اهتزت صبيحة يومه الاثنين 25 غشت 2014 ساكنة منطقة أنجدام الواقعة بضواحي مدينة مريرت اقليمخنيفرة على وقع جريمة غير مسبوقة لم تشهد المنطقة لها مثيلا من حيث حجمها ، أرعبت السكان المحليين ونشرت الأسى والخوف الشديدين بينهم، تعرض على إثرها رجل في عقده الثامن(حوالي 80 سنة) يدعى أنكزظم محمد لسرقة موصوفة بعد إصرار وترصد محكمين شملت كل الأبقار التي يمتلكها والبالغ عددها سبعة رؤوس(نوع هولندا). وتشير أنباء من عين المكان أن المعني بالأمر فور العودة بأبقاره عند غروب الشمس من المرعى وربطها بأماكنها المعتادة بمنزله، دخل إحدى بيوت منزله لتناول وجبة العشاء، علما أنه يوجد لوحده في ذلك المساء، وبعد استراحة قصيرة قام لصلاة العشاء، ثم هم لتفقد ماشيته ليتفاجأ حينها بغيابها مما أربك كل خطواته الذهنية والجسمية، وتعرض لاضطرابات نفسية شديدة أدخلته بكاء هستيريا لا يطاق. وفي السياق ذاته نشير إلى أن المنطقة نفسها تعرضت في السنوات القليلة الماضية إلى عملية مشابهة، كان ضحيتها رجل في سن محمد (حوالي 80 سنة) يدعى الحبيب. هذا الأخير الذي بقي وحيدا مع زوجته، تعرض هو الآخر لسرقة كل ما كان يملكه من الأبقار، وعلى الرغم من إيداعه لشكاية خاصة بموضوع السرقة لدى رجال الدرك الملكي، فإن الأمر بقي على حاله دون أن يحرك أحد ساكنا حتى قرر أبناؤه ترحيله إلى مريرت، فغادر الحبيب بلدته بحسرة شديدة دون أن يلتفت أحد إلى شكواه . أعاد التاريخ نفسه، وكُررت العملية نفسها، بالطريقة ذاتها، بتفاصيلها، بنفس الحبكة والتصميم والإخراج. فمحمد الذي يعيش وحيدا مع زوجته بعدما هجر أبناؤه إلى وجهات مختلفة، كان فلاحا أنيقا في عمله ومتميزا بسلوكه الجاد في الأوساط المحلية ، و بعدما أفنى ثلاثين سنة من عمره في مناجم عوام، استمر في الاجتهاد والمثابرة بثبات وتفاؤل مستمرين في تدبير شؤون ماشيته، إنه الرجل المحلي الذي أبى مغادرة بلدته المحلية المودعة في عزلة وهامش مقفرين. غير أن غدر الزمان كان له مساء يوم الأحد 24 غشت 2014 بالمرصاد، حيث اقتيدت أبقاره إلى مكان مجهول من طرف عصابة إجرامية منظمة بإحكام، تفهم وتعرف تفاصيل المنطقة وحيثياتها بدقة جد متناهية، وبقي وحيدا في غيبوبة اجتماعية، لم يجد ذاك الصباح المظلم من يؤانس عزلته ويكسر سكون المكان وهدوءه غير أصوات العزاء . فهل ستعمد العدالة إلى التعامل الجدي مع هذا الملف وفق ما يقتضيه القانون، ومباشرة البحث في حيثيات هذه الواقعة، والقيام بالإجراءات اللازمة حتى تتمكن من القبض على كل من له يد في هذه الواقعة من قريب أو بعيد، وعل كل من غض طرفه وتكتم على مثل هذه الجرائم، وبالتالي معاقبتهم بما يقتضيه القانون ويعيد الاعتبار للمسلوبة ممتلكاتهم والمعتدى عليهم.