بعد أن لملمت جماهير شباب أطلس خنيفرة جراحها وسكنت آلامها بسبب ما تعرضت له من هجوم من طرف بعض الجماهير المحسوبة على فريق مريرت، وأدت إلى إصابة المشجع حمزة الذي كاد أن يفارق الحياة بعدما نقل على وجه السرعة إلى مدينة فاس لإجراء عملية جراحية مستعجلة، إذ ما كاد أنصار الفريق الزياني يطوون صفحة هذا الحدث المؤلم حتى اصطدموا بواقع يحمل طعم المرارة وهم يتوجهون صوب عاصمة الفوسفاط لملاقاة فريق الوداد البيضاوي لحساب الجولة الثامنة من الدوري الاحترافي الوطني. كان رهان جمهور الشباب يكبر لمساندة فريقها في جو رياضي بمدينة خريبكة حيث تمكنت "الالترا" من تجاوز صعوبة التنقل لتكون في الموعد غير أن حدوث أمور خارج الملعب عكر صفو الجماهير الزيانية التي حجت بعدد كبير دون أن تتمكن من ولوج الملعب رغم توفرها على التذاكر. جمال عزوزي مشجع محب للفريق قال في تصريح للجريدة " أن ما تعرضنا له من استفزازات من طرف رجال الأمن كان مخزيا للغاية، إضافة إلى أن التنظيم أمر لم يكن في المستوى بل انه كان إحدى النقط السوداء في المباراة حيث كثر التدافع من اجل الدخول والذي كاد أن يتسبب في حدوث ما لا يحمد عقباه بسبب الاختناق. نفس المتحدث أضاف أن " مفاجأتنا كانت كبيرة حيث أن توفرنا على تذاكر المباراة الخاصة بالمنصة جعلنا نلج الملعب بشق الأنفس ليتم بالكاد تحويل اتجاهنا إلى المدرجات العادية ونحن نشعر بالغبن والحسرة،سيما وأن بعض الجماهير بقيت خارج الملعب، إلا أن المفاجأة كانت حين تقدمت لرجل أمن مشرف على مدخل الملعب بأنه لا يعقل أن نتوفر على تذكرة المنصة ويتم نقلنا إلى المدرجات العادية ليرد بعبارة لامسؤولة:" دير الشغب .. ماشي شغلي". مشجع آخر من "الترا ريفولتي" أوضح للجريدة "ما نتعرض له من إهانات واستفزازات تجعلنا نتساءل عن سبب هذه المعاملة حيث منعنا من إدخال "الباش"بسبب ما اعتبره رجال الأمن أنه كتب باللغة الامازيغية وهي التي ينص الدستور على أنها لغة رسمية ،بيد أنه وبعد إصرار دام ساعتين تمكنا من إدخاله خلال الشوط الثاني من المباراة . ما حدث جعلنا نطرح أسئلة عديدة في علاقة القوات العمومية بالجماهير الزيانية بخريبكة حيث إن الكلمة المدونة على اللافتة بالأمازيغية لم تكن سوى اسم "خنيفرة" ،يضيف نفس المشجع. وما لبثت جماهير مدينة خنيفرة المساندة لفريقها الوافد الجديد على البطولة الاحترافية تقدم لوحات جميلة ورائعة بصيغة حضارية داخل وخارج الميدان،حيث كانت المواجهة أمام فريق الوداد خير دليل على ذلك،على اعتبار وجود جمعيات تؤطر الأنصار وغايتها دعم الفريق بصرف النظر عن نتائجه لكونه حديث العهد بالبطولة "برو" غير أن ما يثير مخاوفه هو أن استفزازات بعض أفراد القوات العمومية تؤشر على سوء فهم يحصل في عملية التنظيم والإعداد القبلي للمباريات خارج الملعب،إذ تبدو وكأنها تدفع الجماهير لإنتاج العنف المادي في وقت ندعي فيه الاحتراف الذي تكذبه أفعال وردود أفعال تمتح من الهواية.