رفض مغني الراب الجزائري المقيم في فرنسا فوضيل ليلة أمس السبت 25 دجنبر التحاف العلم المغربي في ساحة المشور في مدينة العيون ، كبرى مدن الصحراء الغربية في الجنوب المغربي. وكان فوضيل يؤدي أغانيه في اليوم الثاني لمهرجان "روافد أزوان" في الساحة المذكورة ، عندما حمل مسؤولان في السلطات المحلية بالمدينة طفلة إلى الخشبة وبيدها الراية المغربية، لكن فوضيل لم يرغب في الاقتراب منها. وسارع مدير أعماله إلى أخذ الفتاة إلى الجهة اليسرى من الخشبة، قبل أن يتم نزع العلم المغربي من يديها وإرجاعها إلى الخشبة كي يقبلها الفنان. أغضب هذا التصرف ليس الجمهور الذي كان يتابع السهرة، بل بعض مسئولي السلطات المحلية، خاصة باشا المدينة الذي كان ساعد الطفلة في الصعود إلى الخشبة، فبدأ ما يشبه المفاوضات بين بعض المنظمين للمهرجان (جمعية "ائتلاف الساقية الحمراء" بتمويل ودعم وإشراف من سلطات المدينة بما فيها المنتخبة) وبين مدير أعمال الفنان من أجل دفعه لالتحاف العلم المغربي. المثير في هذه القضية أن الجميع كان يتابع تحركات هؤلاء الحريصين على أن يحمل الفنان الجزائري الراية المغربية في عاصمة الصحراء الغربية، كما أنه تم أمام أعين خليل الدخيل، والي جهة العيون الساقية الحمراء ووادي الذهب المعين حديثا في هذا المنصب. وظل الدخيل برفقة وفد معه يتابع السهرة ويتابع تحركات مسؤول اتخذ قرارا فرديا، حسب ما صرح به أحد المنظمين ل "إيلاف"، وقال إن "الوالي" لا يمكنه، لو علم مسبقا، أن يوافق على تصرف مثل هذا. من جانبه اعتبر المسؤول عن التنظيم هذا التصرف محاولة من "جهة في الدولة توريط الوالي، الذي كان منع العلم بالمدارس في العيون مخافة الفتنة بين المغاربة والوحدويين من جهة والانفصاليين الموالين للبوليساريو من جهة ثانية". وأثناء توديع الفنان للجمهور حوالي منتصف ليل السبت - الأحد طلب من شخص يرتدي لباساً صحراويا أبيض (دراعية) كان أمام خشبة المسرح، طلب منه أن يعود مرة أخرى ويرغم الفنان على التحاف العلم المغربي، وهذا ما كان ، إذ فاجأ هذا الشخص مدير أعمال الفنان وعانق فوضيل وهو يضع العلم المغربي على كتفه. فوضيل لم يمسك العلم، وبدأ يرقص معه إلى أن غادر الشخص أولا ثم تلاه الفنان الجزائري الذي وجد سيارة أقلته على وجه السرعة إلى مكان إقامته. واختار المنظمون الشاب فوضيل في الدورة الثانية، كنجم الأكبر، لسبب أساسي وهو أنه الفنان الذي يمكن أن ينقل، من خلال مشاركته، عدة رسائل إلى الجزائريين بصفة خاصة، فهو يغني في مدينة شهدت أحداثا أليمة قتل خلالها 13 شخصا 11 منهم من أفراد القوات العمومية قبل شهرين تقريبا. وكانت الجزائر اتهمت بالوقوف وراء الأحداث من خلال دعمها للبوليساريو (المطالبة بالانفصال عن الصحراء)، لذا فحمل فنان جزائري لعلم مغربي في عاصمة الصحراء الغربية هو ما يريده المنظمون. ويعلم فوضيل جيدا أن حمل العلم المغربي في مدينة مثل العيون سيجلب له مشاكل أخرى في بلده الجزائر، فقد عانى عدد من الفنانين أمثال رضى الطالياني والشاب خالد من مشاكل جراء دفع منظمي مهرجانات مغربية (الدارالبيضاء ومهرجان الجمل بالعيون) إلى التحاف العلم المغربي وهو ما ينتقده مغاربة ويعتبرونه استغلالا لفنان في قضية لا تعنيه. * موقع " إيلاف "