تعددت أعمال العصابة الناشطة بإقليمخنيفرة و التي لا تهتم بسرقة المواشي، كما قد يتبادر إلى الذهن، بل تقوم بتتبع تحركات المتاجرين في هذه المواشي، وتجمع المعلومات عن المستهدفين من طرفها، ثم الهجوم عليهم بعقر بيوتهم ليلا، والاستيلاء على ما لديهم من أموال والاعتداء عليهم وعلى أسرهم جسديا باستعمال العصي والحبال والأسلحة البيضاء، وبطرق مفضية إلى الموت كما جرى إثر «عملية بوگرگور»، ضواحي لهري، التي راح مسن من سكانها ضحية هجوم للعصابة المذكورة. أما مصالح الدرك فلم تتوقف عن التصريح بأن التحريات الجارية ستساهم بشكل كبير في سرعة تعقب الجناة والقبض عليهم، ولم يفت مصادر مقربة من المحققين التأكيد ل»الاتحاد الاشتراكي» أن طبيعة الجرائم المسجلة وراءها عصابة إجرامية متمرسة إلى حد أنها حيرت كل الأجهزة الأمنية. وبنفس السيناريو الممنهج من طرف «العصابة الخماسية»، استقبل المستشفى الإقليميبخنيفرة، من جديد، أسرة بكاملها تعرضت لاعتداء إجرامي، ليلة الخميس - الجمعة 18 -19 مارس الجاري، وبناء على ما استعرضه الضحايا من تفاصيل ومواصفات، تأكد الجميع أن الفعل يحمل توقيع ذات العصابة من خلال أسلوبها وطريقتها، إذ اختارت العصابة المعلومة عمليتها الجديدة بمنطقة أزرزو الواقعة بمنتجعات ملوية، ضواحي آيت سعدلي، على تراب كروشن، حيث قامت بالهجوم ليلا على بيت منعزل يقطنة متاجر في المواشي وأسرته، وأطفأت الأنوار ليعم الظلام وتقتصر على استعمال مصابيح يدوية، ثم حاصرت جميع مَن بالبيت تحت التهديد بالموت، وباشرت مطالبتها بكل ما يتوفر عليه أصحاب البيت من أموال، حيث استولت على مبلغ مليوني وربع المليون سنتيم، وحلي ذهبية قُدرت قيمتها في ثلاثة ملايين سنتيم، إضافة إلى وثائق إدارية بما فيها بطاقة وطنية. وقبل أن تقوم العصابة بمغادرة مسرح العملية اعتدت جسديا على الأسرة المستهدفة بواسطة عصي وأسلحة بيضاء، تاركة ضحاياها بين الحياة والموت، هؤلاء الضحايا الذين لم ينتشر خبرهم إلا بعد ساعات طويلة من الحادث، حيث تم نقلهم صوب المستشفى الإقليميبخنيفرة في حالة جسدية ونفسية حرجة، وعددهم أربعة أشخاص، صاحب البيت المدعو العربي أعيضوش (52 سنة)، وزوجته إيطو تيشلي ((50 سنة)، اللذين شوهدا وهما في حالة دموية مؤلمة وعليهما أثار الاعتداء الرهيب، ثم ابنته فاطمة أعيضوش (24 سنة) التي أشهر فرد من العصابة سكينا في وجهها، ثم صهرته (هنو تيشلي) التي حلت ضيفة لدى الأسرة. ويذكر أن إقليمخنيفرة، عاش، ليلة الاثنين- الثلاثاء 15 -16 مارس الجاري، على تداعيات هجوم شنته «العصابة الخماسية» على أفراد أسرة قروية بمنطقة واد بوگرگور، ضواحي لهري، مستعملة في هجومها كالعادة عصيا وأسلحة بيضاء، نقل إثرها كل الضحايا نحو المستشفى الإقليميبخنيفرة حيث تم إخضاعهم للإسعافات الأولية والعلاجات الضرورية، إلا أن حالة ثلاثة منهم استدعت إحالتها على مستشفى محمد الخامس بمكناس، حيث فارق أحدهم الحياة، وهو رجل مسن يبلغ من العمر حوالي 75 سنة، ويدعى قيد حياته حقي بوزيدي، فيما ظلت زوجته، اغنيمة اعجيبة، تحت العناية المركزة قبل أن تغادر المستشفى، إلى جانب ابنيهما، حدو بوزيدي، الذي ما يزال في صراع مع أثار الاعتداء المروع الذي تسبب له في نزيف داخلي على مستوى الدماغ. وكل المعلومات التي حصلت عليها «الاتحاد الاشتراكي»، تفيد أن أفراد العصابة، وعددهم خمسة عناصر، ترصدوا المواطن القتيل وهو يعرض بقرة في السوق، وتعقبوه إلى أن دخل بيته المعزول خارج المجمع القبلي، حيث اقتحموا هذا البيت تحت جنح الليل وأيقظوا أصحابه، وكان أحدهم يرتدي قناعا لإخفاء معالم الوجه، حيث طعنوا واحدا من أفراد الأسرة بسكين بهدف السيطرة على الوضع، كما أطفأوا الأنوار واكتفوا، وفق إستراتيجيتهم المعهودة، باستعمال مصابيحهم اليدوية، وعن طريق أسلوب من الترهيب، طالبوا بمبلغ ستة ملايين سنتيم، إلا أن الزوجة تدخلت متوسلة إياهم أن يقبلوا بما هو متوفر بصندوق تقليدي، وهو مبلغ بحوالي مليوني سنتيم، تسلموه وزادوا فاستولوا على كمية من الحلي وهاتف نقال وأشياء أخرى، وكانوا قد أحاطوا بضحاياهم المحاصرين، وأخذوا في التنكيل بهم بطرق وحشية، وضربوا صاحب البيت وزوجته وابنه حتى انهار جميعهم وفقدوا الوعي، كما قاموا بتكبيل بعض الضحايا تحسبا لكل ما من شأنه أن يفضح أمرهم وهم يغادرون المكان، دون أن يتركوا أثرا لهم، مخلفين وراءهم سيلا من الدماء، ومسنا سيلفظ أنفاسه الأخيرة بعد ساعات قليلة.