إنه لمن المعتاد، وبعد أي اغتيال سياسي أن يهرول الجميع بكل أطيافه نحو لغة التنديد بالجريمة وحتى من كانت له اليد في الفعلة من بعيد أو قريب، إلى درجة أنه لا يمكن إتهام ولو الوسيلة التي نُفذت بها العملية، ولهذا لا بد من البحث على لغة أخرى للتعبير عن المؤازرة والتضامن مع العائلة الصغيرة والكبيرة للضحية، حتى يميز المتلقي للخبر على الأقل بين المندد الحقيقي وغير الحقيقي بالجريمة، لتصير لغة "هنيئا لكم أيها القتلة" هي اللغة التي ستراود كل الجبناء الذين يستبيحون دم الأحرار، من أمثال فوذة وأيت الجيد إلى بلعيد ثم براهمي، واللائحة طويلة. "هنيئا لكم" لأنكم قتلتم الناس ولم تقتلوا فيهم فكرهم،"هنيئا لكم" لأنكم سرقتم الثورة ولم تسرقوا التوق إليها، "هنيئا لكم" لأنه بقتلكم لمحمد براهمي قتلتم ما تبقى فينا من الخوف، " هنيئا لكم" يا أعداء الانسان والحيوان والطبيعة والبيئة ويا من تتخذون من التأسلم عقيدة وشريعة وسنة لتعلنوا الجهاد ضد كل الأحرار الذين يعرفون حقيقة عقيدتكم ومنهجكم، فهنيئا لكم أيها القتلة المجرمون وهنيئا لمؤيديكم "المنددين"، وستبقى الدماء حبركم الوحيد لتكتبوا به تاريخا تحاسبكم عليه الإنسانية جمعاء.