صناعة المستقبل العلمي والتربوي والثقافي والحضاري، لا تصنعه عجائب المفارقات والمصادفات، إنما يصنعه التخطيط المدرسي، والمنظور الاستراتيجي المتبصر، يصنعه الإحساس الجماعي بالمسؤولية من طرف كل الفعاليات التربوية والإدارية والسلطات العمومية والترابية، وهذا ما استشف من التفاعل الفوري والمباشر ، الذي ابداع والي جهة مراكشآسفي، مع تتويج التلميذة مريم الدواي بالرتبة الاولى في الاولمبياد الوطنية للكيمياء والتلميذ انور الكمراني بالرتبة الثانية في الاولمبياد الوطنية للبيولوجيا. فقد شكل الاعلان عن نتائج الاقصائيات النهائية للاولمبياد في الرياضيات والبيولوجيا والفيزياء والكيمياء التي تم تنظيمها مؤخرا، بفضاء مدرسة التدبير الصناعي التابعة لجامعة محمد السادس المتعددة التخصصات وثانوية التميز ببنجرير، لحظات جميلة لا تؤشر فقط على تفوق بنات وابناء المنظومة التربوية والتكوينية بجهة مراكشآسفي، لكنها تعتبر ايضا مناسبة لتاكيد على السلامة التربوية والاخلاقية والروحية والعقلية بهذا المغرب الجديد، مغرب الذكاء الخلاق والعبقريات الفردية والجماعية، ومغرب القدرات والامكانات الظاهرة والكامنة. فتتويج التلميذة مريم الدواي بالرتبة الاولى في الاولمبياد الوطنية للكيمياء والتلميذ انور الكمراني بالرتبة الثانية في الاولمبياد الوطنية للبيولوجيا، اكتست طابع التكريم و الإحتفال بهذه الكفاءات باعتبارها نتاجا ملموسا للمنظومة التربوية والتعليمية بالجهة، وهو أيضا احتفاء تجسد عبر التعبير عن الاهتمام بهذا الحدث، الذي ابدته مصالح الاكاديمية والسلطات العمومية بتقديم تهنئة للتلميذة والتلميذ المتوجين ، و لكل الأطر التربوية والإدارية التي واكبت تأطيرهم وتتبعهم ، وكذا لأسرهم التي تسهر على توفير الظروف والشروط المناسبة لتفوقهم وتميزهم. يذكر أن الاقصائيات النهائية للاولمبياد في الرياضيات والبيولوجيا والفيزياء والكيمياء التي تم تنظيمها خلال الفترة الممتدة من 03 الى 06 ابريل بفضاء مدرسة التدبير الصناعي بجامعة محمد السادس المتعددة التخصصات وثانوية التميز ببنجرير ، ستمكن الفائزين من المشاركة في المباراة العامة للعلوم والتقنيات برسم سنة 2022 التي تنظمها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بشراكة مع أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات شهر يوليوز المقبل. واعتبرت ورقة تاطيرية صادرة عن الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكشآسفي, هذا التتويج الذي ينضاف إلى مجموعة من التتويجات السابقة في هذا المجال, ترجمة للجهود المبذولة على المستوى الجهوي لتشجيع التميز والابتكار في صفوف التلميذات والتلاميذ وتعبئتهم من أجل المشاركة المكثفة في جميع المبادرات الرامية إلى حفز اليقظة والتفتح والإبداع لديهم.