أحالت فرقة محاربة المخدرات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن مراكش، صباح يوم الخميس المنصرم، دركيا برتبة مساعد يعمل بالمدرسة الملكية للدرك الملكي بالحي العسكري بجليز، وشخصا كان يشغل مسير ملهى ليلي، على النيابة العامة بالمحكمة الإبتدائية بمراكش، بتهمة حيازة وترويج مخدر "الكوكايين" و "الشيرا". نهاية المغامرة بحسب المعطيات التي توصلت بها "كش24″، فإن اعتقال الدركي المسمى "ط، ط" المزداد بابن سليمان بتاريخ 30 يونيو 1964، جاء بعد توصل عناصر فرقة محاربة المخدرات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن مراكش بإخبارية تفيد بتعاطي المتهم منذ مدة لترويج المخدرات الصلبة "الكوكايين" بالحي العسكري بمراكش، مما حدا بعناصر الأمن إلى ضرب حراسة سرية على منزله أفضت إلى ضبطه وهو بصدد تزويد المسمى " ع، ا" الملقب ب"التومة" بلفافة من مخدر "الكوكايين"، لتتم محاصرتهما غير أن الدركي حاول مقاومة رجال الأمن والإفلات من قبضتهم لكنهم تمكنوا من السيطرة عليه وتصفيده رفقة شريكه. وقد ضبطت عناصر الأمن بحوزة "التومة" لفافة من مخدر "الكوكايين"، إضافة إلى هاتفين نقالين، فيما تم حجز لفافة من مخدر "الكوكايين" رفقة الدركي ومبلغ مالي قدره 9200 درهم وهاتفين نقالينن، ومواصلة للبحث انتقلت عناصر فرقة مكافحة المخدرات إلى منزل هذا الأخير الكائن بحي الزيتون بالحي العسكري، حيث تم حجز كمية مهمة من مخدر "الشيرا" بلغ وزنها الاجمالي 4700 غرام و 8 غرامات من مخدر الكوكايين، أربعة سكاكين تستعمل في تقطيع المخدرات علاوة على ميزان الكتروني، كما تم حجز سيارتين الأولى من نوع "هيونداي" في اسم زوجة التومة والثانية من نوع "symbole" كان بحوزة الدركي. المولد والنشأة ولد المتهم "ط، ط" بمدينة ابن سليمان بتاريخ 30 يونيو 1964، وغادرها في سن مبكرة رفقة أسرته حيث كان والده يشتغل جنديا، وأضاف الضنين خلال الإستماع اليه من طرف رجال الأمن أنه ولج التعليم الابتدائي بمنطقة بركَم بجهة وجدة، وفي سن التاسعة انتقل رفقة أسرته المكونة من شقيقين وأربعة أخوات، حيث أتم تعليمه الابتدائي بمدرسة ثكنة الغول بالحي العسكري، ثم انتقل الى الثانوية الإعدادية لالة مريم، وبعدها ثانوية ابن عباد التي غادرها سنة 1986 دون الحصول على البكالوريا، وفي سنة 1987 التحق بصفوف الدرك الملكي، واجتاز فترة تدريب لمدة سنتين، حيث تم تعيينه بدرجة رقيب بمدينة فاس بالمجموعة المتنقلة قضى بها سنتين، قبل أن يعود الى مراكش في العام 1991 وعمل بها لعشر سنوات الى حدود سنة 2001، ليشد بعدها الوجهة نحو الصحراء التي اشتغل بها لغاية 2004 بعدد من المراكز الحدودية ومنها الى شفشاون لثلاث سنوات، ثم الراشدية لسنتين فالعودة مجددا إلى مراكش حيث تم الحاقه عام 2009 بالمدرسة الملكية للدرك الملكي التي ظل يعمل بها لحدود اعتقاله. شفشاون..بداية الإنحراف شكلت الفترة التي قضاها الدركي بمدينة شفشاون والممتدة مابين سنوات 2004 و2007، منعطفا سلبيا في حياة المتهم الذي اعترف لعناصر الأمن، أنه أصبح يتعاطى استهلاك مخدر الكوكايين، والشيرا بين الفينة والأخرى، وهو الإدمان الذي تسبب له في حوادث سير أودت بحياة زوجته الأولى و تسببت في اصابته بكسور، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل دفع به الإدمان الى الافلاس وأضحى يجتاز ضائقة مالية جعلته عاجزا عن تأمين ما يستهلكه من مخدرات ليتحول من مستهلك إلى مروج ومستهلك في وقت واحد. الموقوف أقر في معرض أقواله أنه وجد ضالته بحكم ممارسته لمهنة دركي ولتواجده بمدينة مراكش التي تحفل بالعديد من النوادي الليلية والحانات التي يتردد عليها المدمنون على استهلاك المخدرات لاسيما في عطل نهاية الأسبوع، فصار يجلب كميات متفاوتة من "الكوكايين" تصل إلى 25 غراما يعيد ترويجها بالقرب من مسكنه، وللحصول على مزيد من المال لتأمين حاجياته اليومية وأفراد أسرته المكونة من أربعة أبناء أضاف مخدر "الشيرا" إلى نشاطه، وصار يجلب منه كميات تصل إلى 5 كيلوغرامات كل 20 يوما أو شهر يدسه بمسكنه، غير أنه كان يجد صعوبة في تصريفها إلى أن تعرف على "التومة" الذي اتخذه مساعدا له في ترويج بضاعته المحظورة بحكم احتكاكه بالنوادي الليلية ومعرفته بالعديد من الفتيات والسياح الأجانب، مشيرا الى أنه يتزود بمخدر الشيرا من مجموعة من الأشخاص بمنطقة شفشاون بثمن 6 الى 9 دراهم للغرام الواحد ويعيد ترويجه بثمن 15 الى 20 درهما للغرام الواحد، بينما يلتقي شخصا بمدينة تطوان يدعى العمراني ويلقب ب"بيكولا" ليزوده بمخدر الكوكايين، الذي يتسلمه من مساعد مزوده بمدينة الدارالبيضاء. "التومة"..سجل حافل بالإجرام ازداد "ع، ا" الملقب ب"التومة" بالدرالبيضاء سنة 1971 بدون مهنة، متزوج اب لطفلين، يسكن بالحي المحمدي بمراكش، له عدة سوابق قضائية تتعلق باستقبال أشخاص يتعاطون الدعارة وبيع الخمور سنة 1999، تكوين عصابة اجرامية في السرقات الموصوفة، السرقات بالعنف، تكوين شبكة لترويج المخدرات الصلبة والرطبة، تسهيل التعاطي لها وتسهيل تعاطي البغاء، المقاومة المسلحة ضد رجال السلطة، العصيان وعدم الإمتثال، التهديد بالسلاح، الإبتزاز، تقديم الخمور للمغاربة المسلمين، السكر، والسياقة في حالته سنة 2008، ثم اصدار شيك بدون رصيد 2014. وقد اعترف "التومة" خلال التحقيق معه أنه يتعاطى استهلاك مخدر "الكوكايين" بين الفينة والأخرى، قبل أن يتحول الى مروج بعدما تعرف على الدركي، مستغلا خبرته واحتكاكه برواد النوادي الليلية وبالتحديد المهاجرين المغاربة والأجانب زائري المدينة الحمراء لاسيما نهاية الأسبوع، حيث اضحى يتزود منه بكميات متفاوتة من الكوكايين بثمن 700 درهم للغرام الواحد ويعيد ترويجها بألف درهم للغرام الواحد ويحصل من وراء ذلك على ربح يمكنه من الاستهلاك بالمجان وسد حاجياته ومتطلباته المعيشية.