما قدمت لكل المشاركين شواهد تقديرية لتختتم الأمسية بحفل شاي على شرف جميع الحاضرين . وتجب الإشارة إلى أن جمعية الأنصار نظمت على هامش هذا النشاط معرضا للصورة الفتوغرافية من إنجاز الفانين : سعيد طعشي ، وأحمد النبكوري ، وخليل بوعبيد ، وهو المعرض الذي لقي استحسانا من لدن العديد من الزوار وتلاميذ المؤسسات التعليمية.