أثار فنان الراي الجزائري فضيل المقيم في فرنسا جدلاً في الأوساط المغربية أثناء غنائه في مهرجان روافد أزون بمدينة العيون، بعد رفضه حمل العلم المغربي من أحد الحضور. وكان أحد الشبان قام أثناء غناء فضيل برفع طفلة تحمل العلم المغربي وتقدم نحوه، إلا أن مدير أعماله بادر باحتضان الطفلة وأخذ العلم منها، فيما تركها تتقدم بدونه وذلك أمام أنظار مسؤولي مدينة العيون من المدنيين والأمنيين والعسكريين وعلى رأسهم خليل الدخيل، الذي عينه العاهل المغربي محمد السادس لتسيير شؤون المدينة. استنكر الجمهورالذي قدرته المصالح الأمنية للعيون، بحوالي 25 ألفا، تصرف مدير أعمال الفنان الجزائري، إلى أن انبرى أحد الشيوخ من مدينة العيون بلباسه الصحراوي الأبيض، وتوجه مباشرة إلى فضيل ليراقصه بالعلم المغربي، في مشهد يشبه مصارعة الثيران على الأسلوب الإسباني. وكلما هم الشيخ بأن يضع العلم على كتفي فضيل تهرب منه بأدب وواصل الغناء، والجمهور يحبس أنفاسه والتعليقات تتعالى بين من يستنكر رفض العلم وبين من يرى أنه ليس من الضروري القيام بالأمر، خاصة وأن الأمر يتعلق بمهرجان للموسيقى وليس بحلبة للصراع السياسي. والتقط المصورون لقطات للموقف وبادر آخرون بالإساءة الشفهية مشددين على ضرورة لبسه للعلم المغربي، بينما تابع المصورون المشهد عبر الكاميرات التي سجلت الموقف بلا هوادة. ينتهي المشهد عقب صراع بين فضيل وبين الشيخ الصحراوي الحامل للراية المغربية، والذي دام دقائق معدودة، بانسحاب الشيخ برايته، وتحية فضيل للجمهور وبعبارات عاش الملك نثرها بين أغانيه. يذكر أن فضيل ارتدى الراية المغربية في المهرجان المتوسطي لمدينة الحسيمة، شمالي المغرب، خلال الصيف الماضي، وخلال مهرجان مدينة الداخلة في الجنوب قبل سنتين. وكانت جريدة “الشروق” الجزائرية نشرت قبل الحفل أن فضيل رفض الغناء في منطقه المحافظات الصحراوية، في الجنوب المغربي، وربطه الأمر بنزاع ملف الصحراء، لكنه نفى الخبر مؤكداً أن حضوره للعيون وارتداءه الزي التقليدي الصحراوي المسمى بالدراعية، يعد رداً صريحاً على ذلك. عادل الزبيري