كان الظهور المفاجئ للحارس محمد ترفاس إلى جانب قدماء شباب أطلس خنيفرة في المقابلة الإنسانية والتكريمية للدولي "العربي شيشا " فرصة مواتية لوسائل الإعلام الوطنية والمحلية للتقرب من حارس ومدرب الحراس واستجوابه حول سبب استغناء المكتب المسير عن خدماته، الموضوع الذي طغى عليه الصمت والتعتيم والذي لم تعره الصحافة الرياضية أي اهتمام خاصة وأن الأمر يتعلق بشخص معروف لدى المتتبعين الرياضيين وطنيا حيث قضى أكثر من ربع قرن من الزمن في حراسة مرمى الخنيفريين ، وتردد اسمه كثيرا على أبواق الإذاعة الرسمية والورقية كلما أثير موضوع شباب أطلس خنيفرة. مباراة التكريم العجيبة هذه جمعت بين النقيضين ومن غير المتوقع تقاسم الأضواء بين العربي شيشا المحتفى به والمبعد محمد ترفاس . فالمباراة الاستعراضية والتكريمية كانت - من بين أبعادها - حسب الرئيس لإرضاء الإطار الوطني هشام الإدريسي . ولإرضاء جهات أخرى حسب ترفاس كان إبعاده عن الملعب البلدي بخنيفرة من قبل. حضور الأطراف الخفية المؤثرة في اتخاد القرارات كانت سبب إبعاد محمد ترفاس عن الميدان والتي نعتها ب"شرذمة " سعت للنيل من مساره الكروي وكانت تروج الإشاعات الكاذبة،هذا في الوقت الذي تحدثت مصادر أخرى رفضت كشف هويتها عن كون الموضوع يأخذ بعدا سياسيا تحركه أجندة انتخابية ، واستغل فيه اسم الرياضي المعروف ، وناتجا عن مجرد تصفية حسابات انتخابية بين أقطاب سياسية من خنيفرة وأخرى من مريرت، والموضوع بدأت خيوطه منذ الدورة التي ارتدى فيها محمد ترفاس قميص نادي شباب مريرت، وهذا الصراع كان سيتضح أكثر لو لم تلغ مقابلة اعتزالية كانت ستخصص لهذا اللاعب لخدمة أجندات انتخابية . هذه الأسباب وغيرها يصعب تأكيدها ويبقى الرسمي حتى الآن وغير المعلن عنه بيد الرئيس أوعبا إبراهيم الذي يحتفظ بالأسباب الرئيسية التي بنى عليها قراره. ترفاس محمد الحارس المثير للجدل طوال مساره الرياضي كان ضحية اختيار وسياسة وكان محط القيل والقال وتلفيق التهم:كان محط استغلال سياسي محلي أقنعه بالبقاء بخنيفرة والاستخدام بالجماعة فكان اختيار ترفاس لمدينته قد أضاع عليه فرص موثوقة وواعدة لا تقل أهمية كالالتحاق بفريق الوداد البيضاوي والجيش الملكي وهلال الناضور. ترفاس ابن خنيفرة كانت تطارده الإشاعة والتهم طيلة مشواره الكروي شأنه في ذلك شأن كل أبطال الرياضة وكان الحارس يرد باستماتته في حراسة مرماه أمام جمهوره في غياب اهتمام إعلامي يكشف الحقائق ولكون اقليمخنيفرة فرصته الوحيدة مع الثقافة والترفيه هي كرة القدم بالملعب البلدي . واستمرارا للسيناريو القديم وبعد موسم قضاه بمريرت والذي كان اختياره هذا انتحاريا بكل المقاييس حسب بعض المحللين حيث اهتز شباكه في مقابلة سياسية انتخابية وهجمات افترائية مغرضة فخرج بهزيمة ثقيلة أمام الأقوياء فاختار الصمت والابتعاد عن الملعب أمام التنكر الذريع للإعلام الرياضي.والخطير في الأمر أنه مهما كان التعامل معه يشكل اسم الحارس ترفاس النموذج للرياضي وابن مدرسة شباب أطلس خنيفرة ويعتبر به من يعتبر . وفي إطار التقصي عن الأسباب وتصحيح بعض الادعاءات والإشاعات كان تصريح الأب والرياضي محمد ترفاس الذي قال أنه تلقى مكالمة هاتفية تأمره بالتوقف عن تدريب الحراس وتؤجل الحديث عن السبب إلى اجتماع لاحق. كان يتقاضى 1000 درهم ولم يطلب أي زيادة في أجره وكان مستعدا لتقديم مزيدا من التضحيات للفريق على اعتبار الألف درهم مخصصة لتدريب حراس مرمى الشباب رجال، كما كان يساهم في تدريب حراس الإناث بدون مقابل كما يساهم في إعطاء إشعاع أكثر لمدرسة شباب أطلس خنيفرة لمختلف الأعمار ، (مع العلم أن مدرب الحراس الحالي يتقاضى أكثر من 4000 درهم). وفي سياق حديثه قال ترفاس أنه حرم من دورة الجامعة التدريبية حيث أخذ وعدا من الرئيس ودفعة أولى تقدر ب900 درهم فقط مستدلا بورقة بنكية في الموضوع ، وهو القرار الذي تبناه المكتب وتراجع عليه لظروف زمنية. وعلى العموم قال أنه مستعد للتوضيح والدفاع عن وجهة نظره وتكذيب كل الادعاءات التي تلفق له ويتمنى كل الخير لفريقه الذي حرم من متابعة مقابلاته في غياب أي دعوة رسمية تحميه من الاصطدام مع المنظمين . المكتب المسير لشباب أطلس خنيفرة له الصلاحية الكاملة في اتخاد القرارات المناسبة لمصلحة الفريق ، ومما لا شك فيه أن الرئيس إبراهيم أوعبا ابن المنطقة ومسؤول ومنتخب بالمجلس البلدي يؤكد أن المدينة محتاجة لاهتمام أكثر بالجوانب الثقافية على الخصوص ، ومما لا شك فيه أنه كرئيس لشباب أطلس خنيفرة حقق مع الفريق إنجازات تاريخية غير مسبوقة وتحسب له. واللاعب محمد ترفاس يبقى من أحسن حراس مدرسة فريق شباب أطلس خنيفرة، ومدرب حراس . ويعد سؤال الحارس حول سبب إبعاده بمثابة طلب لعقد لقاء تواصلي معه لمعرفة أسباب المشكل تم تنوير الرأي الرياضي ما دامت الأسباب غامضة والأطراف الساعية لإذابة الجليد عاجزة والموضوع بهذا الشكل يطرح مزيدا من الشك ومزيدا من التأويلات والتهم والقراءات المختلفة والمختلطة ، وفي جميع الأحوال فرئيس الفريق بتجربته قادر على الإمساك بخيوط المشكل والتصدي للأطراف الخارجية والأخرى المتصارعة والإشاعات وإيجاد الحلول الإنسانية في ملعب رياضي يمثل فيه دور الرئيس . التصريح الجواب على تساؤل الحارس محمد ترفاس حول سبب إبعاده يبقى عند رئيس الفريق وتساؤلنا نتمنى ألا يخرج عن سياقه وإطاره الإنساني أو التأديبي المؤقت المبني على سوء تفاهم معين كما أن تساؤلنا لا ينبغي وضعه إلا في إطار فهم واستمرار ثقافة الاعتراف كما ننتظر من وسائل الإعلام الرياضية الوطنية في إطار الاهتمام بإقليم خنيفرة أن تخرج عن صمتها وتهتم أكثر بالجوانب الثقافية والإنسانية بشكل عام في هذا الإقليم المهمش، وهذا هو الأهم .