كل الإحتملات كانت متوقعة في مدينة العيون من خلال المهرجان الدولي لروافد أزوان ، المنظم في الأسبوع الماضي. فبين تهديدات انفصالي الداخل بنسف المهرجان، وحوار جريدة الشروق المزعوم والذي نفى الشاب فضيل أن أجراه مع هذه الجريدة، وبين حضوره وعدم حضوره لمدينة العيون لإحياء الحفل وبين رفضه حمل العلم الوطني المغربي. كانت هنا سيناريو واحد .. إذن كل شيء كان محتملا ومتوقعا، لكن الغير المتوقع هو الحضور العددي الكبير لأبناء مدينة العيون لمتابعة فقرات المهرجان. إلى جانب حمل العديد منهم للعلم المغربي وترديد شعارات مساندة للمغرب. لكن يبدو أن هناك من لا يريد أن ترى هذه الصورة للعالم وللمغاربة. وان يعيشوا هؤلاء المواطنون لحظات متعة وفرحة وذوبان مع الغناء والرقص الذي أحياه العديد من الفنانين المغاربة والعرب والأجانب. الشاب فضيل ،الذي تلقى تهديدات مباشرة وغير مباشرة من الإستخبارات الجزائرية قبل حضوره للعيون، والضغط الذي مورس عليه من قبل بعض عناصر سلطتنا لحمله العلم المغربي رغما عنه وهو فوق الخشبة، هي بمثابة سذاجة حقيقية لبعض هذه العناصر. وكأنهم يريدون تحقيق نصر ليس مكانه ولا زمنه يسمحان به . ففضيل أتى للعيون رغم التهديدات من طرف الاستخبارات الجزائرية، و هي صورة كافية على أن الرسالة وصلت وأن كل ما قيل في جريدة الشروق بهتان وكذب وهي شهادة أبانت أن الإعلام الجزائري بهذا الحدث يشبه الإعلام الإسباني الذي نشر وأذاع صورا غير حقيقية لأحداث العيون. وقد خبرني الشاب فضيل بأسرار ونحن في مطار العيون، عن حقيقة الحوار المزعوم الذي نشرته الجريدة المذكورة، كما خبرني كيف هي نفسيته وهو يحضر للمدينة لإحياء الحفل، حقيقة "الله يحسن عوانو" فقد أقحمنا (لا الجزائر ولا المغرب) فنانا في سياسة مجهولة العوالم وتصفية حسابات هو في غنى عنها. لقد لامست عن قرب معاناة الشاب فضيل، وهو يجتاز هذه المحنة من خلال آخر لقاء لي به بفندق "لبرادور" بعد نهاية الحفل، حيث عبر أن نفسيته مهزوزة ، وقد رفض أن يدلي بأي تصريح وهو الذي كان مقررا أن ينظم ندوة صحفية. مباشرة بعد ذلك ، الصحف الجزائرية هاجمت فضيل ونعتته " بالخائن" لأنه غنى بالعيون وأتحف بفنه الجمهور المغربي هناك. واتهمت الاستخبارات المغربية بتوريط الشاب فضيل في هذا الحفل كما ورطت بعض الفنانين الآخرين. . ألهذه الدرجة يريدون تسييس كل خطوة وتخوين كل فنان أتى ليغني بالمغرب.؟ لماذا كل هذا المرض والحقد وتقويض الأحداث الجميلة إلى جهات لا تخدم الشعبين المغربي والجزائري؟. فضيل وخالد وبلال وزهوانية ونصرو وفلة وأمين ومامي فنانون جزائريون وهذه مهنتهم ولقمة عيشهم، ومن حقهم أن يحيوا حفلات في أي أرض وفي أي بلاد، وأيضا في أرض المغرب، وفيها الملايين من محبي هؤلاء .. فأرجوكم ارحمونا من مرضكم ومن حقدكم...