المغرب التطواني يفوز على مضيفه اتحاد طنجة (2-1)    المنتخب المغربي يفوز بكأسي البطولة العربية ال43 للغولف بعجمان    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة الجاحظ ويحافظ على حصته من التونة الحمراء        التفاصيل الكاملة حول شروط المغرب لإعادة علاقاته مع إيران    أنشيلوتي يدافع عن مبابي.. "التكهن بشأن صحته الذهنية أمر بشع"    دينامية السياسة الخارجية الأمريكية: في نقض الإسقاط والتماثل    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    قمة "Sumit Showcase Morocco" لتشجيع الاستثمار وتسريع وتيرة نمو القطاع السياحي    الشراكة الاستراتيجية بين الصين والمغرب: تعزيز التعاون من أجل مستقبل مشترك    انتخاب لطيفة الجبابدي نائبة لرئيسة شبكة نساء إفريقيات من أجل العدالة الانتقالية    وسط حضور بارز..مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تخلد الذكرى الستين لتشييد المسجد الكبير بالعاصمة السنغالية داكار    الجزائر تعتقل كاتبا إثر تصريحاته التي اتهم فيها الاستعمار الفرنسي باقتطاع أراض مغربية لصالح الجزائر    كرة القدم النسوية.. توجيه الدعوة ل 27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي        اغتصاب جماعي واحتجاز محامية فرنسية.. يثير الجدل في المغرب    الحسيمة تستعد لإطلاق أول وحدة لتحويل القنب الهندي القانوني    هتك عرض فتاة قاصر يجر عشرينيا للاعتقال نواحي الناظور    مكتب "بنخضرة" يتوقع إنشاء السلطة العليا لمشروع أنبوب الغاز نيجيريا- المغرب في سنة 2025    استغلال النفوذ يجر شرطيا إلى التحقيق    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    "مرتفع جوي بكتل هواء جافة نحو المغرب" يرفع درجات الحرارة الموسمية    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري    نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية    موتسيبي "فخور للغاية" بدور المغرب في تطور كرة القدم بإفريقيا    معهد التكنولوجيا التطبيقية المسيرة بالجديدة يحتفل ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال    انخفاض مفرغات الصيد البحري بميناء الناظور    بوعشرين: أصحاب "كلنا إسرائيليون" مطالبون بالتبرؤ من نتنياهو والاعتذار للمغاربة    المعرض الدولي للبناء بالجديدة.. دعوة إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء    بعد متابعة واعتقال بعض رواد التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ترحيب كبير بهذه الخطوة (فيديو)    محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة        19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة    مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب    الوزير برّادة يراجع منهجية ومعايير اختيار مؤسسات الريادة ال2500 في الابتدائي والإعدادي لسنة 2025    اختفاء غامض لشاب بلجيكي في المغرب    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    عندما تتطاول الظلال على الأهرام: عبث تنظيم الصحافة الرياضية    كيوسك السبت | تقرير يكشف تعرض 4535 امرأة للعنف خلال سنة واحدة فقط    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الباحث المغربي سعيد جابر يفصح في حوار معه عن جذور وتاريخ الملاكمة في شمال إفريقيا
نشر في خنيفرة أون لاين يوم 25 - 10 - 2014

يكشف الباحث المغربي سعيد جابر عن جذور وتاريخ الملاكمة في شمال إفريقيا ويخلص بعد رحلات بحث مضني شمل المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومالي إلى إثبات الأصل الأمازيغي لهذه الرياضة التي كانت وسيلة دفاع خاصة لرد وصد المحتلين عبر التاريخ.
ويرى الرياضي والباحث في الفنون القتالية لشمال إفريقيا سعيد جابر، في حوار خص به "المسار الصحفي" أن مستقبل هذه الرياضة واعد رغم غياب أي دعم لا معنوي ولا مادي للمضي بها قدما والتعريف بها وممارستها أيضا في النوادي الرياضية، بسبب جهل من لا يعرفون أن هذه الرياضة يمكن "اعتمادها وسيلة للتنمية وإدماجها في عدة مجالات كالسينما والأمن والسياحة والصناعة... باعتبارها وسيلة تنمية اقتصادية وليست فقط وسيلة للترفيه أو ملء وقت الفراغ أو الحفاظ على الرشاقة" ويضيف جابر وهو بالمناسبة مصمم معارك ومباريات "المشاوشة" في فيلم "موسم المشاوشة"، أن أي جهة من الجهات التي يتعين عليها تقديم الدعم والمساندة والمواكبة ربما في إشارة أيضا إلى مؤسسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، لم تقدم له أي شيء، مما اضطره لبيع منزله رغم أنه كان مقبلا على الزواج وبحاجة إلى ذلك العش. وهذه سابقة، إذ لأول مرة نسمع عن شاب في أفريقيا يبيع داره وأثاث البيت لتمويل بحث.
بل الأدهى أن حتى المقربين من الباحث سعيد جابر اعتبروه مجنونا وأنه سيتيه في غياهب التاريخ القديم بحثا عن المستحيل. المستحيل أصبح اليوم ممكنا وأمرا متاحا. وأمام هذه الوضع بات نضال الباحث سعيد جابر هو إيجاد موطئ قدم لهذه الرياضة الأصيلة وسط زخم الرياضات الأسيوية التي يجد فيها حركات تعبدية منافية للإسلام وتوحيد الله، وهو ما لم ينتبه إليه العلماء وعموم الفقهاء، على خلاف القيم الوطنية والدفاعية التي تعج بها الملاكمة الأمازيغية، ومنها عدم التراجع أمام العدو مهما كانت قوته وجبروته، دفاعا عن الأرض والعرض. التفاصيل في نص الحوار التالي:
أجرى الحوار ادريس رابح
في البداية نود منكم أن تعرفوا قراء الجريدة عنكم؟
تحية طيبة أرسلها لقراء وطاقم جريدتكم، وفي ما يخص التعريف بهذا العبد الفقير إلى الله، فاسمي سعيد جابر من مواليد 1977من أب امازيغي ريفي وأم مستعربة من مواليد مدينة تازة. أب لثلاث بنات. نشأت وترعرعت بمدينة فاس.
ولعت بفنون القتال وأفلام الحركة منذ نعومة أظافري، وهذا ما حدد إلى حد كبير اختياراتي فيما بعد. ولقد بدأت في ممارسة الفنون القتالية عندما بلغت سن التاسعة من عمري، وحققت عدة ألقاب في مسابقات جهوية كما في مسابقات ذات طابع وطني، وذلك في "الساند كونغ فو" و"الكيك بوكسنغ". كما إني تمكنت من تسجيل رقمين قياسيين في رياضة التحدي سنة 2002 عندما علقت بحبل المشنقة وحملت 20كلغ، والثاني في عام 2004 عندما قمت بتكسير أربع لبنات (ياجور) على الأعضاء السفلى.
حائز على الحزام الأسود الدرجة الخامسة في "الكونغ فو" ثم على شهادة الكفاءة في نفس الرياضة. وفزت كذلك بعدة ألقاب كمدرب لبعض الأندية في "الكونغ فو". أنا كذلك خبير في الفنون القتالية العالمية، وباحث في الفنون القتالية لشمال إفريقيا، مصمم معارك ومجازفات سينمائية. عملت مدربا لحراس أمن ببعض شركات الحراسة والأمن العالمية وللوحدات الخاصة خارج المغرب، كما عملت مدرب الحراس الشخصيين وعملت كذلك كحارس شخصي. والقائمة طويلة وأهم شيء إني وفقني الله عز وجل لإحياء وتأسيس أول رياضة دفاعية بشمال إفريقيا والتي تمتاز بأول لكمة في التاريخ.
أنت من فاس وغير ناطق بالإمازيغية، لذلك فطبيعي أن نتساءل ويتساءل الجميع عن سر هذا الهيام تجاه الأمازيغية وكيف اكتشفتم ذلك؟
أشعر بنقص شديد كوني لا أتحدث الأمازيغية. وهذا خطأ يتحمل الوالدان قسطا كبيرا فيه حدوثه، إلى جانب الظروف القاسية أيضا. لقد كان أبي مهاجرا خارج المغرب، ولهذا فقد نشأت في حضن والدتي التي انفردت بتربيتي. وبحكم أنها لا تتحدث الأمازيغية، فمن الطبيعي جدا أن ألا اتحد بها، أضف إلى ذلك أني ترعرعت بقلب مدينة فاس.
ورغم أني قد حظيت بحياة طبيعية، إلا إنني كنت دائما أحس بفقدان شيء ما وأني بحاجة إلى اكتشاف هذا الشيء المفقود، تعايشت مع هذا الشعور ولم أتمكن من تحديد طبيعته إلى أن ولجت عالم السينما وأردت أن أصبح أول ممثل لأدوار الحركة بالأفلام المغربية. وهنا بدأت مسيرتي في البحث عن الرياضات القتالية المغربية. حينها أدركت ماهية ذلك الشعور الذي لم استطع تفسيره. انه حب الانتماء والعودة إلى الأصل والتصالح والبحث عن الذات وعن الجذور وعن الهوية التي لطالما افتقدتها في المعيش اليومي وفي الشعور الوجداني، لذلك عدت إلى مطالعة التاريخ وحقيقة الهوية والحضارة المغربية وانتمائها.
وفي ما يشبه التكفير عن خطيئة والدي، فقد قمت دون تردد ببيع منزلي وكل إغراضي وانأ مقبل على الزواج، وذهبت للبحث عن لبنة أساسية في الثقافة الأمازيغية يجهلها الكثير من الناس. وهي الرياضة الدفاعية الأمازيغية، فقد كان ذالك الشعور بمثابة شحنة منحتني القوة لشق طريقي وهونت علي مصاعب مراحل البحث رغم قسوتها، حيث تخلى عني الكثير من المحيطين وظنوا إني فقدت عقلي وأني بصدد إضاعة الوقت والمال من أجل البحث عن العدم.
أنت نموذج لأي شاب مغربي تصالح مع ذاته وعاد ليعانق كينونته وهويتة الأمازيغية، ما هي الصعوبات والعراقيل التي لقيتها من طرف المحيطين بك، أتحدث عن عراقيل ذات طابع اديولوجي.
فعلا، واجهتني، منذ البداية، عدة صعوبات وعراقيل إيديولوجية من طرف العرب والأمازيغ على حد سواء، وهذا راجع ربما لجهل بعض المغاربة بتاريخهم. وكانت هناك حسابات ضيقة مارسها بعض الموظفين والمسؤولين بمدينة فاس تجاه أفكاري حول الأمازيغية، لكن الحمد لله أرى أن الكثير من العقد الاديولوجية قد بدأت تختفي بفضل السياسة الحكيمة للملك محمد السادس. وحتى الشباب والأجيال الصاعدة تخلت عن كثير من الأفكار غير الصحيحة والكل أصبح يقدم مصلحة العليا للوطن.
لماذا الملاكمة الأمازيغية بالذات؟
لماذا الملاكمة الأمازيغية بالذات؟ بكل بساطة لأنها رياضة أمازيغية بامتياز، وكل شيء فيها من لب الثقافة الأمازيغية، وليس فيها أي اقتباس من أي رياضة أخرى. وقد قيل لي من قبل لماذا لم تسميها الملاكمة المغربية، فقلت لهم لو قلت مغربية سأقصي كل الامازيغ، لكن إذا قلت أمازيغية فسأكون عادلا ومنسجما مع التاريخ والواقع، لأن عمق الثقافة المغربية أمازيغي في حد ذاته، وهذا ما يجهله أو يتجاهله الكثيرون. وتتوافق هذه الرؤية وحسم الجدال حول أصل سكان المغرب الأولون خاصة في عصر العلوم الحديثة باعتبارهم أمازيغ، عكس ما دأبت قراءات تاريخية في الترويج له عن تاريخنا. والذي يقول غير هذا فليقل لنا وليبحث عن أصول الصينيين والهنود والمصريين القدماء. الامازيغ لا أصل لهم إلا على هذه الأرض التي أوجدهم الله عليها. لهذا فان الملاكمة الأمازيغية هي أمازيغية المنشأ والأصل. ونمط القتال لدى الإنسان الأمازيغي هو سر بقاء الأمة الأمازيغية، بينما انقرضت الكثير من الحضارات الفرعونية والرومانية وغيرهما. رغم أن الأمة الأمازيغية لم يخدمها لا دين ولا الثقافة العربية ولا العبرية ولم تخدمها عقيدة. وإذا نظرنا إلى سر بقاء الأمة الصينية واليابانية والكورية والأمازيغية، فسنجد أن القاسم المشترك بينهم هي الفنون القتالية، لكن هذه اللبنة أسقطت سهوا أو عمدا من الثقافة الأمازيغية. بينما حافظ الأسيويون الشرقيون على أساليبهم القتالية ومارسوها في طقوس دينية للحفاظ عليها.
الملاكمة الأمازيغية تختزل أكثر من 3500 سنة من النضال والكفاح والصبر والمثابرة والمعاناة. وهي أقدم آمة مناضلة وما تزال.
الملاكمة الأمازيغية تعتمد على أول لكمة في التاريخ واستعملها المقاتل الأمازيغي في محاربة أقدم وأعظم مملكة عرفها التاريخ آنذاك، وهي المملكة الفرعونية وبالضبط في القرن العشر قبل الميلاد في عهد راعمسيس الثالث والذي فشل جنوده في مقاومة أول كوموندو عرفه التاريخ المكون من وحدات من أمازيغ ليبيا. واستطاعوا بأسلوبهم القتالي وخططهم العسكرية أن يخترقوا قوات الفرعون حتى فرضوا عليه أن ينصبهم في مراكز حساسة بالدولة الفرعونية. ثم صار بعد ذلك الامازيغ يمدون الجيوش المصرية بالأساليب القتالية والخطط العسكرية والجنود. ولم يلبث القرن الأول من الإلف الأول أن ينتهي حتى استولى الملك الأمازيغي شيشونق على عرش مصر وبذالك دشن عهد الأسرة الفرعونية الثانية والعشرين سنة 935 ق.م. لكن المؤرخين غفلوا عن وصف الأسلوب القتالي الذي اعتمده الأمازيغ حينها، وربما ذلك راجع لكون المؤرخين لم يكن لديهم إلمام بالفنون القتالية، وبسبب جهل المؤرخين بفنون القتال قاموا بتقديم تفسيرات مغلوطة لرسوم ومنحوتات تمثل الفنون القتالية للأمازيغ وتم تأويل ذلك، بعيدا عما تعبر عنها الحقيقة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، يفسر بعض الخبراء للرقص الجماعي المصحوب بالغناء كأحيدوس على أنه من إيحاء تموجات السنابل أو الكثبان الرملية في الصحراء، وقال آخرون بإيحاءات أعراف الجبال في الآفاق. لكن تفسير رجل عسكري محنك أو خبير في الفنون القتالية، لن يفسر هذا الفن بهذه الطريقة، وأنا شخصيا أرى في هذا الأسلوب انه خطة عسكرية توهم الخصم بان عدد المقاتلين الامازيغ أضعافا مضاعفة ويسيرون في اتجاه الخصم في حماسة القتال. لأن الاصطفاف بتلك الطريقة أفضل بكثير من التتالي. كذلك بعض الرسوم مثل الفارس الحامل لقرص الشمس المشع ولم يتعرفوا على تفسيره إلى يومنا هذا، ولكن قراءة الخبير في الفنون القتالية تقول أن الأمر يتعلق بسلاح ودرع في نفس الوقت وله ما يشبهه في الأسلحة الهندية القديمة.
لهذا، فان الملاكمة المغربية هي ملاكمة أمازيغية لأن بدلتها تضم أقدم زخرفة أمازيغية في شمال إفريقيا، وهي عبارة عن مستقيمات عمودية وهي التي نجدها على الجلباب في عموم المنطقة المغاربية. هي ملاكمة أمازيغية لأن فلسفتها تعتمد على الأسلوب والفكر الأمازيغي (البربري) الذي يمنع على المتباري الرجوع إلى الخلف، ويسمح له في المقابل بالمراوغة يمينا ويسارا والتقدم إلى الإمام، ولهذا فكل خطوة يخطوها المتباري إلى الخلف تسحب منه نقطة، ولا يوجد أسلوب مشابه لهذا الأسلوب في أي رياضة دفاعية أخرى، وهذا الأسلوب يمتاز به المقاتل الأمازيغي عبر العصور. وهنا يمكن تقديم سبب تسمية الأمازيغ بالبربر من طرف الرومان رغم أن هذا الاسم قد حرفه معناه بعض الأعراب الجاهلين بقواعد اللغة العربية والبسوه معنى الهمجي أو المتخلف ...ولو كان الأمر كذلك لأطلق على سكان الأدغال أو الأفارقة أو الهنود. لكن كلمة بربري في معناها الأصلي تعني المقاتل الشرس، لكن الحاقدين أو الجاهلين وضعوه في خانة لا تناسبه كالذي يسمي نساء الحقول اللواتي يغطين وجوههن من حر الشمس أو غيره بالنينجا جهلا منه بفلسفة ومدرسة وقواعد و مقدسات وقتال النينجا.
أما اسم بربري فيعني ذلك المقاتل الشرس الذي لا يتراجع للخلف مهما كانت قوة وعتاد العدو. انظر إلى الفرنسيين الذين ذاقوا وبال القتال من قبل الأمازيغ حتى أنهم سمو فاكهة الصبار بتين البربر وهم يقصدون تين الأمازيغ لشدة مناعتها رغم أنها حلوة ومفيدة. لهذا وأكثر سميتها بالملاكمة الأمازيغية. ولكي لا يشعر غير الأمازيغ بالتمييز فقد أطلقت عليها اسم (فدمسج) وتعني الفن الدفاعي المغاربي لمؤسسه سعيد جابر. فهي جملة مركبة عربية تعطينا كلمة أمازيغية أو بإيحاءات أمازيغية.
لاشك كانت مسيرتك في سياق البحث في سبيل إحياء هذه الرياضة الأمازيغية مضنية؟
كانت المسيرة شاقة، ويمكن تقسيمها إلى أربع مراحل والحديث عنها يطول كثيرا، لكن سأحاول ذكر بعض منها.
كانت المرحلة الأولى في جمع كل الكتب والمؤلفات التي تتطرق للثقافة الأمازيغية، والاتصال بالمكتبات والأصدقاء خارج المغرب لجلب أي كتاب له علاقة بالثقافة الأمازيغية، ثم اعتكفت لحوالي سنة لقراءتها وجمع المعلومات. ولم انقطع عن تماريني الرياضية. فلم أجد ما يشبع فضولي، لذلك قررت التوجه نحو البحث الميداني. في وقت كنت مقبلا على الزواج وكانت الظروف المادية ميسرة بسبب نشأتي في التجارة والدراسة في نفس الوقت. ثم كنت قد بدأت العمل في الميدان السينمائي بالإضافة إلى عملي كمدرب لرياضة الكونغ فو. وكان هذا القرار بمثابة ضرب من الجنون ولم يوافقني أحد باستثناء خطيبتي آنذاك وكان قرارا عصيبا جدا، فهناك من يرى أن هذا العمل هو مضيعة للوقت والمال، وبمثابة البحث عن العدم والمجهول. فقمت ببيع منزلي وكل أغراضي وتزودت بمعدات بسيطة عبارة عن آلة تصوير ومذكرة وبعض الثياب وبعض الفواكه الجافة. ثم وضعت خارطة بحث واستأجرت مرافقا يجيد اللهجة الريفية وأردت أن أبدأ بالمنطقة الشمالية. وهكذا توالت رحلاتي وتعرضت أحيانا لمحاولات فاشلة للسرقة أو الاعتداء بمحطات الحافلات أو بالمناطق المجاورة للمدن. وكانت تنقلاتي في معظمها مشيا، في المناطق النائية ومن قبيلة إلى أخرى نظرا لصعوبة المسالك الطرقية. وكنت كلما دخلت قرية أو دوار الجأ إلى المساجد حيث الشيوخ واطلب من الإمام أن يسمح لي بالمبيت في المسجد فسرعان ما يصل الخبر إلى الرجال الذين يتسابقون لضيافتي وبتلك الطريقة كنت أخد المعلومات عبر ما أسمعه من حكايات وأحداث واقصص وروايات وأحيانا أساطير.
ماذا استنتجنه من خلال هذا الكم من المعلومات الشفوية؟
لاحظت بعض الحركات التي يقوم بها الشيخ أو العجوز في وصف القتال أو العراك. وللإشارة كانت هذه الحركة موحدة في كل المناطق المغربية وفي جل الدول المغاربية التي زرتها.
وأنت تخوض مغامرة البحث الميداني والاتصال المباشر مع الناس ألم تواجه مثلا متاعب مباشرة مع البعض؟
من الطرائف التي وقعت لي أثناء بحثي بالمغرب كنت في منطقة بالأطلس المتوسط وكان صديقي (المرافق والمترجم) متأخرا قليلا فأردت أن القي التحية على بعض الرعاة ثم باشرتهم بجملة، لكني أوصلت المعنى بعكس ما أريده، فظنوا بي وبرفيقي أننا لصان. فما كان منهما إلا أن رمونا بالحجارة بواسطة "المقلاع" ولم تفلح محاولة مرافقي في إصلاح ما أفسدته من معاني الكلام. وركضنا هاربين وكان المكان مليئا الأحجار مما جعلنا نتلقى عدة إصابات.
وماذا حصل لك خارج المغرب، قد يكون أسوأ من القذف بالحجارة؟
سافرت إلى الجزائر والتقيت ببعض الشباب، ولقيت معاملة حسنة وكرم ضيافة، مكثت هناك شهرا، زرت خلال هذه المدة كل الولايات، وبعدها دخلت التراب المالي، والتقيت بعض الشيوخ من الطوارق وقضيت معهم حوالي أسبوعين، لم يكن المقام هناك على ما يرام، حيث أصبت بعدة أمراض كادت أن تؤدي بحياتي. ثم عدت أدراجي إلى العاصمة الجزائرية، فألقي علي القبض بمنطقة عين الدفلة بتهمة الإقامة غير القانونية، وما زاد الطين بلة، عثورهم على وثائقي المتعلقة بالبحث حول الملاكمة الأمازيغية، فدخلت في دوامة التحقيق لعدة أيام وليالي ودامت مدة الاعتقال حوالي ثلاثة أشهر قبل أن يخلى سبيلي، حيث وجدت نفسي على الحدود الجزائرية المغربية بين المتشردين والمهاجرين الأفارقة.
عدت بعد ذلك، إلى مدينة فاس واسترحت عدة أشهر وشاركت في بعض التظاهرات الرياضية. وأتيحت لي فرصة العمل كممثل لادوار الحركة في السينما المغربية، فاشتغلت مع المخرج نبيل لحلو في شريط ''ثابت أم غير ثابت'' في دور المفتش موسى. بعدها اتصل بي بعض المخرجين للعب أدوار الحركة في أفلامهم لكني فضلت متابعة البحث. بعدما فتحت لي أبواب السينما على مصراعيها.
بعد ذلك رتبت أوراقي وأفكاري واتجهت إلى تونس في رحلة سياحية وزرت بعض القرى الأمازيغية مثل بجاوة وماكنة. ثم عدت إلى المغرب، ومكثت لأشهر، قبل شد الرحال إلى التراب الليبي، حيث تعرفت على شخص أمازيغي من مدينة غريان والتي لا تبعد كثيرا عن العاصمة، وكانت الأمازيغية يومها مضطهدة وجريمة في ظل النظام السابق بحيث لا يسمح بالتعامل بها في الأماكن العمومية. فبقيت في منزله أسبوعا كاملا وأخبرته عن سبب زيارتي إلى ليبيا فعرض علي العمل معه وفي نفس الوقت أتم بحثي بشكل سري للغاية مخافة اعتقالي خاصة واني أقوم ببحث غير مرخص له من طرف سلطات القذافي وقتذاك. وفعلا اشتغلت معه وكانت لي تجربة في الميدان وبين الفينة والأخرى كان يوصلني أو يأتي أحد الأقرباء أو أصهاره لنقلي إلى منطقة أخرى، والتحدث مع بعض الشيوخ بأسلوب غير مباشر عن الثقافة الأمازيغية، ولاحظت حينها أن أوضاع الأمازيغ مزرية بالمقارنة مع عرب ليبيا.
تزودت بكل المعلومات التي احتاج إليها، وزرت بعض المناطق لرؤية بعض الرسوم والمنحوتات، وبلغت أقصى الجنوب الليبي. ولما كدت انتهي من بحثي اخبرني الرجل بالذهاب فورا إلى تونس ثم مغادرة تونس على الفور واخبرني باني سأتعرض للقتل أو الاعتقال. تنكرت في لباس امرأة وأوصلني إلى راس اجدير وقام الرجل بختم جوازي بأسلوبه الخاص ثم غادرت ليبيا برفقة ليبي آخر، وقام بشراء تذكرة لي من ماله الخاص على أول طائرة. فبلغني فيما بعد أن مجموعة من الأشخاص تعرضوا للاعتقال والتحقيق بسببي وادخلوا السجن.
بعد هذه الرحلة الطويلة، عدت إلى فاس وبدأت مرحلة أخرى لا تقل صعوبة، وهي مرحلة التأسيس. فقمت بتصميم الشعار والبذلة ووضع قوانين اللعبة وقواعد التحكيم.
ما هي الانطباعات الأولية التي يعبر عنها من تلتقى بهم حول الملاكمة الأمازيغية، الأمازيغ غير الأمازيغ؟
كنت أطرح السؤال في مدينة فاس على البعض، ماذا تعرف عن الملاكمة الأمازيغية؟ فكان كل شخص يسمع هذا السؤال، يستغرب ويظن إني أمازحه، لكن بمجرد ما اؤكد له أنها حقا رياضة مغاربية من تأسيس رجل مغربي، يباشرني: ولماذا لا تُمارس هذه الرياضة بالأندية المغربية، لقد كان هذا السؤال موحدا يتكرر كثيرا. ومنهم من يظن أنها مجرد اقتباس من رياضة دفاعية أسيوية أو غربية، ولما يعلم أنها فن رياضي مغاربي قائم بذاته حتى يبدي كل تعاطفه معها حتى ولو لم يكن يهتم بالفنون القتالية. وهذا أسرني كثيرا، حيث رأيت حب الوطن وحب الانتماء في المغاربة على حد سواء أمازيغ وعرب. وبغض النظر عن الانتماء الديني والعرقي والسياسي فان الرياضة لغة راقية للتواصل. والدليل هو الكم الهائل من الرياضات الأجنبية التي تمارس في بلادنا وفي كل أنحاء العالم بدون أي حزازات ولا تنقية لبعض الممارسات الغريبة على ثقافتنا وديننا. حيث نرى أعلام دول شرق أسيا على جدران نوادينا مع تقديم التحية لتلك الأعلام مع بداية ونهاية كل درس دون حسيب أو رقيب. كذلك نرى تحية الركوع والسجود. ثم الوضعيات التعبدية التي يقوم بها المتدرب من أجل استجماع قواه الداخلية الروحية، وهذا لا يمت للرياضة بصلة بل هو أسلوب تعبدي في المعتقدات البودية.
ما هي الأسس النظرية التاريخية والثقافية والحضارية التي بنيت عليها قواعد هذه الملاكمة الأمازيغية مثلا؟
قمت بتأسيس فن الملاكمة الأمازيغية على عدة حقائق تاريخية، والملاكمة الأمازيغية مشبعة بالثقافة الأمازيغية. من حيث الفلسفة واللباس والحركات... ويكفي أن تتأمل شعار الملاكمة الأمازيغية لتلاحظ ذلك. حيث نرى العلم الأمازيغي على شكل بيضوي. يقف متباريان في وضعية قتالية على شكل تيفيناغ. بمستقيمات في المستوى العلوي وتلك المستقيمات هي أقدم زخرفة أمازيغية والتي نجدها على الجلباب المغاربي. والمتباريان يقفان في المنطقة الضيقة حيث يسمح لهم بالتحرك إلى الجانبين ويمنع عليهما التراجع للخلف. وتنفرد الملاكمة الأمازيغية وتمتاز عن غيرها بهذا الأسلوب. وإذا بدأنا تحليل حركات هذا الفن بدءً بالتحية وهي عبارة عن وضعية تشبه حرف تيفيناغ، ثم يقف الممارس مستقيما ويضع كفه على كف ويضعهما على صدره في الجهة اليسر فوق منطقة القلب ثم يشير بها إلى الإمام دون انحناء (الرجل الأمازيغي الحر لا ينحني). ويعني ذلك أن شعوب شمال إفريقيا بمختلف مكوناتهم العرقية والدينية ...هم لحمة واحدة. وأنهم يحترمون أي ثقافة وأي شخص ما لم يمس بثقافتهم المغاربية وبتاريخهم.
وإذا انتقلنا إلى الحركات واللكمات، فسنجد أن الملاكمة الأمازيغية بلكمتها الأقدم والأولى في التاريخ. ثم ركلات الملاكمة الأمازيغية التي تتميز كذلك من حيث طريقة التسديد والأهداف المراد إصابتها. والملاكمة الأمازيغية تعتمد أسلوبا بسيطا وفعالا، إذ تخلو من الحركات والوضعيات المعقدة أو تقليد حركات بعض الحيوانات، كما هو الأمر في الرياضات الأسيوية. وكثرة القفزات كما هو الشأن بالنسبة للرياضات الغربية. فريدا استعمله المقاتل الأمازيغي والمقاتلة الأمازيغية على مر العصور، وللتذكير فقط فان الأمة الأمازيغية من الأمم القلائل التي تبوأت المرأة فيها مراتب قيادية وعسكرية وقتالية. والحديث عن هذا الموضوع يتطلب كثيرا من الوقت.
هذه الأساليب القتالية اندثرت مع الوقت بسبب عدة عوامل، من بينها غياب عقيدة تخدم الملاكمة الأمازيغية، كما حدث في الرياضات التي تعتمد على شعائر بودية، أضف إلى ذلك طغيان الطابع الشفوي، على الثقافة الأمازيغية أمام غياب التدوين، ثم إن القتال قد فُرض على الأمازيغ ولم يكن بمحض اختيارهم. وكلما طردوا محتلا لا يفكرون في القتال إلا حينما يأتي محتل آخر.
ومع تطور السلاح وأساليب الحرب، أصبح القتال عن بعد، أمام هذه الوضعية، اندثرت كل الأساليب والرياضات القتالية التقليدية كما حدث أيضا في شرق آسيا، مع فرق أن الأسيويين قاموا بإحياء رياضاتهم وتطويرها وخصصوا لها ميزانية وجندوا لذلك خبراء وادمجوها في عدة مجالات كالسينما والصناعة والسياحة ... وأقاموا لها البطولات وأسسوا اتحادات وجامعات...لكن الفنون الرياضية المغاربية لم يكن حظها كذلك.
هل اتصلت ببعض الجهات للتنسيق والمساعدة في مسيرتك البحثية؟
في بداية الأمر، اتصلت ببعض الجهات لمساعدتي معنويا فقط. لكنهم رفضوا وتعاملوا معي باعتباري مجنونا يبحث عن العدم. كنت أود فقط تأسيس جمعية من أجل وضع إطار قانوني لبحثي. ولم يساعدني أحد. وقوبل طلبي بالرفض والسخرية لعدة مرات. أما ماديا، فكنت متأكدا أن لا احد سيساعدني. حتى أقرب الناس لم يفعلوا لأنهم لم يكونوا مقتنعين بما أفعله، لذلك بعت منزلي وتوكلت على الله.
هل من كتب للتنظير لهذه الرياضة؟
ألفت مجموعة من الكتب للتعريف بهذه الرياضة، وللأسف لم تجد طريقها نحو دور النشر، نظرا لتكلفة الطبع والنشر. وعدم وجود محتضن أو مساند. ثم تركت كل ذلك إلى أجل غير مسمى.
كيف تنظرون إلى مستقبل هذه الرياضة؟ وما هي خطواتكم المقبلة؟
الحمد لله، كلما قمت بعمل للتعريف بهذا الفن إلا وأجد مهتمين ومعجبين بهذه الرياضة. فأنا متفائل بالمستقبل، خاصة أنها رياضة للكل المغاربة والمغاربيين وليست لشخص معين، كما يمكننا اعتمادها كوسيلة للتنمية وإدماجها في عدة مجالات كالسينما والأمن والسياحة والصناعة... باعتبارها وسيلة تنمية اقتصادية وليست فقط وسيلة للترفيه أو ملء وقت الفراغ أو الحفاظ على الرشاقة... ولدي عدة مشاريع أود القيام بها لكن غياب الدعم المادي يجعلني أضعها جانبا. ولقد هيأت ملفأ لتأسيس الجامعة الملكية المغربية للملاكمة الأمازيغية والألعاب التراثية، وسنعلن قريبا عن تأسيس اللجنة التحضيرية لتأسيس الجامعة، كما أود أن نمثل المغرب بمشاركتي بفريق رياضي في مهرجان بيرسي العالمي للرياضات الدفاعية بفرنسا. كما أتمنى ان يلتفت إلينا الإعلام بتقديم حلقات رياضية بإحدى القنوات المغربية للتعريف بهذه الرياضة.
لقد كان الإعلام المغربي بما فيه الإعلام الأمازيغي متجاهلا للملاكمة الأمازيغية، حيث تقدمت عدة مرات لكثير من القنوات المغربية وإعلاميين مغاربة لكنهم رفضوا التعامل مع هذا الموضوع ولم يعطوني تفسيرا مقنعا لذلك الرفض. مع العلم أن الإعلام كفيل بتعريف الملاكمة الأمازيغية وجلب محتضنين ومساندين، وأعطيك مثالا برياضة لمشاوشة المقتبسة أصلا من الملاكمة الأمازيغية والتي لم تظهر إلا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ببعض المدن العتيقة كفاس ومراكش على يد الصناع التقليديين والتجار. وكانت مجهولة لدى الكثير لكن الخطوة التي قام بها مخرج فيلم (موسم لمشاوشة ) السيد محمد عهد بنسودة والذي قمت بتصميم معاركه. كان لها الأثر الأكبر في التعريف بهذه الرياضة وبالثقافة المغربية على الصعيد الوطني والدولي، ومثل هذا الفيلم المغرب في أضخم واكبر المهرجانات السينمائية العالمية بطلب من إدارات هذه المهرجانات مثل مهرجان نيويورك الدولي، والمهرجان الدولي للفيلم بالهند ومهرجان القاهرة الدولي... ثم بدأت العديد من الأندية بفاس ومراكش وغيرها بإعطاء دروس وتداريب في رياضة لمشاوشة. وعلى إثر هذا الفيلم، نظمت وزارة الثقافة مهرجانا كل سنة للرياضات التراثية بالمغرب الكبير، وليس المغرب العربي حسب تسمية وزارة الثقافة. كل هذا بسبب عمل إعلامي وحيد. كما تهافتت البرامج على استقبال مخرج الفيلم. وإقصاء مصمم معاركه التي كانت اللبنة الأساسية في هذا الفيلم، وربما هذا لسوء حظي أم لسوء حظ الملاكمة الأمازيغية.
ورغم ذلك فأنا ملتزم بالنضال والتضحية مستحلبا الصخر لاستخرج القوة من الضعف. فبعد البحث كونت مجموعة من الفرق وأسست جمعية رياضية لتبني الملاكمة الأمازيغية وقمت بتجهيزها وخياطة البدلات وقمت بعدة تداريب وندوات وعروض ...داخل وخارج المغرب كل هذا من مالي الخاص ولم أتلق تمويلا من أي جهة كانت.
المصدر: جريدة المسار الصحفي الأسبوعية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.