في الوقت الذي تعتمد فيه مصالح المركز الإستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش على المروحية الطبية لإنقاذ أرواح المرضى في عمليات استعجالية تمتد إلى أقاصي الجبال والمناطق النائية، لم يجد مريض إسعاف تنقله من بيته بحي باب دكالة إلى مستشفى إبن طفيل بجليز. وبحسب مصادر مطلعة ل"كش24″، فإن زوجة المريض حاولت نقله بواسطة سيارة إسعاف الوقاية المدنية لكن نداءاتها ذهبت أدراج الرياح فلم تجد أمامها سوى عربة "طالب معاشو" لنقل زوجها إلى مستعجلات مستشفى إبن طفيل بمراكش. "فضيحة" نقل المرضى بواسطة الوسائل البدائية بعد هاته الواقعة لم تعد حكرا على المناطق القروية النائية والتي تعودت على مثل هاته المشاهد التي تثير استياء في النفوس.
وكانت إحدى الأسر بالمركز الحضري لجماعة سيد الزوين الواقع على بعد نحو 36 كيلومترا إلى الغرب من مراكش، إضطرت يوم الأحد 19 يوليوز المنصرم إلى استعمال عربة مجرورة بواسطة دابة لنقل مريض إلى المركز الصحي. وبحسب مصادر مطلعة ل"كش24″، فإن أسرة المريض المسمى "عبد العزيز، أ" في عقده الرابع والذي يقطن بدرب الحدادة اصطدمت بأبواب المركز الصحي التي كانت مقفلة، واضطرت لانتظار نحو ساعتين قبل حضور سيارة الإسعاف حيث تم نقله صوب قسم المستعجلات بمستشفى إبن طفيل. وتضيف مصادرنا، أن المريض كان في حالة حرجة بسبب معاناته من مرض السكر وارتفاع الضغط. ويشار إلى ان المركز الصحي الوحيد بجماعة سيد الزوين يعاني من غياب المداومة وسبق لفعاليات سياسية ومدنية أن نظمت وقفات احتجاجية أمامه للمطالبة بحل هذا المشكل دون جدوى.
إلى ذلك، أصدرت الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة مراكش، بيانا جددت من خلاله "دق ناقوس الخطر للحالة التي يعرفها الحق في الصحة من تراجع خطير ومس بحياة المواطنات والمواطنين نطالب السلطات الصحية المختصة بالتدخل العاجل والفوري لفتح ابواب المركز الصحي بسيد الزوين طيلة ايام الاسبوع وتوفير المداومة الليلية والحراسة الخاصة لضمان السلامة الجسدية للطاقم المداوم من ممرضات وممرضين". كما طالب الجمعية من خلال البيان الذي توصلت "كش24" بنسخة منه، "الزيادة في عدد الاطباء بما يتناسب والكثافة السكانية العالية بالمركز شبه حضري وارتباطه بمجموعة من الجماعات القروية المجاورة المستفيذة من خدماته". ودعا رفاق الهايج إلى "وضع سيارة الاسعاف رهن اشارة المركز الصحي عوض اشراف المجلس الجماعي عليها بغاية عدم استخدامها في اغراض خارج دورها الطبيعي في نقل المرضى".