جئتم كالجبناء تحملون الموت وسط مراكشالمدينة الحمراء، قتلتم الحياة وارقتم دماء العزل الأبرياء، وقطعتم الأجساد اشلاء، وأغضبتم الصبية والطير والحمام وكل عشاق ساحة جامع لفنا ملتقى الشعوب المتحدة، ورجعتم فارين إلى قبوركم السرية، مزودين بالخوف من كل ما هو جميل في ارضنا، من الحب، من الحياة، من السلام، من الحرية، من الورود التي نبتت حياء من ضحاياكم، ومن الشموع التي أضاءت سماء مراكش فرحا بارواح الشهداء. عربدت قنابلكم بمقهى اركانة، وشربتم من الدم حتى درجة السكر والثمالة، ولوثت جريمتكم اياديكم كماضيكم وجهالتكم، وسقطت خرافاتكم وعقيدتكم، وكُشفت عورتكم وعُقَدكم، وعرفنا أنكم السرطان الذي ينذر بالشر وينتهي بالقبور ارحلوا عنا وعن حاضرنا وعن عصرنا وعن مشهد ايامنا، اتركوا لنا وطننا ومستقبلنا، فأديم هذا المغرب من بشرتنا، وبشرتنا كالحرير النعيم، فلا تدنسوا أرضنا بالرصاص والحديد ونار الثأر والقتل من قريب أو من بعيد. أرحلوا عنا أيها القتلة، اتركونا وابناءنا وامهاتنا ومدارسنا ومقاهينا ومطاعمنا وساحاتنا ومساجدنا، فخنافيش الليل أمثالكم لن تحجب القمر عن سمائنا ولا الشمس عن نهارنا ولا البسمة من ثغورنا، وزنادقة اليأس والإرهاب لن توجعنا طلقاتهم وحماقاتهم. بالامس ضربتم بالدار البيضاء، واليوم بمراكش، فجرائمكم لن تفنينا، ولن ترقصوا في جنائزنا، لأن ضحاياكم ورود بقلوبنا و صدورنا، والأبرياء أغصان من جنة الخلد تضللنا، وامهاتنا لن تصاب بالعقم فهن زرعن الروح فينا، فبئس مسعاكم. ارحلوا عنا ايها القتلة، فلستم منا ولا من ماضينا ولا من ذاكرتنا، فلكم دينكم ولنا اسلامنا وسلامتنا وصلواتنا، أنتم أسرى عماكم وطيشكم، فلن تنالوا منا شيئا، لن تنالوا حتى الصفر. لكم مشايخكم وأصنامكم والشياطين من خدامكم والتسابيح ملتوية على اعناقكم، ولنا شبابنا يفيض أملا ويحمل ياسمينا وبنفسجا، وينشد حب المغرب وسلامته وسط مسيرات التغيير والتحديث والتضامن والفرحة بالنصر الحضاري المتمدن القريب، مسيرات في ساحات المدن والقرى نقية بريئة من نعرات الأفغان والقاعدة. سجلوا ايها القتلة المتأسلمون أننا نحب المغرب، نريد الحياة وواحات النخيل، واسوار مراكش والأطلس الكبير، فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة. كما يعلمنا الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش.