نظم الأسبوع الأخير بمدينة الرباط، المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، مناظرة مهمة اختار لها موضوع تدبير التعددية والتنوع في وسائل الإعلام. المناسبة كانت هي مرور سنة على انطلاق بث القناة الأمازيغية . موضوع المناظرة التي ساهم في تأطيرها باحثون مختصون بالإضافة إلى عميد المعهد ومدير القناة الأمازيغية، يعتبر جديدا على النقاش الإعلامي بالمغرب، بالنظر إلى كون أن هذا الأخير لازال لم يراوح بعد تلك الدائرة الضيقة التي حصر نفسه فيها منذ سنوات، حيث تكاد نقاشاتنا الإعلامية لا تتجاوز موضوعات أصبحت مستهلكة بفعل تكرار تناولها بالنقاش دون الحسم فيها وهذا ما تؤكده جلسات الحوار الوطني حول الإعلام"الإستقلالية،الدعم،الفرق بين الإعلام العمومي والرسمي،مساحة الحرية، الخطوط الحمراء..." إلى غير ذلك من الموضوعات التي لا نقلل من أهميتها. موضوع تدبير التنوع والتعدد في وسائل الإعلام، حفزني على استعادة طرح إشكالية إعلامية كنت قد تناولتها في مناسبات سابقة من خلال مقالات صحفية وأثناء انعقاد ندوات إعلامية، من غير أن ألاحظ ما يشير إلى استدراك القيمين على تدبير شأننا الإعلامي الرسمي الذين بيدهم الحل والعقد لخطيئتهم، حتى لا أقول خطئهم . الإشكالية الملمح إليها ، تتعلق بغياب المغاربة من ذوي البشرة السوداء في شاشاتنا التلفزيونية، بحيث نكاد نكون الدولة الوحيدة في جغرافيتنا العربية الذين تغيب البشرة السوداء في إعلامه البصري. وهو غياب مرتبط بالنظرة الدونية، لكي لا نقول العنصرية، التي تتحكم في عقلية المسؤولين على قنواتنا التلفزيونية. فما المبرر وراء هذا الغياب؟ حاولنا عبثا، إيجاد مبرر مقنع لذلك، فلم نجده. فمعاهد التكوين الصحفي قامت على مدى سنوات بتكوين العشرات من الصحفيين والإعلاميين من ذوي البشرة السوداء، من غير أن يتفوقوا في الظفر بمنصب داخل قنواتنا التلفزيونية، على الرغم من علمنا بأن العديد منهم تقدموا للكاستينغ في مناسبات متنوعة بالقناتين الأولى والثانية وباقي القنوات المتخصصة بالقطب العمومي، لكن النظرة الدونية التي أشرنا إليها أعلاه كانت لهم دوما بالمرصاد. هذا موضوع يدخل في صلب تدبير التعدد والتنوع في الإعلام وجب التصدي له عاجلا وليس أجلا حتى لا ينعتنا أبنائنا مستقبلا بالعنصريين. وحتى نقيس كم نحن متخلفين على هذا المستوى، يكفينا التنقل بين القنوات الفضائية العربية والأجنبية ونستعين في ذلك ، بآلة حاسبة لتعداد الرقم المهم من مقدمي النشرات الإخبارية والمنشطين السود، الذين يؤثثون فضاء تلك القنوات من غير أن يجد المشاهد أدنى حرج في ذلك. لون البشرة ومعايير الجمال "العروبية" لم تعد مقياسا لانتقاء الكفاءات التلفزيونية، ما يهم هو المهارة المهنية التي يتوفر عليها هذا المذيع أو تلك.واليوم الذي سنتملى فيه بطلعة مقدم/ة نشرة أو منشط/ة من ذوي البشرة السوداء، سيكون بمثابة حدث تاريخي علينا أن ندخله في قائمة الأعياد الوطنية.