تعيش مدينة تحناوت، منذ سنوات، أزمة جودة ماء مستفحلة. فقد عبر العديد من ساكنة المدينة، في تصريحات متطابقة ل"أخبار يلادي" عن رداءة جودة الماء وملوحة طعمه وتغير لونه وانقطاعاته المتكررة دون سابق إشعار، خصوصا في فترة الصيف، مستغربين عدم تحرك السلطات من أجل إيجاد حل لهذا المشكل الذي طال أمده. مدينة تحناوت، التابعة لإقليم الحوز، الواقعة على بعد 30 كلم من مراكش، والتي تفوق ساكنتها 30 ألف نسمة، يتم تزويدها عن طريق المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، انطلاقا من ثقبين لآبار تم حفرهما بمركز تحناوت، و"هو ما يرجح فرضية وجود طبقة صخرية غنية بالأملاح، ولربما بعض المعادن الثقيلة ذات الآثر الخطير على الصحة العمومية، مما يستدعي إجراء تحاليل خاصة من طرف مكاتب الخبرة لإبراز التركيز المحتمل للمواد الخطيرة المحتملة عوض الاكتفاء بتحاليل ميكروبية روتينية لا تظهر خطورة رداءة الماء"، يشدد مصدر علمي من جامعة القاضي عياض بمراكش. إلى ذلك أكدت شهادات الساكنة ل"أخبار بلادي" أن أغلب ساكنة المدينة، رغم ربطها بشبكة الماء، إلى أنها لا تستعمله إلا لأغراض التنظيف، في حين تلجأ مضطرة إلى جلب الماء الشروب من أماكن بعيدة عن المدينة، تصل في بعض الأحيان إلى عشرات الكيلومترات؛ حيث توجد آبار وعيون طبيعية وأودية كأوريكا وامليل وغيرها، وهو "ما يشكل عناء مستديما لساكنة المدينة وإرهاقا طال أمده، بل وسبة للمسؤولين؛ حيث تضطر ساكنة مركز حضري إلى القيام برحلات ذهاب وإياب لجلب الماء في ما يشبه معاناة ساكنة المناطق غير المزودة بالماء في القرى والمداشر"، تضيف إفادات الساكنة. هذا الوضع يصفه مصدر حقوقي بمراكش ب"سياسة التعطيش الممنهجة في حق ساكنة تؤدي ضرائب وواجبات الربط بالشبكة، مشددا على أن الساكنة "الميسورة نسبيا" تلجأ لاقتناء المياه المعدنية، وهو ما شكل ويشكل عبئا على قدرتها الشرائية، بل إن هذا الأمر جعل العديد من الأسر لا تفكر في الاستقرار بالمدينة، خصوصا الموظفين، بل إن العديد منهم يغادرون المدينة عند أول فرصة متاحة لهذا السبب بالضبط". المصدر ذاته استغرب من تماطل الجهات المسؤولة في إيجاد حل لهذا المشكل. وزاد: " كيف يعقل أن مدينة توجد في قلب جبال الأطلس الكبير، الغنية بمياهها الطبيعية العذبة، لم تجد مخرجا بحفر آبار في أماكن أخرى غير الحالية التي تنتج المياه الغير المستساغة، أو بجلبه من أماكن قريبة بعد إخضاعه للمعالجة في محطة خاصة؟".