مشاهد مثيرة كشفت عنها الحملة التي تقودها سلطات مراكش في إطار حربها المعلنة لتحرير الملك العمومي. مجريات الحملة وقفت على مشاهد سريالية، أبطالها برلمانيون ومسؤولون منتخبون امتدت بهم حمى الشجع إلى استغلال مواقعهم ونسجهم لعلاقات عنكبوتية للترامي على فضاءات بأكملها وتسييجها بجدران إسمنتية، ومن تم استنبات مقاهي ومطاعم تدر ملايين السنتيمات. حقيقة، تضيف يومية "الأحداث المغربية" في عددها ليوم غد الجمعة 22 غشت، عكسها وصول جرافات الهدم إلى شارع علال الفاسي كأحد أهم الشوارع الاستراتيجية بالمدينة الحمراء، وشروعها في تخليص حديقة عمومية من شرنقة مؤسسة فندقية في ملكية برلماني يديرها بالنيابة عنه نجل البرلماني بالغرفة الثانية، وهو التطاول الذي امتد طيلة عقود بعد أن تم تسييج الحديقة المقابلة للفندق وتحويلها إلى مقهى مع استنبات محل لبيع الدخان والمواد الغذائية إلى جانب مخدع هاتفي كبير، دون احتساب طبعا إقدام "ممثل الأمة" على تسييج الفضاء الخلفي للحديقة واستعماله كموقف لسيارات زبناء الفندق. لم يستسغ البرماني وابنه، تضيف اليومية ذاتها، أن تمتد اليها جرأة أهل الحل والعقد بمدينة سبعة رجال بجرافات هدمها، وتنقض على "مكتسبات" وثقها مرور عشرات السنين، ومن تم قرارهما رفع راية التحدي والتماس مجموعة من المحاولات للوقوف في وجه حملة تحرير الملك العمومي وتخليص الحديقة والممر العموميين من قبضة التطاول. صباح أمس الأربعاء، كان الجميع على موعد مع دق آخر مسمار في نعش هذه الحكاية "البايخة" وإسدال الستار على فصولها، حين شرعت الجرافات في هدم الجدرا،ن التي سيجت الحديقة إيذانا بدخولها مرحلة "الانعتاق" من نير الاحتلال، حينها أدرك البرلماني النجل بأن "الله حق" وأن كل التحركات عملية التحرير قد باءت بالفشل، ليفقد القدرة على التحكم ويدخل نوبة بكاء حادة.