إن القراءة التاريخية لهذا المثل الشعبي تعود إلى سقوط صومعة بالمغرب،أتت على العديد من الشهداء ،لكن المسؤولية لم تلصق بالتقنيين والبنائين والمسؤولين،بل تم تنفيذ عقوبة الشنق في حق حلاق بئيس بجوار المسجد،وهكذا صارت تضرب الأمثال في المغرب والجزائر المشتركان في الهوية والتاريخ والعادات والتقاليد حول بعض الوقائع المثيرة للإستغراب،كناية عن غرابة الفاعل بالفعل ورد الفعل.... للشعب الجزائري الطيب قدر طويل مع هذا المثل العميق الدلالات والإيحاءات،ويكفي أن نضرب مثلا حول قصة احتلاله ...في سنة1830رفع الداي العثماني حاكم الجزائر مروحييته لدفع الحر عن وجهه فإذا به يلامس رأس القنصل الفرنسي بجانبه، فحركت فرنسا أساطيلها وجيوشها عن سبق إصرار وترصد لاحتلال الجزائر وبالتالي تدمير بنيتها التحتية وطمس حضارتها الاسلامية وتشريد شعبها ،وربما كانت هذه الحادثة المؤلمة هي من ألهم بقايا أفول الاستعمار الفرنسي بالجزائر لصياغة وقائع تاريخية،لعزل الشعب عن محيطه الجغرافي وتشتيت الشمل المبني على أواصر الدم والمصاهرة. كثيرة هي ردود الأفعال الغريبة من الأنظمة الجزائرية المتشابهة.. ففي سنة1975 قام المغرب بتنظيم المسيرة الخضراء لاستكمال وحدته الترابية،فردت الجزائر بقسوة وكيد كبير حيث أمر الهواري بومدين بتشريد المغاربة البؤساء ومصادرة أملاكهم وطردهم إلى ما وراء الحدود في حدث مؤلم لا زالت الأجيال الحالية تعاني من تبعاته المؤلمة. هذه الأيام الأخيرة ومع انفراج في العلاقات الثنائية بين البلدين على أعلى مستوى،والحديث من الجانبين عن فتح الحدود ، عاش الشعبين حالة من الترقب المستمر بل منهم من وضع برنامجه الصيفي بقضاء عطلته في الجانب الآخر،خاصة بعد زيارة الرئيس الجزائري لمدينة تلمسان غرب الجزائر عاصمة الثقافة الإسلامية ل 2011 وتأكيده على دنو أجل فك الحصار وفتح الأبواب الموصدة منذ 1994، لكن الأمر لم يكن في مجمله إلا استثمارا سياسيا وتسويفا آخر ومحاولة لامتصاص غضب الشارع الجزائري، إذ شنق الحلاق مجددا على طريقة نظام العسكر المعروفة وذلك بتصريحات سخيفة من وزير الدولة الجزائري السيد أحمد أويحيى مفادها أن اللوبي المغربي ينشط في الولاياتالمتحدةالأمريكية في ما يضر بمصلحة الجزائر..وأن قضية إرسال المرتزقة الجزائريين إلى ليبيا هي من وحي المغاربة ..و كأنهم يتحكمون في رويترز والجزيرة ووكالات الأنباء الفرنسية والألمانية وكل المحطات الإخبارية العالمية؟؟؟؟؟؟ لكن للشارع بطبيعة الحال رؤية واقعية ،الإستقبال الرسمي والإحتضان الشعبي المغربي للجزائريين بمدينة مراكش، وانسجام وتآلف الإخوة قلبا وقالبا في الديربي المغاربي هو خير رد فعل على الإستبلاد والخطابات الفوقية التي ما لبث الساسة الجزائريون تسويقها إعلاميا ليستهلكها الشعب المهضومة حقوقه،ولكم كانت فرحتنا عارمة نحن جيران الجزائر شرق المملكة المغربية ونحن نرى تداول وسائل الإعلام لمشروع جماهيري كبير على غرار كل الثورات الإصلاحية والراديكالية التي تعرفها المنطقة العربية،هذا المشروع هو مبادرة من المناضل والمجاهد جمال الدين حبيبي يهدف من خلاله إلى إسماع صوت الشعب الجزائري بنصب خيمة المغرب العربي إلى غاية فتح الحدود ، فقد جاء في مقاله التوضيحي حول هذه المبادرة الشعبية التي سيشترك فيها الجميع إلا بوتفليقة وزبانيته وبلطجيته بطبيعة الحال.......((أتمنى من كل شبابنا المغاربي، أن يفتح صفحاته على شبكات التواصل الإجتماعي على الأنترنيت، للترويج لمبادرة "الخيمة المغاربية"، التي ستُؤسّس لفضاء مغاربي جديد، تنمحي فيه كل الخلافات، وتتعزّز فيه مبادئ الوحدة بين شعوبنا، لأننا سئمنا وكرهنا بل و "هرمنا"، من تصريحات من وضعوا أنفسهم أوصياء علينا، وهمّهم الأول والأخير، توسيع هوة الفُرقة بين شُعوبنا، خدمة لجهات لا ربح لها إلا في فُرقتنا وتشتُّتنا، فلنهُبّ جميعا لنصب "خيمة المغرب العربي"، ولنُحقق الوحدة ولو تحت سقف خيمة، وذلك أضعف الإيمان)) وقد دعا جميع الجماهير الجزائرية والمغربية التي حجت إلى مدينة مراكش لاغتنام فرصة هذا العرس الكروي لتوجيه رسالة إلى الحكام لفتح الحدود بشكل دائم. نعم كانت سعادتنا بهذه المبادرة أكثر بكثير من سعادتنا بالفوز برباعية لأن هذه فقط مباراة في كرة القدم والهدف منها هو. التضامن وليس الإختلاف لأن ذلك أسمى المقاصد التي تهدف إليها الرياضة بشكل عام، فقد ولى زمن تمويه الصراع الذي رصدت له بعض الدول العربية أرصدة مالية ضخمة وتهويل وشحن إعلامي كبير للتفرقة بين الشعوب، كما حدث في النظام المصري السابق والنظام الرسمي الجزائري في واقعة أم درمان السودانية المخجلة...والحمد لله أن الشعب قد استفاق من سباته وإلا لكانت الجزائر قد دعت لحالة طوارئ واستنفار أمني وإعلامي ودبلوماسي وضغط في أروقة الأممالمتحدة لشنق الحلاقين وإعدام الحلايقية الذين ساهموا بفرجتهم في تأثيث هذه النتيجة..... مراكش تعيش دائما على صناعة الأحداث المغاربية ففيها كان المؤتمر التأسيسي لاتحاد المغرب العربي سنة 1989 ،وبسببها تم غلق الحدود بين المغرب والجزائر على إثر الهجوم على فندق أطلس إيسني سنة 1994، وها هي اليوم مدينة البهجة تقدم اليوم للإخوة المغرب النموذجي ، ببنيته التحتية ومعالمه الرياضية و تريد تخليص الشعوب نهائيا من التفرقة السياسية بالخيمة المغاربية الجماهيرية ،دائما في إطار الربيع العربي بحراكه الشعبي الواسع......