تحت الرعاية الرسمية للسلطات المحلية ، فعلت الأندية الثقافية والرياضية والتعليمية ، أنشطتها الاستقطابية وأجنداتها المخزنية في احتواء المواطنين و ترحيلهم عن المدينة في محاولة سافرة لإضعاف حضور المحتجين في إحياء الذكرى الثالثة لخروج حركة 20 فبراير، وعلى هذا الأساس سهلت العمالة ترحيل المشجعين لحضور مباراة كرة القدم بين خنيفرة وتادلة وتنقيل تلاميذ المدارس في رحلات إلى بعض المدن والقرى السياحية كما احتضنت غرفة الصناعة والتجارة فعاليات بطولة الفنون القتالية، وبالتزامن تم فتح معارض للسلع الصينية وألعاب الاطفال وهلم ركوبا على رغبات الشباب وتوظيف واجهاتها للالتفاف وإضعاف زخم حركة 20 فبراير، صوت الشعب المغربي. في البداية بدت المدينة خالية من شبابها والفتيان ، لكن صوت 20 فبراير الذي صدح مساء يوم الأحد 23 فبراير 2014 بساحة 20 غشت أخرج المناضلين والمحتجين من كل مكان . ورغم الإنزال المكثف لتلاوين الأمن - السرية و العلنية - فقد جابت مسيرة حركة الشعب في عيدها الثالث أزقة وشوارع المدينة مكسرة بصوتها كل الطابوهات وفاضحة الحكم والحكومات : عاش الشعب عاش عاش المغاربة مشي أوباش ، وشعار بنكيران قول لسيدك المغاربة مشي عبيدك، وكالو يحاسبو الفاسدين زادو قهرو الملايين، وفبرايري وراسي مرفوع مامشري مامبيوع. دواعي وأسباب انبثاق الحراك المغربي مازالت قائمة ومستمرة : الفقر والبطالة والغلاء وتردي مؤشر التنمية والانتكاسة الحقوقية وغيرها من التراجعات لن تخفيها مساحيق الالتفاف "فلا يسلك في أذن الجائع إلا صوت يبشر بالخبز" هكذا تعالت صيحات المحتجين: التنمية فالكوديفوار والمغرب يحتضر. شوفو الذكاء المخزني امشى يخدم البراني وخلى الشعب كيعاني. وشعار شوف واسمع يا جمهور المغرب راجع اللور والحكومة خاصها شيفور . الوزراء زيرو بغيناهوم إيطيرو. تخلل مسيرة العيد الشعبي الثالث كلمتان لمناضلي الحركة بخنيفرة، تناولت الأولى كرونولوجا الانحباس السياسي والاجتماعي المغربي المتزامن مع الانفتاح العالمي للمعرفة والمعلومة وأنماط الحياة مما خلف طموحا لدى الشباب المغربي في حياة أفضل قوامها الديمقراطية والعدالة الانسانية، انطلقت حركة الشعب متجاوزة الحكم والحكومات ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء. الكلمة الثانية تناولت التضحيات التي قدمها نشطاء الحراك المغربي عموما والحركة خصوصا محليا ووطنيا وعزم الحركة المضي في طريقها إلى النهاية تشق الصعاب والعقبات نحو مغرب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة الفعلية والمعتقل والشهيد هما رمز القضية . فالثابث حتى الآن – كما جاء في بيان الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بخنيفرة - أن صوت الشعب علا وصدح خارج أسوار المخزن ومقرات أحزابه الكرتونية وواجهات التظليل والاحتواء المغلفة بالأنغام وكرة القدم ... ولن يسمح لغيره بلعب دور الوساطة أو الالتفاف على شرعية مطالبه أو اختطاف مكاسبه حتى الإسقاط التام للفساد والاستبداد. وسط هذا الحراك يصطف مناضلو ومناضلات الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب صفا مرصوصا يساندون المطالب الشعبية ويناضلون في مختلف أشكال الضغط السلمية لانتزاع حقهم المشروع في الشغل والتنظيم مطالبين بالإفراج الفوري واللامشوط عن كافة المعتقلين السياسيين وبفتح تحقيق نزيه ومستقل في قتل المتظاهرون.