صدق أو لا تصدق، الجماعة القروية أكلمام بإقليم خنيفرة، التي كانت حتى وقت قريب تعد من أغنى جماعات المملكة, باتت على شفا حفرة من إشهار إفلاسها, و رئيس يضطر إلى "الاستيلاء" على وديعة من المندوبية السامية للمقاومة لتأدية لأجور الموظفين. حيث كشفت مصادر مطلعة أن رئيس الجماعة, تصرف في مبلغ مالي قيمته ستين ألف درهم, وضعته المندوبية السامية للمقاومة و أعضاء جيش التحرير تحت رهن إشارة الجماعة, كمساهمة من المندوبية لإنشاء نصب تذكاري, يؤرخ للزيارة التين قام بها الملك محمد الخامس للمنطقة غداة الاستقلال, و كذا خطاب أجدير، في أكتوبر 2001, الذي تم الإعلان خلاله عن إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. اتهامات لم ينكرها حسن علاوي رئيس الجماعة القروية لأكلمام, الذي اعترف في حديث "للأحداث المغربية" بأن المجلس تَصرَّف فعلا في الغلاف المالي الذي وضعته المندوبية السامية للمقاومة رهن إشارة الجماعة لإنشاء النصب التذكاري, في إطار شراكة ثلاثية بين المجلس الإقليمي و الجماعة القروية و المندوبية. مضيفا أنه و في الذكرى الأولى لخطاب أجدير جرى تداول مقترح بإنشاء معلمة تخلد للحدث, تم على إثره الاتفاق بين الأطراف الثلاثة على تنفيذ المشروع في أقرب مناسبة. توصلت الجماعة, بموجبه و باعتبارها صاحب المشروع آنذاك, بتحويل بقيمة ستين ألف درهم من المندوبية. لكن الأطراف الثلاثة ستفاجأ بعدها, يضيف المتحدث, بتماطل العمالة و عدم تحمسها لإنشاء نصب تذكاري بهضبة أجدير. فيما ظل الغلاف المالي الذي ساهمت به المندوبية في حوزة الجماعة. قبل أن يعود مشروع إنجاز النصب,مؤخرا, ليرى النور من جديد و يتحمس له العامل الحالي لإقليم خنيفرة. ليجد الجماعة نفسه في موقف حرج بسبب صرفه مبلغ الستة ملايين لتأدية أجور الموظفين بسبب الأزمة المالية التي تخنق الجماعة القروية.قبل أن يتدخل المجلس الإقليمي و يحل محل الجماعة كمساهم في إنجاز النصب, وينقذ رئيسها من مأزق كاد أن يودي به إلى قاعات المحاكم. حيث أكدت مصادر "الأحداث المغربية" أن ملف الاستيلاء على أموال المندوبية كان في طريقه للقضاء لولا تدخل جهات نافذة أقنعت مسؤولي المندوبية بالعدول عن تقديم شكاية ضد رئيس الجماعة. هذا و من شأن أن يزيد من الضغط على المجلس الجماعي عموما و رئيسها خصوصا, الذي يلقى تسييره للجماعة الكثير من الانتقاد و صل حد تنظيم وقفات احتجاجات أمام مقر القيادة التي تحتضن مؤقتا مقر الجماعة, للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الوضعية الكارثية التي وصلت إليها الجماعة الغنية بمواردها الغابوية التي وفرت للجماعة على مر السنوات مداخيل مالية ضخمة لم تنعكس على المنطقة التي تعرف خصاصا و هشاشة على مستوى بنياتها التحتية.