اصبحت جهة مراكشآسفي، مشتلا تربويا لاستنبات التجارب الرائدة على الصعيد الوطني، وذلك نتيجة الدينامية التي تعرفها ساحتها التربوية والتكوينية، حيث اصبحت ورشا اصلاحيا كبيرا في اتجاه بناء منظومة تعليمية تقوم على مرتكزات بنيوية تصب في أفق دعم ما تقوم به منظمة الأممالمتحدة للطفولة UNICEF وباقي مكونات المنتظم الدولي. ضمن هذا السياق، استقبل مولاي احمد الكريمي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكشآسفي، بعد زوال يوم الأربعاء 27 ابريل 2022، بمكتبه ، سبيسيوز هاكيزيمانا Speciose Hakizimana، المقيمة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) بالمغرب، ووفد هام مرافق لها. وتعتبر هذه الزيارة، الخرجة الرسمية الأولى لهذه المسؤولة الأممية، منذ تعيينها بالمغرب في 6 من أبريل الجاري، كممثلة لهذه المنظمة بالمغرب. وخلال اللقاء، الذي تتبعه حضور وازن من المسؤولين بالأكاديمية، رحب مولاي احمد الكريمي بوجود سفيرة اليونسيف في مراكش، متمنيا لها مقاما سعيدا وتوفيقا في مهام عملها في المغرب، منوها بالمجهودات التي ما فتئت تقوم بها منظمة اليونيسيف في تنزيل ودعم المشاريع التربوية التي تروم الى الارتقاء بالمنظومة خصوصا التعليم الأولي والتربية الدامجة والتوجيه التربوي والمهارات الحياتية وعملية من الطفل إلى الطفل و التواصل، كما عرج المسؤول التربوي الجهوي، على اعطاء لمحة عن برنامج التعاون بين الاكاديمية واليونسيف في محاوره العرضانية وبنيته العامة المتمحورة حول الحكامة التربوية والإنصاف والولوج، ثم الجودة والتعلمات مرورا بمجالات التدخل، و عمل المصالح المختصة بالأكاديمية بتنسيق مع اليونيسف على إعطاء دفعة قوية لبرنامج الفرصة الثانية لتأمين التمدرس الاستدراكي للمنقطعين عن التمدرس، كما حرص الكريمي على استعراض منجزات برنامج التعاون خلال سنة 2021 ، والتوجهات العامة لبرنامج سنة 2022، وايضا عزم الأكاديمية على مضاعفة الجهود لتنمية المبادرات وتقوية التنسيق والالتقائية في التدخلات بنفس استشرافي استراتيجي. بدورها عبرت المسؤولة الأممية Speciose Hakizimana عن سعادتها بالترحيب و بحفاوة الاستقبال، مؤكدة عزمها مواصلة تعزيز وتطوير اليات التعاون بين منظمة اليونيسيف والاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكشآسفي، والارتقاء بها إلى آفاق أرحب حتى تستجيب للانتظارات والتطلعات، و تساهم في رسم خريطة طريق مستقبلية واضحة المعالم للرقي بالمنظومة التربوية بجهة مراكشآسفي. وقد توجت زيارة المقيمة العامة لليونسيف بالمغرب، بالتوقيع على اتفاقية خطة العمل السنوية برسم 2022 والتي تظم جميع المشاريع التي تساهم منظمة اليونيسف في انجازها بشراكة مع الأكاديمية خاصة المجالات التي تلامس التعليم الاولي، التربية الدامجة، محاربة الهدر المدرسي، مراكز الفرصة الثانية، والمهارات الحياتية. وتفعيلا لبعض مقتضيات اتفاقية خطة العمل السنوية برسم 2022 الموقعة ، تم عقد لقاء تواصلي جهوي، على هامش زيارة سفيرة اليونسيف، خصص لاعطاء الانطلاقة الرسمية لمشروع " دعم اليافعين والشباب في انتقالهم الى الحياة العملية", هذا المشروع الذي يندرج حسب الورقة التأطيرية لهذا اللقاء، في إطار تفعيل خطة العمل المشتركة بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ومنظمة اليونيسيف. وقد حضر أشغال هذا اللقاء، المسؤول عن قطاع التربية ب يونيسيف –المغرب، ونقطة ارتكاز البرنامج جهويا ، ورؤساء بعض الأقسام والمصالح بالأكاديمية، ونقطة ارتكاز البرنامج في كل من مديرية شيشاوة والحوز، وممثلة عن جمعية انصاف للتنمية الاجتماعية والتربوية. و ارتباطا بذات الموضوع، فدعم اليافعين والشباب في انتقالهم إلى الحياة العملية، هو مشروع تجريبي،يمتد على ثلاث سنوات، تؤمن اليونسيف دعمه التقني ،و تتولى "إمارة "موناكو" دعمه ماليا،مع العلم ان المشروع يشكل ثمرة التعاون الثنائي، القائم بين الوزارة ومنظمة "اليونسيف"، منذ سنوات، و يستهدف دعم المجهود الوطني لإصلاح التربية والتكوين، للحد من معضلة الهدر المدرسي، ورفع التحديات والإكراهات التي تواجه اليافعين والشباب المغاربة ،وتحد من وثيرة إدماجهم بالمجتمع. وكما هو في علم الجميع ، فهذا المشروع يتم تنزيله وعلى مستوى أكاديمية جهة مراكش اسفي، الى جانب اكاديمية طنجة، تطوان، وذلك بناء على تشخيص لوضعية تمدرس الفتيات والذكور، بالوسط القروي بالجهتين. وبحسب ما رشح من معطيات حول المشروع ، فهو سيمكن حوالي 1000 متمدرس ومتمدرسة، بثمان ثانويات إعدادية و200 فتاة يدرسن بالمستوى السادس ابتدائي بثمان جماعات قروية، تابعة للنفوذ الترابي للأكاديميتين المذكورتين، من تربية ذات جودة، و400 مراهق وشاب بمراكز الفرصة الثانية – الجيل الجديد، من تربية وتكوين جيدين، تساعدهم على الإدماج المهني بنجاعة، وفتح آفاق واعدة أمامهم.مما من شأنه أن يعزز قدرات الأطر التربوية، والمكونين وجعلهم مواكبين لأحدث المقاربات البيداغوجية، ولتطورات تكنولوجيا المعلومات والتواصل. وتم الاتفاق خلال فعاليات هذا اللقاء، على ارجاء تحديد الجماعات الاربع التي ستستفيد من هذا المشروع، الى حين عقد لقاءات مباشرة، بالمديريات الإقليمية المعنية وهي شيشاوة والحوز ، من أجل وضع معايير الانتقاء التي تستجيب لخصوصيات المنطقة إلى جانب المعيار الأساسي المحدد في عدم الإلتحاق. البرنامج الحافل لسفيرة اليونسيف ، اختتم بالزيارة الميدانية التي قامت بها بمعية الوفد المرافق لها، لمدرسة الشابي، ومؤسسة الفرصة الثانية إدريس الاول، حيث وقفت المسؤولة الأممية على حصيلة تنزيل الإطار المنهاجي للتعليم الأولي، والتربية الدامجة، وايضا المتحصلات الميدانية لمراكز الفرصة الثانية لفائدة اليافعين والشباب.