مشاهد مثيرة كشفت عنها الحملة التي تقودها سلطات مراكش في إطار حربها المعلنة لتحرير الملك العمومي ، وتخليص فضاءات المدينة من تطاولات امتدت لتطال ساحات وحدائق عمومية، تم اقتطاع أجزاء منها وإضافتها لمشاريع تجارية خاصة دون رادع أو وازع. مجريات الحملة وقفت على مشاهد سريالية، أبطالها برلمانيون ومسؤولون منتخبون امتدت بهم حمى الشجع إلى استغلال مواقعهم ونسجهم لعلاقات عنكبوتية، للترامي على فضاءات بأكملها وتسييجها بجدران اسمنتية، ومن تمة استنبات مقاهي ومطاعم تدر ملايين السنتيمات، لم يستسغ البرلماني وابنه البرلماني أن تمتد إليهم جرأة أهل احل والعقد بمدينة سبعة رجال بجرافات هدمها،وتنقض على "مكتسبات" وثقها مرور عشرات السنين،ومن تمة قرارهما رفع راية التحدي والتماس مجموعة من المحاولات للوقوف في وجه حملة تحرير الملك العمومي وتخليص الحديقة الممر العموميين من قبضة التطاول.
صباح أول أمس كان الجميع على موعد مع دق أخر مسمار في نعش هذه الحكاية"البايخة" ، حين شرعت الجرافات في هدم الجدران التي سيجت الحديقة إيذانا بدخولها مرحلة "الإنعتاق" من نير الإحتلال، حينها أدرك البرلماني النجل بأن"الله حق" وأن كل التحركات لوقف عملية التحرير قد باءت بالفشل، ليفقد القدرة على التحكم في عواطفه ويدخل نوبة بكاء حادة.