ربما هذا هو السؤال الذي باتت الولاياتالمتحدةالأمريكية تريد أن تعلنه للزعماء الإسلاميين من خلال مفاوضتها معهم ، فحكومة الأمريكان دخلت في الآونة الأخيرة في مفاوضات مع الزعماء الإسلاميين قصد فتح صفحة جديدة وطي صفحة الماضي ، لكن السياسة الأمريكية مختلفة تماما مع ما نشاهده اليوم، لم تكن هذه الدولة يوما تسعى لصالح الغير،فكلما قدمت خدمة فأعلم أنها ستأخذ مقابله مضاعفا. فالدبلوماسيين الأمريكيين خاضوا هذه التجربة وسافرو عبر البلدان الإسلامية يبحثون عن شخصية جديدة لتلعب الدور المفقود في المسرحية الإرهابية،لكن الأساس من هذه اللعبة لم يكن يوما دفاعا عن الإنسانية أكثر منه من تشويه صورة المسلمين وشن حرب ضروس على الإسلام.ويعتبر الدبلوماسي توم غريغوري من بين الدبلوماسيين الأمريكيين الذين يشغلون منصب البحث عن الشخصية المفقودة،وزيارته للسيد الفزازي بمدينة طنجة لم تكن مصادفة،أكثر ما كانت زيارة مقصودة ومخطط لها قصد تفعيل الإستراتيجية الجديدة التي تروم إلى فتح صفحة جديدة مع الإسلاميين بالمغرب، خاصة و أن المغرب يعرف حراكا سياسيا ودينيا غير مسبوق. و الحكومة الأمريكية تريد على رأس كل دولة إسلامية زعيما إسلاميا يقوم بمهمة تسيير شؤون الحركات الإسلامية لصالح الحكومة الأمريكية. إن الحركات الإسلامية اليوم بالمغرب تعرف حراكا واسعا و متعددا،وتعدد هذه الألوان بات يخيف كل من الحكومة المغربية و الأمريكية، وتدخل الأخيرة في الشؤون الداخلية لم يكن سوى تطبيق لمقتضيات الاتفاقية العالمية لمحاربة الإرهاب ( الإسلام ). فادا أرادت الولاياتالمتحدةالأمريكية تنظيم شؤون الحركات الإسلامية في البلدان العربية ، فلماذا لم تقم بإرسال رجال دين يحكمهم مبدأ الحوار وتلاحم الحضارات، عوض إرسال رجال سياسة و مخابرات؟ ربما لأن الساحة السياسية اليوم فارغة ولأن الربيع العربي قلب كل التوازنات السياسية و التشكيلات المخابراتية ،أرادت الحكومة الخفية إرجاع المياه إلى نصابها من خلال البحث المكثف عن الرجل المناسب لهذه المهمة.