اختتمت يوم الثلاثاء 15 فبراير الجاري فعاليات موسم بويا عمر الذي يقام كل سنة بتزامن مع عيد المولد النبوي الشريف، في ظل استمرار الأوضاع المأساوية لنزلاء الضريح والمرافق التابعة له، وقد شارك في إحياء هذه التظاهرة التي يتعايش فيها المقدس والمدنس والأسطورة أزيد من 400 فارس تباروا في مشاهد احتفالية توجت بجوائز تقديرية للفرق المشاركة من مختلف مناطق الإقليم وخارجه، ولم يمنع انخفاض درجة الحرارة وخصوصا بعد الزوال وأثناء الليل آلاف الزوار من شد الرحال إلى أشهر ضريح بالمغرب للتبرك أو ممارسة الطقوس الغريبة المتعلقة بالتخلص من السحر والمس والتابعة وغيرها من المعتقدات البالية. المرضى عقليا أو نفسيا من نزلاء بويا عمر الذين يناهز عددهم حوالي الألف نزيل لا يظهر لمعظمهم أثر حيث يتم اعتقالهم بالمنازل والأكواخ المخصصة لهذا الغرض خلال أيام الموسم خوفا على سلامة الزوار حسب ما أفادت به مصادر من عين المكان، فيما القليل من هؤلاء النزلاء يتم تسخيرهم في استجداء المارة بالزقاق المؤدي إلى باب الضريح. ويعرف موسم المحكمة الكبرى للجن رواجا اقتصاديا مهما ، مثلما أن مداخيل صندوق الضريح تحقق أرقاما قياسية مقارنة مع باقي أيام السنة، رغم أن ذلك لا ينعكس إيجابيا على وضعية النزلاء، والوضع الاجتماعي لبعض الحفدة من ذوي الحقوق. المشاهد الاحتفالية للتبوريدة التي تستقطب آلاف المعجبين لا تغطي على واقع معاناة وآلام نزلاء الزنازن التابعة للضريح حيث تتناهى إلى أذن الزائر صرخات وأنين المرضى المكبلين بالسلاسل والأغلال الحديدية في أوضاع تحت بشرية، وبإقامة مجاورة تابعة لجمعية شرفاء حفدة بويا عمر يتم إغلاق الأبواب بإحكام على النزلاء ، تطل من طابقها العلوي وجوه شاحبة تتابع لحظات الفرجة بغير اهتمام. طواف النساء بقبر الولي الصالح بويا عمر، ومشاهد ذبح القرابين ووضع القطع والأوراق النقدية بصندوق الضريح طمعا في البركة تمتزج بطقوس الجذبة وجلسات طرد الجن من أجساد المرضى، في جو أسطوري تفصله سنوات ضوئية عن مغرب الحداثة. لا تخطئ عين الزائر أيضا توافد بائعات الهوى لتنشيط الدعارة الرخيصة في أوكار غالبا ما يتم كراؤها بأسعار قد تفوق ثمن الإقامة في فنادق من صنف أربعة نجوم، وذلك بسبب كثرة الإقبال على المنطقة خلال أيام الموسم. وفي تناقض صارخ مع طقوس الشعوذة التي تؤثث فضاء وجنبات الضريح يتم تنظيم مسابقات في حفظ وتجويد القرآن الكريم على هامش فعاليات الموسم الذي تنظمه جمعية حفدة بويا عمر بتعاون مع الجماعة القروية ، بتكلفة مالية غير معروفة مثلما أن مداخيل وأرباح القائمين على تدبير شؤون الضريح بهذه المناسبة تبقى من الأسرار الغامضة خصوصا وأن المسؤول عن الجمعية المختار بنفائدة وهو نفسه رئيس الجماعة القروية الجوالة رفض الإدلاء بأي توضيح لمراسلي الصحافة في هذا الشأن.