ما تزال وقائع المؤتمر الوطني الأول لفيدرالية جمعيات آباء وأمهات وأولياء تلامذة المغرب الذي احتضنت مدينة أسفي أعماله أيام 31 يناير و1 و 2 فبراير 2012 تتفاعل بسبب ما شهده المؤتمر من ارتجال وصخب وعنف وعراك وانسحابات. أمسية افتتاح المؤتمر انطلقت بحسب ما أفادت به مصادر حضرت اللقاء بأصوات العيطة التي صدحت ب(المرساوي) ورددت (خربوشة) و (الحصبة) وهزت إيقاعاتها الأجساد الراقصة بحركات مثيرة للغرائز الكامنة. وسجل افتتاح المؤتمر بقاعة مجهزة في فضاء المسبح البلدي بمدينة أسفي غياب ممثلي السلطة فيما اكتفى الوزير محمد الوفا بانتداب مفتش عام من وزارته لإلقاء كلمة مقتضبة أكد فيها عزم وزارة التربية الوطنية على إحداث النظام الأساسي لموظفي التربية والتكوين وإعادة النظر في المجلس الأعلى للتعليم لم يسمعها أحد وغاب الاهتمام بها في النقاش خلال ما تبقى من أيام المؤتمر كما غابت الديمقراطية وغابت المسؤولية والالتزام مع الأهداف التي من أجلها أنشئت جمعيات الآباء والأمهات في قطاع التعليم. واعتبرت مصادر حضرت اللقاء أن كل شيء في مؤتمر فيدرالية جمعيات آباء وأمهات وأولياء تلامذة المغرب قد حضر سوى القانون والمسؤولية، وسجل المشاركون من ساعة افتتاح المؤتمر أن لا همَّ لكل أولئك الذين جددوا الثقة في أنفسهم سوى أن يكونوا في مواقع الفيء وتحصيل المغانم وذوي الامتيازات في العلاقات مع النيابات والأكاديميات ومصالح الوزارة مركزيا وكلها أجهزت على التربية والتكوين كبادرة للتنمية والتنمية البشرية. وأضافت مصادرنا أن المؤتمرين توزعتهم طموحات التموقع في المكتب الوطني والمجلس الوطني وبين الاكتفاء بموقع الموالاة لأطراف يكفيها الإشارة بأصبع لتجيش قبائل وتستنفر جموعا، كل آليات الممارسة الديمقراطية واستحضروا الضرب واللكم والسباب والشتيمة لحسم المواقع التي كانت وحدها في جدول أعمال المؤتمر الذي انطلق واختتم بالارتجال. وتابعت مصادر حضرت اللقاء "إن الارتجال وحده سَيَّرَ المؤتمر والمؤتمرين، فالرئيس جدد نفسه في مشهد ميلودرامي يبعث على السخرية والاشمئزاز و ارتجل كلمته في افتتاح مؤتمر هو الأول ينعقد بعد سبع سنوات من المسؤولية، والكلمات وزعت في الافتتاح ارتجالا، والتنظيم مرتجل وليست سوى مواعد الأكل وحدها المضبوطة في تمام ساعتها وتوقيتها". وأفادت نفس المصادر أن المئات من الأسخاص حضرت إلى مدينة أسفي فيهم قلة مؤتمرون أسكنوا بداخلية المركز التربوي الجهوي وداخلية معهد الصيد البحري والباقون من أسر أعضاء المكتب الوطني للفيدرالية ومناصروهم وأغلبهم نساء أقاموا جميعا بمراكز الاصطياف التابعة لعدد من المؤسسات الاجتماعية لإدارات الدولة وأكدت ذات المصادر أن أعمال المؤتمر انطلقت ب160 عضوا وانتهت في اليوم الأخير ب 45 عضوا في المكتب الوطني لفيدرالية جمعيات آباء وأمهات وأولياء تلامذة المغرب، موضحة أن هؤلاء لم ينتخبهم أحد ولم يصوت عليهم أحد وليس بيدهم محاضر تثبت شرعيتهم في مواقع مسؤولياتهم وتوزعت عضويات المجلس الوطني للفيدرالية على القلة الباقية في غياب السلطة التي عليها أن تكون مثال الالتزام والحزم لاسيما في شأن يهم أجيالا من المتمدرسين. وكشفت نفس المصادر أنه بعد كل الذي جرى ما يزال ما وقع في أسفي يتفاعل بأصداء الاحتجاج والتعبير عن الامتعاض من السمارة إلى صفرو والعرائش وطنجة والرباط وأسفي المدينة المحتضنة التي سجل نقابيوها إقصاء كلمة الجامعة الحرة للتعليم التابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب من قائمة المتدخلين في الجلسة الافتتاحية وإدراج ممثل نقابة اخرى. وتسائلت مصادرنا هل بكل الممارسات التي شهدها المؤتمر الأول لفيدرالية جمعيات آباء وأمهات وأولياء تلامذة المغرب سيتم إنقاذ المدرسة العمومية وإقرار المدرسة المغربية كما اتخذ المؤتمر لذلك شعارا له؟