استيقظت منطقة «فلات» الجبلية بجماعة أم الربيع، إقليمخنيفرة، على وقع جريمة اعتراض سبيل مواطن من طرف إحدى العصابات، وعرضته للترهيب والتهديد، ثم اعتدت عليه بطريقة وحشية قبل أن تسلب منه مبلغا ماليا، وقد أصيب المواطن (صادقي أمخشون) جراء الاعتداء بجروح عميقة نقل على إثرها صوب المستشفى الإقليميبخنيفرة لتلقي الإسعافات والعلاجات الضرورية، وأفادت مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، أن عملية الاعتداء وقعت، يوم 17 غشت 2011، بينما كان الضحية يستعد للذهاب إلى السوق الأسبوعي بمريرت، وكان طبيعيا أن تخلف هذه الواقعة ذعرا وسط الأهالي الذين يقطنون بالمنطقة الجبلية التي تغزوها بين الفينة والأخرى عصابات سرقة المواشي، وقد انتقلت عناصر من الدرك الملكي لعين المكان وفتحت تحقيقا في حيثيات الحادث في أفق تحديد هوية أفراد العصابة. ومن سبت آيت رحو وحد بوحسوسن، ضواحي مولاي بوعزة، أكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» ارتفاع عصابات سرقة المواشي في شهر رمضان، حيث تغتنم العصابات فترة الإفطار أو صلاة التراويح للسطو على قطعان المواشي، كما هو الحال بالنسبة لما جرى خلال الأيام القليلة الماضية بمنطقة «تمازرت» بعد أن استغل مجهولون فترة تعرض المنطقة لعاصفة رعدية قبيل الإفطار فنجحوا في اقتياد أزيد من 50 شاة باتجاه منطقة وعرة على الحدود مع ولماس، ما حمل بعض أهالي المنطقة إلى استعمال طلقات نارية أربكت اللصوص وجعلتهم يكتفون بالغنيمة والاختفاء عن الأنظار. وفي صلة بالموضوع، سجلت مصادرنا حجز أكثر من 20 شاة بمنطقة «أفوغال»، والتي تمكن لصوص المواشي من استغلال فترة صلاة التراويح للسطو عليها ونقلها نحو وجهة مجهولة، وباءت محاولة تعقب أثار اللصوص بالفشل بسبب ظلمات الليل الحالكة، ولم تفت مصادرنا الإشارة لعدة سرقاث حدثت بمنطقة «عوينات» المعروفة بتربية الأبقار، و ب»سيدي عبيد» بسبت أيت رحو تم حجز 19 كبشا في سيارة صغيرة تعطلت ولاذ أصحابها بالفرار، حيث وقف الجميع على مأساة نفوق 8 أكباش نتيجة الاختناق، ولم يفت مصادرنا التذكير بأن ظاهرة سرقة المواشي استفحلت بشدة بعدما اعتقد السكان أنها انتهت على ضوء تفكيك عصابة تنشط في ذات المجال، ولم تستبعد بعض الأوساط المهتمة بالشأن العام المحلي وجود أطراف داخل المنطقة تتعاون مع أخرى خارجية لتنفيذ العمليات، علما أن تربية المواشي تعد المورد الرئيسي للفلاح والكساب بالمنطقة. ومن جهة أخرى، استفاق سكان سبت أيت رحو مؤخرا على إيقاف عنصرين بعد مطاردة قوية شارك فيها بعض السكان بسوق لبيع الماشية، ويعمد العنصران الموقوفان إلى دس أوراق من فئة 100 درهم بطيه أخرى من فئة 200 درهم، وعند الاتفاق مع بائع الماشية على الثمن يدفع المحتال النقود بهدوء، مكتفيا بتعداد الأوراق التي من فئة 200 درهم كمجموع للمبلغ الإجمالي، وبعد وقوع المحتالين في قبضة السكان، تساءلت مصادرنا لماذا لا يتم تكثيف الدوريات الأمنية بأسواق المواشي؟ علما أن موقع سوق المواشي بسبت أيت رحو بعيد عن المركز، والبلدة تفتقر كما هو معروف سواء لمركز للقوات المساعدة أو للدرك الملكي، ما يجعلها قبلة آمنة للصوص والمحتالين ومروجي الممنوعات. أما على تراب جماعة البرج، وتحديدا ب»تيشوت إمناين»، ضواحي أعلال، فقد انتشر من الأخبار ما يفيد أن تاجرا في المواشي تم اعتراض سبيله تحت التهديد بالسوء من طرف عصابة أقدمت على سلب ما بجيبه من مال، وقال السكان إن المنطقة عاشت هذه السنة رعبا حقيقيا تحت رحمة لصوص المواشي، ومنها دوار آيت بنيحيى الذي استيقظ على سلسلة من العمليات، وبهذا الدوار كانت إحدى العصابات قد اعتنمت فرصة دعوة أحد الكسابين لوليمة عشاء فهاجمت حظيرة بيته واستولت منها على بقرتين، كما فات أن حلت بالمنطقة عصابة في جلباب فقهاء كنوز بهدف التخطيط لأعمال سرقة. وبجماعة البرج دائما، سبق أن أقدم أفراد عصابة على سرقة أزيد من 90 رأس غنم وماعز ب»تيزي تزغاغت» ضواحي «إغيل أملال»، على الطريق المؤدية لأم الربيع، ومن سوء حظ العصابة أن عمليتها انكشفت مع بزوغ أولى خيوط الشمس، تحت أعين بعض السكان الذين ارتابوا للأمر ولم يهتموا به إلا وقت مصادفتهم لأصحاب المواشي بنقطة «الصابرا» وهم يبحثون عما سرق منهم، فكشفوا لهم عن هوية الفاعلين والاتجاه الذي اقتادوا إليه القطيع المسروق، والذي لم يكن سوى أحد المنازل ب «أعلال»، ولم يتوقع المتتبعون أن يتم إقبار الواقعة في ظروف مشبوهة، كما لم يستبعد أحد بالمنطقة أن يكون هذا الموضوع قد أخمد في ظل تدخلات محتملة، وهناك تساؤلات ما إذا كان وراء اللغز ما يوحي بوجود تواطؤات تستدعي ما ينبغي من التوضيحات، سيما أن المنطقة عاشت على وقع عدة عمليات سرقة رغم تعدد بلاغات وشكاوى السكان. ويذكر أن منطقة البرج سبق أن استيقظت على وقع اعتداء دموي بواسطة ساطور على مواطن (بادي بوملخة) كان لحظتها في فدانه بمزارع «اهردنيتن»، وذلك بهدف سرقة أغنامه، وتسلم الضحية شهادة طبية تثبت مدة العجز في 45 يوما قابلة للتمديد، ويومها تم تحديد هوية المعتدي (م.م)، وله سوابق قضائية في مجال اعتراض السبيل وسرقة المواشي والأبقار، ليس آخر أفعاله سطوه على عدد من رؤوس أبقار في ملكية مواطنة من المنطقة (هنو)، إلا أن الملاحظين لم يجدوا تفسيرا منطقيا لعدم اتخاذ ما يمكنه أن يضع حدا لأفعال هذا الشخص الذي ظل موضوع مذكرة بحث لأشهر طويلة ولما اعتقل بمريرت وسلم لدرك خنيفرة عاد لحريته في ظروف مستفهمة.