تفتق جبروت الاستعلاء والعنف لزعماء آل صهيون والبيت الأسود، فكرسوا أسلحتهم المتطورة للاعتداء على حقوق البشر، ولم يكتفوا الفتك بالأبرياء العزّل، بل وما تزال أدواتهم الأفضل تتمثّل بالقتل في بكل بلد يحلون بها وبالاً وكارثة، وعقاباً جماعياً. حاصروا ثم سمموا الرئيس ياسر عرفات، وبالأداة ذاتها عاقبوا الشعب الفلسطيني، وللأسباب نفسها يرفضون الاعتراف بحق العودة والقدس، ولم تتوقف شرورههم، وضمروا نواياهم الدنيئة بالنيل من عرفات ومن شعب شُرّد واُحتلت أرضه من عصابات همجية لا تعترف بحقوق الغير. وقد اغتالوا الرئيس رفيق الحريري وأحرقوا الأرض تحته تخلصاً منه، لأنه قبل بمشروع الانسحاب السوري "وهذا مطلب لهم" لكنه رفض تجريد حزب الله من السلاح، قتلوه.. ولكن من جاء بعده وورثه خنع واستسلم، وتسبب في معاقبة الشعب اللبناني عقاباً جماعياً بسياسة الأرض المحروقة وبأداة الجريمة نفسها. وليس أخيراً فالجريمة لن تتوقف، والمجرم لن يكف عن ممارسة هواية القتل، قاموا بتنفيذ حكم الإعدام بآخر رئيس شرعي للعراق صدام حسين، وأعدموا العراق الموحد ببث السم الطائفي المستورد،الذي لم يخفي الحقد رغم السنوات الطويلة من تحقيق الانتصار، وحماية بوابة المشرق العربي. وقف آخر الزعماء العروبيين شامخاً حتى اللحظة الأخيرة يرفض الالتماس من محكمة الذل والخنوع، رغم علمه قبل بدء الفصول الهزلية لمحكمة خرقاء بما ستنتهي إليه، ويكفيه فخراً أن المأجورين القتلة يشهدون رباطة جأشه حتى الرمق الأخير، والكل يشهد أن ما بُني على باطل فهو باطل. فماذا يمكن أن يحقق لهم إعدامه سوى رسالة إهانة لشعوب الوطن العربي في مواسم الفرح، لتنقلب إلى مواسم حداد وأحزان، وفضيحة تكشف خنوع حكومة الاحتلال، بأن لا سيادة ولا دستور عراقي، ولا مصالحة في ظل استباحة العراق؟. وبرغم تهمة الديكتاتورية التي رموه بها، والتي تمارسها حكومة الشقاق والنفاق الآن بأبشع صورة، إلا أنه لم يسقط في مستنقع الخيانة، وبقي وفياً لأمته، حاملاً هم الشعب الفلسطيني والعراقي على حد سواء، كقائد يحمل مسؤولياته الوطنية والقومية، وليس كالجبناء الذين تحركهم قوى الاحتلال كالدمى. تلك هي لغة الكره والحقد يوثقونها وبرعاية الشرعية الدولية، ليسطوا على أوطان وحقوق الغير.تلك هي سنّة آل صهيون، وهذا هو منطق شريعة الغاب، أفرحت وأثلجت صدور الجاهليين الذين هللوا له ورفعوا صوره وراياته عندما انتصر على إيران، ثم انقلبوا عليه بالغدر والثأر من قوة عربية. لهذا نكرهكم أيها الغاصبون الأمريكيون والصهاينة، لأنكم ضعفاء عبيد الدولار والنفط، ولأن شعوبكم تحمل جينات القتلة المجرمين الذين احتلوا القارة المكتشفة وتطهروها من سكانها الأصليين بالقضاء عليهم، ليقيموا إمبراطورية الخبث والخبائث، وجنودكم اغتصبوا نساءنا وأسروا أطفالنا وشيوخنا، فكلكم عملة قذرة واحدة. وكذلك الصهاينة الذين فقدوا صوابهم نتيجة الهزيمة التي أُلحقت بجيشهم في الجنوب اللبناني والجنوب الفلسطيني رغم استخدامهم الأسلحة المحرمة، ولم تقف شهوة القتل عند حد وسقف. إن كان هناك حاجة إلى محكمة عدل دولية كما يقولون ويطالبون، فالأولى أن يقدموا للمحاكمة قرنا الشيطان الصهيوني أولمرت والجزار بوش، المسؤولين المباشرين عن القتل والتدمير وانتهاك مشاعر وشعائر وأراضي العرب والمسلمين كي تدين جرائمهم ضد الإنسانية واحتلالهم حقوق الغير والتنكيل بالبشر، الأمر الذي لا يقره شرع دنيوي ولا دين سماوي. فهل من أجل رفاهية شعوبهم يقترفون القتل المتعمد بدم بارد ويمارسون الظلم على الشعوب الأخرى، أم أن هذا الذي يجري ينتمي إلى مدنيّة رعاة البقر، حاملين العرق الدساس من جينات مجرمي أوربا. الملايين يكرهونكم أيها القتلة، وأنتم من زرعتم بفعالكم بذور الحقد فينا، وأنتم من جعلتم الصراع قائماً دون توقف حتى النهاية ولا أنصاف حلول، وأنتم أصل العنف ورعاته، وأنتم مؤسسي الحقد وأنتم بناته، وسيأتي يوم تشربون من ذات الكأس المرّة. نحن على يقين بأننا سننتصر لأننا أصحاب حق وأصحاب قضية شريفة ولا نطمع بخيرات الغير، ولا نلغي هوية وثقافات الشعوب، ونحن على يقين بأنكم ستقفون ذات يوم في قفص الحساب، وسنحاسبكم على كل الجرائم التي ارتكبتموها بحق الشعوب الآمنة، وبحق الإنسانية البريئة منكم، وللعدالة الإلهية بشارون القاتل عبرة لكل من تظلم وتجبّر. فهل يمكن أن تلد الفوضى غير الدمار والعداء والكراهية؟. حركة القوميين العرب