أعلن المكتب المسير لفريق شباب أطلس خنيفرة لكرة القدم عن إدانته لما وصفه ب «السلوكيات المشينة واللاتربوية لبعض العناصر، التي عملت المستحيل من أجل عرقلة مسيرة الفريق، واعتادت على إثارة الفتنة والقلاقل بالمدرجات والتحريض على الفريق ومسيريه». كما قرر رفع دعوى قضائية للوقوف على ملابسات الأحداث الأخيرة وعناصرها الحقيقية ومحركيها من خلف الستار، ويعني بها الأحداث التي تخللت مباراة الفريق الخنيفري ضد الرشاد البرنوصي، برسم إقصائيات كأس العرش. فريق شباب أطلس خنيفرة لكرة القدم ربما كان متوقعا أن يفتح عليه نجاحه سموم بعض أعدائه، سيما من تمكنوا من استعمال بعض المحسوبين على جمهور الفريق. وكان واضحا أن ينكشف الأمر من خلال ما وقع يوم الأحد تاسع يونيو 2013، عقب المباراة التي استقبل فيها شباب أطلس خنيفرة الرشاد البرنوصي، وانتصر فيها الفريق المضيف بثلاث إصابات، أهلته للدور سدس عشر نهاية كأس العرش. الانتصار الذي وسَّع دائرة فرحة الفريق بصعوده إلى مجموعة القسم الوطني الثاني، وأفشل شائعات «تجار الشكوك»، الذين روجوا أن الفريق «اشترى» بطاقة صعوده. المكتب المسير لشباب أطلس خنيفرة لم يتخلف عن رد فعله القوي تجاه ما جرى، حيث أصدر بيانا شديد اللهجة، استعرض من خلاله سيناريو سقوط مجموعة من الشبان في يد عناصر تأجج حقدها الشديد على الفريق، بسبب ما حققه من إنجازات. وفوجئ الجميع برفع لافتات على مدرجات الملعب، وهي تستهدف أربعة أعضاء بالمكتب المسير بشكل استفزازي وغير بريء، وعلى ضوئها اجتمع المكتب المسير على عجل لاتخاذ تدابير وقائية لحماية فريقه وحفظ كرامة أعضائه. واستمع لأشخاص شاركوا في «فتنة المدرجات»، وكشفوا عن الجهة التي تقف وراء تجنيدها في كل مرة. وارتباطا بالموضوع، دعا المكتب المسير مختلف جمعيات محبي الفريق والألترات المساندة له، إلى الإسراع بإدانة المتورطين وراء السلوكيات اللارياضية، التي تسيء للفريق ولمسيرته. وشدد على اتخاذ كافة التدابير القانونية والإدارية الزجرية في حق أي مشتبه به أو منخرط ثبت تورطه في المؤامرات المشينة والمسيئة لكرة القدم، ولم يتخلف المكتب المسير عن مباشرة تنفيذ قراراته على أرض الواقع دونما تفاصيل أو توضيحات كافية. نداء المكتب المسير حمل جمعيات محبي الفريق على الانخراط في «حملة الإدانة»، ومن هذه الجمعيات «جمعية حمراء بيضاء لأنصار ومشجعي نادي شباب أطلس خنيفرة لكرة القدم»، التي أدانت ما حصل بشدة، وعبرت عن «شجبها القوي لهذا السلوك الذي يتنافى ومبادئ الرياضة، ويفسد أجواء الفرحة داخل الملعب ويسيء لأشخاص ساهموا بدورهم وجهودهم في نجاح النادي وعودته إلى أقسام الصفوة»، داعية إلى احترام النادي وتاريخه المشرف وملعبه البلدي كفضاء للممارسة الرياضية والتأطير والتكوين والفرجة لا فضاء لتصريف الصراعات وتصفية الحسابات. أما «جمعية أنصار ومحبي شباب أطلس خنيفرة» فلم تتخلف بدورها عن إدانة واستنكار «العمل اللامعقول»، الذي قامت به بعض العناصر وصفتها الجمعية ب «المرتزقة» و«المتهورين» و«المستبدين»، والتي لا هدف لها، تضيف الجمعية، سوى نشر البلبلة وتشتيت صفوف جماهير الفريق ونسف جهوده، في حين عبرت مصادر متطابقة من الجماهير الرياضية عن تثمينها لما حققه الفريق بجميع مكوناته، وتمكنه من العودة إلى مكانته الطبيعية. وكان «شغب» بعض المشجعين قد دفع، في وقت سابق، برئيس نادي شباب أطلس خنيفرة لكرة القدم إلى تقديم استقالته، احتجاجا على ما وصفه ب «سلوك بعض المشجعين الذين وجهوا إليه الشتائم والحركات اللاأخلاقية»، أثناء وبعد أطوار مباراة ديربي الأطلس المتوسط، الذي جمع بين الفريق المحلي ونادي شباب مريرت، يوم السبت 15 دجنبر الماضي، قبل أن يتمكن العديد من المشجعين والمحبين من دفع الرئيس إلى التراجع عنها. شباب أطلس خنيفرة عرف كيف يتحدى الزوابع والاهتزازات، ويظل واضعا نصب عينيه ضرورة الوصول إلى الضفة الأخرى، باعتباره الفريق الذي يجر وراءه منذ الأربعينيات تاريخا طويلا لا يستحق الموقع الذي هو فيه ولا «المؤامرات»، التي تحاك ضد رصيده وقدمائه. وكان طبيعيا أن تخرج حشود الجماهير الخنيفيرية، برجالها ونسائها وشبابها، لاستقبال فريقها عقب تجاوزه الامتحان بنجاح وعودته للقسم الوطني الثاني، وهو في طريقه لمدينة خنيفرة استقبلته جماهير مريرت بالورود والهتافات الترحيبية، ما أثار تنويه الملاحظين، ذلك بعد أن كانت مريرت «خطا أحمر» في حياة الفريق الخنيفري، الذي نال منها الكثير من المعاملات السيئة، ليأتي ترحابها المفاجئ عربونا على صفاء التسامح والجوار والفرح الإقليمي المشترك. السلطات الإقليمية بخنيفرة، بدورها، نظمت حفل استقبال خاص على شرف الفريق ومكتبه المسير وجمهوره الوفي، حيث تناوب المنظمون على كلمات الترحيب، بمن فيهم عامل الاقليم ورئيسا المجلسين الإقليمي والبلدي، ثم رئيس الفريق الذي استعرض دفتر تحملاته ورهاناته، التي رمى بها في مرمى المسؤولين علهم يدركون جسامة انتظارات الفريق، كما استعرض منجزاته المتمثلة في البنى التحتية واللوجيستيكية والبشرية، وتعشيب الملعب وتقوية المدرجات وإصلاح المستودعات، واقتناء الحافلة والتجهيزات الضرورية، والسهر على مدرسة تكوين الناشئين (240 طفلا) بعشرة مدربين تم تعيينهم. ولم يمر الحفل دون توزيع ميداليات وجوائز على مختلف الأشخاص والمسؤولين الذين قدموا خدمات للفريق، لتتوج احتفالات العاصمة الزيانية بحفل فني كبير.