يبدو أن الدولة المغربية لا تحسن، حتى لا نقول تستغل، بعض الإمكانيات المتاحة أمامها للدفاع عن صورة المغرب خارج المملكة وأمام المحافل الدولية، على غرار ما تفعله باقي الدول التي لا تدخر جهدا في تسخير كل ما هو ممكن لتلميع صورتها. مناسبة هذا الكلام ما لاحظناه وأسر لنا به مجموعة من الإعلاميين المغاربة الذين يتولون مسؤوليات إعلامية محورية بواشنطن، سواء بالفضائيات المشرقية العاملة هناك أو بمؤسسات إعلامية تعتمد مراسلين بالعاصمة الأمريكية، ويناهز عددهم الخمسة والعشرين صحفيا من خيرة ما جادت به الساحة الإعلامية المغربية، وهذا مايمثل أكبر تجمع صحفي على الإطلاق بواشنطن بالنسبة للصحفيين العرب. ما يقوم به هؤلاء بمجهودهم الفردي لفائدة قضايا الوطن الأم يكاد لا يصدق، في حين لا يحضون بأدنى اهتمام من طرف البعثة الدبلوماسية المغربية ولا حتى من طرف وزارة الخارجية. وهذا ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول دواعي هذا الإهمال الذي يطال واحدة من الأذرع الإعلامية المعطلة مغربيا. ما قام به بعض هؤلاء الإعلاميين عقب الخطاب الملكي في التاسع من مارس الأخير، مع الكثير من نكران الذات،هو مدعاة للتقدير والإعجاب خاصة إذا علمنا أن البعض منهم توفق في استقطاب كبار أعضاء الكونكريس الأمريكي والمستشارين الإعلاميين بالبيت الأبيض وكذا بعض اللوبيات المؤثرة في صناعة القرار أمريكيا، للتعليق على مضمون الخطاب الملكي عقب مسيرات 20 فبراير، حيث لم يتردد هؤلاء في الإشادة بمضمون المبادرات التي أعلن عنها في ذلك الخطاب وخاصة في الشق المتعلق بتغيير الدستور. هذه التصريحات التي تسابقت على نقلها القنوات التلفزيونية المغربية بكثير من الحرص، حتى ولو لم تكلف نفسها عناء استدراج مثل تلك الأسماء،تناقلتها الصحافة المكتوبة المغربية وهو الأمر الذي لايمكن أن يتحقق في جميع الظروف لولا الحنكة والتقدير الذي يحظى به هؤلاء الإعلاميون، الذين يعتبرون عملهم ذلك بمثابة رد جزء من الدين الذي للمغرب عليهم. وما أغاضنا كثيرا ونحن نتبادل أطراف الحديث معهم بواشنطن، هو علمنا بمقدار اللامبالاة التي يتعامل معهم بها عند زيارة واشنطن من طرف أيا كان من المسؤولين الرسميين المغاربة، الشيء الذي يفوت على المغرب فرصا كثيرة للدفاع عن صورته، في بلد لا تجد إليه العواطف طريقا.مما يحول تلك الطاقات إلى مجرد خلايا إعلامية نائمة.